صرخة “الموت لخامنئي” توحد الشارع والنظام يعترف: مقتل مهسا أميني لم يصنعه الاعداء
السؤال الان ــــ وكالات وتقارير
أكد مسؤول بوزارة المخابرات الإيرانية، في ملف صوتي مسرب، أن مقتل “مهسا أميني” كان حادثة مريرة من وجهة نظر الوزارة ولم تكن من “صنع الأعداء”، معترفا في الوقت نفسه بانتشار الاحتجاجات واتساعها.
وقال إن النظام الإيراني سيتعامل في الأيام المقبلة مع المتظاهرين في الشارع “بمزيد من الصرامة” للسيطرة على الاحتجاجات.
وليس من الواضح كيف تم الكشف عن هذا الملف الصوتي، حيث قام عدد من قنوات “التلغرام” الإيرانية بنشر هذا الملف كاملًا.
في هذا الملف الصوتي، يبدو أن مسؤولا كبيرا في وزارة المخابرات يشرح للمسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين في محافظة “يزد” كيف بدأت الاحتجاجات واستمرت على مستوى البلاد، وما هو توقع وزارة المخابرات لمستقبلها. وذكر هذا المسؤول في وزارة المخابرات أن هناك “ثلاث آراء” بين مسؤولي النظام الإيراني حول “الأحداث الأخيرة”، وقال إن “وجهة نظر واحدة بذلت قصارى جهدها للقول إن هذه الاحتجاجات لم يصنعها العدو، بل هي نتيجة أداء سيء وأضرار داخلية”.
وأضاف أن “وجهة نظر أخرى أكدت بشكل كامل أن كل هذه الاحتجاجات كانت مجرد نتاج لخطة العدو”، لكن “هناك أيضا وجهة نظر ثالثة وسطية تعتقد أن هذه الاحتجاجات كانت نتيجة تلاقي الحد الأقصى من الأضرار الداخلية، مع خطة وتصميم العدو”.
وفي إشارة إلى الأسئلة الثلاثة الرئيسية حول الاحتجاجات على مستوى البلاد، قال إن هذه الأسئلة الثلاثة تشمل: من أين بدأت الاحتجاجات، وما هو جوهر القضية، وفي أي اتجاه تتحرك؟ والسؤال الأول الذي طرح على وزارة المخابرات كان: “ما إذا كانت وفاة مهسا أميني قد تم التخطيط لها كذريعة لهذا الحادث، وقد راجعنا لقطات الكاميرا من وقت مغادرة مهسا أميني لإقليم كردستان، ومن جلست معهم في طهران، وكيف تم اعتقالها ونقلها إلى سيارة دورية إرشاد، ودققنا في جميع هذه الحالات، وتحدثنا مع أفراد دورية الإرشاد وجميع المعتقلين داخل الشاحنة، ما تأكد لنا (نحن وزارة المخابرات) أن مقتل مهسا أميني لم يكن نتيجة أي مخطط وكان حادثا مأساويا”.
وكرر مزاعم سلطات النظام الإيراني بشأن “القتل”، وقال إننا نقبل أن العديد من الأشخاص الذين قتلوا في هذه الاحتجاجات أبرياء، لكن بعضهم قُتل أثناء الهجوم على مراكز الشرطة والأماكن الحكومية.
وفي جزء من هذا الملف الصوتي، قال المسؤول بوزارة المخابرات إنه “ما لم يكن للعدو عنصر داخلي، فإن الحركة في المنفى والمعارضة في الخارج لا تستطيع فعل أي شيء”، ولهذا جاءوا وقالوا “علينا أن نذهب نحو خلق قيادة من الداخل، لأن الانتفاضات ليس لها قيادة”. واوضح “أتوا وركزوا على رضا بهلوي ونور بهلوي” في الخارج، لكنهم رأوا أنهما لا يستطيعان فعل أي شيء، ثم توجهوا إلى الداخل وركزوا على ثلاثة أشخاص. وقال إن “سعيد مدني كمنظّر شبكات” اعتقل من قبل وزارة المخابرات، أما الشخص الثاني فهو “مصطفى تاج زاده الذي قال إنني لا أقبل الجمهورية الإسلامية، لكن ليس لدي بديل عنها”. والشخص الثالث الذي “عملوا عليه وقالوا إنه أولى من الجميع، هو مير حسين موسوي، وقد أرسلوا إليه بعض الأشخاص ليأتي ويقدم نفسه كقائد لهذه الحركة، لكننا أفشلناهم جميعًا”. وأضاف أنه مع إعادة فتح الجامعات اتسعت الاحتجاجات لأن المعادلات في الجامعة تختلف عن تلك الموجودة في الشارع.
وفي جزء آخر من هذا الملف الصوتي، أعلن هذا المسؤول بوزارة المخابرات أن عدد المعتقلين في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد حتى الآن بلغ 15 ألف شخص، وقال إن 70% من المشاركين في مظاهرات الشوارع والمعتقلين تتراوح أعمارهم بين 17 و20 عامًا.
من جهة ثانية، شهد اليوم أكبر إضراب على مستوى إيران بأكملها منذ بداية الانتفاضة حتى الآن، وسط هتافات “الموت لخامنئي” في عدد من الاحتجاجات الجارية في البلاد. وتلبية للدعوات العديدة التي تم نشرها للإضراب والتجمعات الاحتجاجية في ذكرى احتجاجات نوفمبر 2019، نزل المواطنون في مختلف المدن الإيرانية، إلى الشوارع وهتفوا بشعار “الموت للديكتاتور”. وإلى جانب إضراب المحال التجارية واعتصام الطلاب الجامعيين، نظم المواطنون تجمعات واحتجاجات في شوارع المدن الإيرانية، وهتفوا بشعارات مناهضة للنظام الإيراني.
وبناء على الدعوات التي انتشرت في الأيام الأخيرة، من المقرر أن تستمر هذه الاحتجاجات بعد يومين، إحياء لذكرى ضحايا احتجاجات نوفمبر 2019 التي سقط فيها 1500 قتيل.
ونظم المواطنون في العاصمة طهران احتجاجات في منطقتي مرزداران وشريعي، وسط العاصمة. ورفع المواطنون شعارات ضد المرشد خامنئي في محطة مترو “دروازه دولت”. وفي حي “شهرك غرب” بطهران، رفع الأهالي شعار “هذا العام عام الدم وخامنئي سيسقط”، وأغلقوا شارع “سبهر” بهذا الحي. كما أضرم المحتجون النار في شارع “جمهوري”، وسط طهران، ورفعوا شعار “الموت للديكتاتور”.
وبحسب مقاطع الفيديو المتداولة، قام المحتجون بإقلاع الحواجز الحديدية ووضعوها سط الشارع، وسعوا إلى إغلاقه لمنع اقتراب قوات القمع إليهم. كما تجمع محتجون في شارع “شيخ هادي” بطهران أيضا. وكذلك في حي “جنت آباد”، ورفعوا شعار: “أنت العشبة الضارة وأنا المرأة الحرة” وفي شارع “أمير أكرم” رفع شعار “هذا الإنذار الأخير، هدفنا إسقاط النظام”.
كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر المواطنين في المترو وهم يرفعون شعار “الموت للديكتاتور”.
وفي مدينة مرودشت، نظم الأهالي تجمعات احتجاجية رفعوا خلالها شعار “الحرية”. وكذلك في تجمع امحتجون في حي “ستارخان” في شيراز، وفي كرج، وتجمع عشرات من أطباء”مشهد” في مستشفى “إمام الرضا” مطالبين بالإفراج عن زملائهم المسجونين الذين تم القبض عليهم أثناء الاحتجاجات الجارية.
وفي بيان طالبت مجموعة “شباب أحياء طهران” المواطنين بعدم دفع فواتير المياه والكهرباء والغاز، وفي أيام 15 و16 و17 نوفمبر عدم القيام بأعمال البنوك والتسوق، وإغلاق المتاجر والتجمع في هذه الأيام الثلاثة، كما طلبت هذه المجموعة المواطنين مقاطعة الشركات التي تقدم دعايتها في التلفزيون الإيراني.
من جهة اخرى، نفت الخارجية الأميركية في بيان: “المزاعم القائلة بأن الولايات المتحدة تدعم أو تدرب منظمة مجاهدي خلق في ألبانيا خاطئة تماما”. وأضاف: “الولايات المتحدة لا تقدم دعمًا أو تدريبًا لمنظمة مجاهدي خلق في مجال التكنولوجيا السيبرانية أو في أي موضوع آخر، ولا تقدم مساعدات مالية للمنظمة، وليس لديها اتصال موضوعي يتجاوز قضايا إعادة توطينهم، والتي كانت قد اكتملت في عام 2016”.