توترات ما بين أوكرانيا وإسرائيل.. أسباب ونتائج

توترات ما بين أوكرانيا وإسرائيل.. أسباب ونتائج

د. خالد العزي

     أصبحت إسرائيل وأوكرانيا مرة أخرى على شفا خلاف دبلوماسي. إذ تهدد كييف بإبعاد إسرائيل عن المشاركة في اجتماعات رامشتاين وإلغاء الدخول بدون تأشيرة للمواطنين الإسرائيليين، والرفض المتكرر للسماح للمواطنين الأوكرانيين بدخول البلاد. وينظر في إسرائيل إلى ذلك على أنه محاولة لابتزاز أوكرانيا، غير الراضية عن موقفها الحذر بشأن الصراع الروسي ـــ الأوكراني. نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، الأحد الماضي، أن أوكرانيا هددت إسرائيل بعدم ترحيل الأوكرانيين من بلادها، وفي حال القيام بذلك فسيتم منع الإسرائيليين من دخول “أومان” في كييف للحج هذا العام.

وإذا لم يعمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حل الخلافات مع أوكرانيا شخصياً، فسيعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي تعليق نظام التأشيرة الحرة بين البلدين، وسيصبح من الصعب على الحجاج الإسرائيليين دخول أوكرانيا.

لا بد من القول بان العلاقات الاوكرانية ليست على افضل حال نتيجة  الاندماج الاسرائيلي مع روسيا بسبب المصالح المالية والاقتصادية من ناحية وتطور العلاقات بين الجاليات الروسية الرسمية في تل ابيب  ونوعية وطبيعة الجالية الروسية في اسرائيل .

فالعلاقات مع كييف قد وصلت الى حالة التصعيد وقطع العلاقات وخاصة نحن نتحدث عن الحج التقليدي إلى أومان الحسيديم، أتباع أحد فروع اليهودية. كل عام، عشية رأس السنة اليهودية الجديدة، يقومون بزيارة قبر الحاخام نحمان من براتسلاف، الذي عاش في القرن الثامن عشر، الواقع في المدينة.

مع اندلاع الأعمال العدائية في أوكرانيا في 24 شباط /فبراير من العام  2022، يأتي الحج محفوفًا بالمخاطر على الحياة. وخلال العام ونصف العام الماضيين، تعرضت أومان لإطلاق النار أكثر من مرة. ومع ذلك، قرر أكثر من 20 ألف شخص أداء فريضة الحج في الخريف الماضي. هذا العام، يخطط أكثر من 30 ألف حاج للقيام برحلة في منتصف الشهر التاسع ومرورا بسير الاشهور الاخرى .

العلاقة بين الدوليتين :يمكن القول بان الكيل طفح على اثر العلاقات بين الطرفين حيث باتت العلاقات واضحة من جانب  اوكرانيا  باتجاه اسرائيل  لجهة المرحلة الحرجة حاليا، وردد سفير إسرائيل لدى أوكرانيا، ميخائيل برودسكي، دعوة وزارة الخارجية الإسرائيلية التي أعلنت العام الماضي للامتناع عن القيام بهذه الرحلة الخطيرة. وصحيح أنه أدرك أنه لا يمكن إيقاف الحسيديم، لكن “الجانب الأوكراني يعد ببذل كل ما في وسعه لضمان سلامة الحجاج، على الرغم من الأعمال العدائية والتهديد بالقصف”.

من جانبها، تؤكد السلطات الأوكرانية أنها لن تتمكن من إنقاذ الحسيديم في حال تعرضهم لهجمات صاروخية. “لا يمكننا ضمان سلامة الحجاج. إذا لم تكن إسرائيل مستعدة للمساعدة في حماية مواطني أوكرانيا، فقد ترغب في حماية مواطنيها”، قال السفير الأوكراني لدى إسرائيل يفهين كورنيتشوك في الشهر السابع  من هذا العام ، في إشارة إلى رفض إسرائيل نقل أنظمة الدفاع الصاروخي وأسلحة أخرى إلى كييف.

ويذكر أن إسرائيل أصمّت آذانها عن طلبات الجانب الأوكراني لتزويدها بالأسلحة، موضحة أن ذلك يشكل تهديداً لأمنها. ويقدر الإسرائيليون حياد الجيش الروسي المتمركز في سوريا واتصالاته معهم. كما أنهم يأخذون في الاعتبار حقيقة أن موسكو تتمتع بنفوذ على مختلف المجموعات العربية وعلى إيران، وأنهم لا يحتاجون إلى مشاكل في العلاقات مع روسيا.

والشيء الوحيد الذي كان بوسع إسرائيل تحمله هو مساعدة أوكرانيا على تحديث نظام التحذير من الهجمات الصاروخية. وينبغي أن يبدأ اختباره هذا الخريف. بالإضافة إلى ذلك، تقدم إسرائيل بشكل دوري مساعدات إنسانية لأوكرانيا، حيث تم إرسال آخر شحنة تحتوي على أطنان من الأدوية إلى أوكرانيا في الأسبوع الماضي. وفي إسرائيل، يتم أيضًا إعادة تأهيل الجنود الأوكرانيين الجرحى. لكن كييف تعتقد أن هذا ليس كافيا. بالإضافة إلى ذلك، تراكم لدى الجانب الأوكراني مطالبات أخرى ضد إسرائيل.

وبحسب السفير فاذا قررت حكومة أوكرانيا  تعليق نظام الإعفاء  من التأشيرات  مع إسرائيل، فسيكون ذلك إجراء موجها ضد حكومة اسرائيل وليس ضد الاشخاص او ممثلي الطوائف الدينية  لكن القرار لم يتم اتخاذ في أوكرانيا كرد على أفعال الحكومة الاسرائيلية ولكن في الايام  القادمة سيتضح نوعية المواجهة القادمة لجهة العلاقات بين البلدين.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني