الرايات الكاذبة؟!

الرايات الكاذبة؟!

 محمود القيسي

أحدق في الزعفران.. أحدق في الزنبقات..
لا أرى أرغوان الزعفران.. ولا أحمر الزنبقات.
تتحطم جمجمة.. تحترق أحشاء.. يتفجر جسد..
يتفتت قرميد..تتشظى الخرسانات.. يتدفق الفولاذ..
سماء زرقاء لامعة.. لامعة.. لا يمكن أحدنا أن يحدق فيها.
يهمس صوت في داخلي.. بكلمات لا يصدقها أحد..
ولا يستخدمها أحد..!

أشق الحروب هى حرب الإنسان مع نفسه…الحروب تقوم كى يبقى البشر و يموت الشر.. ولكن يبقى الشر و تموت البشر للآسف بعبقريه شديدة.. فالسلام لم يعد مجرد مسالمة بين البشر والبشر، بل هو في الأساس مسالمة واجبة بين البشر والأرض.. لأن الحرب على بيئة الأرض هي مأساة سرمدية، بينما مآسي أشد الحروب فتكا في تاريخ البشرية يمكن للزمن أن يتجاوزها.. يقول تشارلز سمنر: “أعطني المال الذي تم إنفاقه في كل الحروب وسوف أكسو كل طفل في العالم بملابس الملوك التي يفتخرون بها.

كان هدف تولستوي من كتابه الأشهر “الحرب والسلام” إيصال رسالة مفادها أن “حادثـًــا احـــترب فيه ملايين البشر، وقُتل الملايين من الرجال والنساء والأطفال، لا يمكن أن تكون إرادة فرد واحد هي سببه، إن رجلًا وحده لا يستطيع أن يجبر 500 ألف شخص على أن يموتوا وتموت الأرض معهم.. الكونت ليف نيكولايافيتش تولستوي (9 سبتمبر 1828- 20 نوفمبر 1910) من عمالقة الروائيين الروس ومن أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر والبعض يعدونه من أعظم الروائيين على الإطلاق كان ليو تولستوي روائيا ومصلحا اجتماعيا وداعية سلام ومفكرا أخلاقيًا.

تمتلك روسيا تاريخاً طويلاً من الهجمات المزيفة ضد نفسها أو ما يعرف في تكتيك أروقة الكرملين الأمنية و المخابراتية بعمليات “الراية الكاذبة” ، (أي ضرب أهداف روسية أو القيام بأعمال أمنية ضد منشآت روسية لتبرير عملًا عسكريًا ما)، بما في ذلك قصف مبنى سكني في موسكو، الذي أستخدمه بوتين ذريعةً لاستئناف حرب الشيشان في عام 1999. نعم، لقد اصبح مصطلح “الإرهاب” أهم أسلحة الحروب التي تحتاجها وتستخدمها الدول الكبرى والمتوسطة والصغرى دون استثناءً في إدارة فن الممكن من أجل تحقيق ما يعتقده البعض مستحيل!؟

منذ اتهام كييف بمحاولة قتل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. بعد إسقاط طائرتين مسيرتين “أطلقتهما أوكرانيا” كما أوضح الكرملين في بيان يقول “استهدفت مسيرتان الكرملين.. تم تعطيل الجهازين”، واصفا العملية في ذلك الوقت بأنها “عمل إرهابي ومحاولة اغتيال رئيس روسيا الاتحادية”. وأضاف أيضًا: “نعتبر الهجوم استهدافا لحياة الرئيس بوتين، ونحتفظ بحق الرد في الوقت وبالطريقة اللذين نراهما مناسبين”. وأصدر رئيس بلدية موسكو قرارا بمنع تحليق المسيرات في أجواء العاصمة الروسية. كما افادت فرانس برس حينها إن الهجمات التي تكثفت في روسيا، خلال الأيام الماضية، تثير تكهنات بمحاولة إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو 22.

كما تسببت في ذلك الوقت “عبوات ناسفة” في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل غزو أوكرانيا. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر أيضًا خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنوب سانت بطرسبرغ (شمال غرب) من جراء عبوة ناسفة، وفقا لأجهزة الأمن الروسية التي فتحت تحقيقا في “عمل تخريبي”. وفي نفس الوقت في مكان أخر، التهم حريق مستودعا للوقود في قرية روسية واقعة قرب شبه جزيرة القرم، وذلك قبل أن يعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي “أف أسي بي” أنه فكك شبكة أوكرانية خططت لتنفيذ أعمال “إرهابية وتخريبية” في القرم.

وفي نهاية الأسبوع الأول من شهر مايو 2023، تعرض مستودع نفط في شبه جزيرة القرم أيضا لهجوم بطائرة مسيرة، فيما أسفر هجوم صاروخي على قرية روسية في منطقة بريانسك الحدودية عن مقتل أربعة أشخاص. وفي اليوم التالي عقب تلك الأحداث المتلاحقة قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن “نظام كييف الذي يقف وراء عدد من هذه الهجمات والتفجيرات، يخطط للاستمرار في هذا المسار” مؤكدا أن أجهزة الأمن الروسية تقوم “بما هو ضروري” لحماية السكان والدفاع عن المصالح الروسية. وهنا يُطرح سؤال ثلاثي الأبعاد نفسه على المحللون السياسيون والاستراتيجيون والمتابعون على الشاشات الافتراضية من الخاصة والعامة: هل الهجوم على الكرملين والاحداث الامنية المتعاقبة و(التمرد الأخير) في هذه الأيام محاولات لاغتيال بوتين وتقويض نظامه.. أم مجرد (راية روسية كاذبة) أخرى لغاية في نفس بوتين الكرملين من الكر والفر والخدعة وإقامة الأحكام العسكرية والطوارئ والتصاريح بين مدينة وأخرى تجنبًا لاي عمل عسكري أو محاولة انقلابية (حقيقة) من هنا أو هناك؟ أم هناك إحتمالات واختيارات ورايات كاذبة أخرى…!؟

Visited 8 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة