جحيم في دارفور .. واستهداف الناشطين مستمر

جحيم في دارفور .. واستهداف الناشطين مستمر

السؤال الآن ــــ وكالات

شهدت مدينة الجنينة في السودان معارك دامية بعد تجدد الاشتباكات في إقليم دارفور غرب السودان. ووصف الأطباء ما يجري في تلك المدينة بالجحيم الحقيقي. وناشدت الهيئة النقابية لأطباء ولاية غرب دارفور العالم بالتحرك، مؤكدة أن الناس حرموا من الخروج من المدينة بينما تخلى العالم عنهم.

كما أكدت أنه “تم استهداف منازل الناشطين والصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في الهجمات البربرية التي تتعرض لها الجنينة”.

وتتعاظم المخاوف من هول الكارثة التي يمكن أن تحدث، خصوصا أن الخدمات الإنسانية والطبية في الجنينة انهارت منذ بداية شهر مايو، ولم يعد في المدينة التي يسكنها نحو مليون شخص، لا غذاء ولا ماء ولا دواء ولا حتى اتصالات، بحسب الهيئة.

بينما تعذرت إمكانية تقدير الخسائر المادية والبشرية في ظل تعدد أسباب الموت من القتل المباشر في المعارك إلى القنص واستهداف منازل المدافعين عن حقوق الإنسان، فضلاً عن الموت بسبب الجوع والمرض، إضافة إلى الحرق والنهب والإتلاف لكل الممتلكات والمنازل والمخيمات.

وتأتي هذه الهجمات في ظل وضع إنساني وأمني كارثي في السودان عامة، لاسيما في الخرطوم وإقليم دارفور، إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي.

ويزخر إقليم دارفور الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.

فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيل، وأدت أعمال العنف لمقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين. ورغم اتفاقيات السلام العديدة، لا يزال التوتر مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه. وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أسابيع.

وأجج هذا الاقتتال الذي تفجر بين الجانبين منتصف أبريل الماضي، المخاوف من أن ينزلق هذا الإقليم مجددا في أتون حرب أهلية وقبلية.

شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *