انتخابات ألمانيا 2025: الأحزاب بين نارين

انتخابات ألمانيا 2025: الأحزاب بين نارين

د.خالد العزي

في المانيا قد تجلب انتخابات 2025 سياسيين جدد إلى السلطة، فالشعبية المتزايدة لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني لها جانب سلبي  يكمن في إسقاط مصالح الناخبين في الأحزاب الحاكمة الآن، وبشكل أساسي الحزب الاشتراكي الديمقراطي  وحزب الخضر، لأن الديمقراطيين الأحرار، يحافظون على مستواهم عند 6-8% المطلوب لدخول البوندستاغ. وعلى الرغم من ان الطريق لانتخابات خريف 2025 ما زالت في منتصفها، إلا أن مؤسسة الحزب تفكر بالفعل فيما يمكن لقيادة الأحزاب فعله في الانتخابات المقبلة.

لا تزال خارطة التحالفات والاستعداد للانتخابات مبهمة في المانيا وغير واضحة لدى كل الاحزاب ذات الثقل الشعبي والتي تحاول التفرد بالقيادة لكنها غير قادرة عل تأمين الاكثرية المطلقة مما يدفعها للتفكير بتحالفات تسمح لها بالتصدر.

لم يتم التخطيط لأي تغييرات في كتلة المعارضة، كما يبدو أن زعيم الديمقراطيين المسيحيين فريدريك ميرز، لا ينوي مشاركة قيادته مع أي شخص، بينما الكتلة المحافظة تتقدم بثقة في استطلاعات الرأي، لكن الفجوة بين السعي وراء البديل من أجل ألمانيا ضاقت إلى نسبة 4%.

وبينما تميل الصحافة الالمانية إلى عدم اعتبار مسألة قيادة ميرز محسومة، تدعي الصحيفة أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في عهد ميرز يتحرك أكثر إلى اليسار (وهي العملية التي بدأت في عهد أنجيلا ميركل) ، وهذا أمر لا يرضي الكثير من الناخبين، وليس من قبيل المصادفة أن الزيادة في الأصوات لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا ترجع إلى حد كبير إلى الديمقراطيين المسيحيين.

في بافاريا، انخفضت نسبة تعاطف الناخبين المحليين مع الاتحاد الاجتماعي المسيحي  إلى 38%. وهذا ما جعل رئيس الحزب ورئيس الوزراء الحالي ماركوس سودر يفكران في شريك ائتلافي مستقبلي، والذي يجب أن يجلب ما لا يقل عن 10-12% من الأصوات إلى الخزانة المشتركة. عندها فقط حينها سيتمكن الحزب من الحكم في بافاريا دون النظر إلى المنافسين.

لذلك ستجرى انتخابات ولاية بافاريا مباشرة بعد العطلة الصيفية، ليس لدى سودر خيارات كثيرة: إما حزب الخضر، الذين يكسبهم حوالي 15% ، أو البديل من أجل ألمانيا بنسبة 13% حاليًا في بافاريا. لكن رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا المحلي ستيفان بروتشكا، جرده البوندستاغ مؤخرًا من حصانته بسبب إهانة سودر نفسه. وجميع ابتكارات حزب الخضر، سواء كان قانون التدفئة أو سياسة الهجرة، تتعرض للهجوم من قبل سودر.

اما فيما يتعلق بالوضع في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، يقول الكاتب هيلموت ماركفورد في مجلة Focus إذا كان المستشار أولاف شولتز يهتم بحزبه، فعليه التخلي عن طموحاته وترقية وزير الدفاع بوريس بيستوريوس إلى مكانه (الذي يعتبر بيستوريوس السياسي الأكثر شعبية في ألمانيا. في هذا الصدد، تشير المجلة صراحة إلى أنه من غير المرجح أن يتمكن شولتز من كسب الناخبين المتأرجحين إلى جانب الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

ويعطي شولتز الانطباع بأنه سياسي متردد على النقيض من ذلك، فإن بيستوريوس هو القادر على جذب الناخبين المتوسطين إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي. لأإنه يتحدث بوضوح وحزم ولا ينتمي إلى توجهات  “اليساريين”. في مناصبه السابقة مثل Oberburgomaster ووزير الأراضي للداخلية، نصب نفسه على أنه “رجل الوسط”.

الأمور ليست أفضل بالنسبة للخضر. وفقًا لصحيفة Welt، فإن حزب الخضر يخسر أعضاء حزبهم لأول مرة منذ ثماني سنوات. والحديث  عن مئات الأعضاء الذين سلموا بطاقات الحزب. لكن الأسوأ من ذلك أن ما يسمى بالأساس يبتعد عن الخضر، هؤلاء أعضاء في منظمات بيئية مختلفة. فإن الخضر يضحون بالطبيعة من أجل إنشاء إمدادات الطاقة في البلاد. فإن إصلاحات هابيك تدفع دعاة حماية البيئة للخروج من الحركة الخضراء.

حزب الخضر بين نارين، فمن ناحية يجب على الحزب أن يأخذ في الاعتبار، مطالب دعاة حماية البيئة بتشديد اللوائح البيئية، ومن ناحية أخرى، مطالب المواطنين العاديين الذين يعتقدون أنه يذهب بعيدًا في إجراءاته لحماية المناخ.

لا شك بان روسيا تحاول التصويب في مقالاتها وسياستها على الحزب الأخضر (كونه حزب فاشل ) الذي يقود  السياسة الخارجية  الالمانية التي تضع روسيا في صلب سياستها التي تحاول اللعب على بلورة موقف اوروبي موحد لمواجهة الاعتداءات  الروسية.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني