لودريان وادغال ازمة الرئاسة اللبنانية

لودريان وادغال ازمة الرئاسة اللبنانية
.حسين عطايا

قبل زيارته اليوم الى لبنان، كان قد التقى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في باريس كل من المستشار في الديوان الملكي السعودي والمكلف الملف اللبناني بكل تشعباته وبحضور السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وتم بحث زيارته للبنان وكيفية إدارة الملف الرئاسي بعد اجتماع اللجنة الخماسية والتي كانت قد اجتمعت منذ فترة في العاصمة القطرية – الدوحة.
وصل لودريان الى بيروت وبدأ على الفور جدول زياراته فتوجه اولا للسرايا الحكومية والتقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ومن ثم انتقل الى عين التينة فالتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومن ثم توجه الى بنشعي ليلتقي المرشح سليمان فرنجية بحضور نجله طوني، وختم زيارات نهاره الاول في ميرنا الشالوحي حيث التقى رئيس التيار العوني جبران باسيل .
على ان يُتابع غداً زيارته في يومها الثاني ويلاقي بقية الكتل اللبنانية، القوات اللبنانية في معراب ثم اللقاء الديمقراطي في كليمنصو ومن ثم الوفاء للمقاومة – حزب الله في حارة حريك وحزب الكتائب في الصيفي وفي قصر الصنوبر بعض النواب التغيريين ومن ثم يلتقي بعض النواب السنة في السفارة السعودية بدعوة من السفير وليد البخاري.
وتأتي هذه الزيارة على وقع معارضة لبنانية، وخصوصاً من الكتل النيابية المسيحية الثلاثة حيث يرفضون الصيغ الحوارية المطروحة والتي هي مُبهمة الموضوع والشكل والتي طرحها نبيه بري ويعتبرها لودريان مبادرة مساعدة لمبادرته وهي تأتي انسجاماً مع مقررات اللجنة الخماسية في اجتماعها الاخير .
ولكن، هذا الامر يُعطي انطباعاً على ان الادارة الفرنسية، وعلى الرغم من السقطات والفشل الذريع التي تلقته في القارة الافريقية وعلى الرغم من المعارضة الداخلية اللبنانية سابقاً ومنذ تفجير مرفأ بيروت في العام ٢٠٢٠ وزيارات الرئيس الفرنسي للبنان وعقده جلسات حوارية وبحضوره، لم تتعلم الرئاسة الفرنسية من فشلها الذريع والذي لم يكن قد تلقته فرنسا عبر تاريخها الحديث مما يخلق انطباع ان الدبلوماسية الفرنسية وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة الفرنسية لم تعُد تمتلك تلك اللياقات الباريسية وتفكيرها وممارستها الجيدة، حيث  تتلقى الضربات في مختلف المحطات والتي إذ تُعبر على مستوى التدني في اسلوب العمل الدبلوماسي وكيفية التعاطي مع القضاية الكبرى، بنوع من الاحترافية والمصداقية، بل الذي يُسير الادارة الفرنسية الحالية هي ذهنية التاجر الفرنسي الذي يبحث عن ارباح آنية وبعضها طويل الامد، وليس بذهنية الدبلوامسي المحنك والذي يسعى لرِفعة شأن دولته ويسعى جاهدا للحفاظ على المصالح الاستراتيجية لدولة الفرنسية، والتي خبرها العالم على مدى سنوات طوال فزيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي حتماً ستكون الاخيرة وتباشير هذه الزيارة لا تُغير شيئاً لان على الرغم من التغيير في إدارة الملف اللبناني من الخارجية الفرنسية الى الرئاسة لم يتغير شيء في الاسلوب، فقد بقي التعاطي مع ملف ازمة الرئاسة في لبنان عبر ذهنية مغازلة حزب الله ومن خلفه ايران، حيث لايُريد ان يُزعجهم طمعاً بالحفاظ على مصالح شركة توتال في البلوك رقم ٩ وكذلك ايضاً مصالح شركة توتال في العراق حيث اليد الطولى للحشد الشعبي التابع لايران.
باختصار زيارة لودريان هي مٌخالفة لنهج وتوجهات اللجنة الخماسية في اجتماعها الاخير والتي دعت للعمل وفقاً للدستور اللبناني وللقرارات الدولية ذات الصلة ومقررات الجامعة العربية بخصوص لبنان 
، وبذلك ستكون زيارة لودريان مضيعةً للوقت بانتظار حضور الموفد القطري والذي يبدأ قريباً لقائاته في طهران حول الملف الرئاسي اللبناني وبموافقة سعودية امريكية ومباركة مصرية، قد تنعكس إيجابيات على الازمة الرئاسية اللبنانية والتي قد تُنتج انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وهذا ما بدأ الثنائي حزب الله – امل ، يبحثون عن حطة ” ب” بعد ان يجدا الاخراج المناسب للتخلص من ترشيح سليمان فرنجية وركنه على رف الاوضاع اللبنانية والتي اكدت وبالملموس ان هذا الثنائي غير قادر على ايصاله لكرسي بعبدا رغم كل اساليب التهويل التي اتبعتها قيادات الثنائي ، واساليب التعطيل التي اتبعاها على مدى الاشهر الماضية.
وهنا تتضارب المعلومات عن الاسم الثالث المطروح اليوم ما بين العماد جوزيف عون، والعميد خوري الذي كان فيما مضى قبل تقاعده مديراً للمخابرات في الجيش اللبناني، على الرغم من وجود مُباركة اقليمية لاسم العماد جوزيف عون والتي تتفوق على كل الاسماء الاخرى.
ولكن وكما تعودنا في لبنان ننام على شيء وقد يحصل ماهو عكسه تماماً لان السياسة اللبنانية لاتقوم على أُسس متينة بل تشهد تقلبات وفقاً للحراك الاقليمي والدولي ،فكل شيء متوقع، خصوصاً إذا ما نضجت التسوية الخارجية والتي تنعكس على الداخل اللبناني، والذي تعودت عليه الطبقة السياسية اللبنانية منذ الاستقلال حتى اليوم، بأن انتخابات الرئاسة اللبنانية تشبه كل شيء ماعدا اللعبة الانتخابية الديمقراطية.
 
 
 
 
Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني