الشّاعر عبد الوهّاب البيّاتي في ذكراه..ذِكْرَيَاتٌ لا يَطولها النِّسيَان من الزّمن الجَميل (2)

الشّاعر عبد الوهّاب البيّاتي في ذكراه..ذِكْرَيَاتٌ لا يَطولها النِّسيَان من الزّمن الجَميل (2)

السفير د.محمّد محمد خطّابي 

فى الثالث من شهرأغسطس المنصرم من العام الجاري 2023 حلّت الذكرى الرابعة والعشرون لرحيل الشاعر المجدّد الصديق العزيز عبد الوهّاب البياتي، المولود فى بغداد عام 1926، والمتوفّى في دمشق 1999 ، ودُفن استجابةً لرغبته وعملاً بوصيته إلى جانب ضريح العالم الأندلسي المتصوّف  الشهير محيي الدين بن عربي المُرسي دفين دمشق . 

فى القسم الأوّل -1- من هذا المقال الذي تفضل بنشره مشكوراً هذا المنبر الصحافي والإعلامي المنيف قمنا بقراءة إحدى قصائده الرّائعة وهي”النّور ينبعث من غرناطة” التي نقلت إلى اللغة الإسبانية خلال وجوده في إسبانيا، حيث كانت تربطني به صداقة متينة، وذكريات، ومعايشات في ذلك الزّمن البعيد الذي أصبح اليوم يُوسم ويُنعت بالزّمن الجميل إبّان وجوده في هذه الحقبة من حياته في مدريد على وجه التحديد ،حيث صادف وجودي كذلك بالعاصمة الاسبانية كمستشار ثقافي بسفارة المغرب وهو نفس المنصب الذي كان يتقلّده في ذلك الوقت بسفارة بلاده العراق ، هذا ما سوف نعمل على معالجته فيما يلي في القسم الثاني -2- من هذا مقال :  

فِى حَاضِرَة مَجْرِيطْ 

نظرا للصّداقة التي ربطتني بهذا المبدع الفذّ خلال فترة عملي فى حاضرة أبي القاسم مسلمة المجريطي ” مدريد العامرة ” أواسط الثمانينات من القرن المنصرم. وعلى الرّغم من إنسياب السّنين، ومرور الليالي، وتعاقب الأيام، فما زالت ومضات، ونفحات من ذكريات ومعايشات حاضرةً  وراسخة بإمعان في شغاف وأعطاف القلب، والعقل، والرّوح، والوجدان،واللسان والجَنان والتي لن  يطولها النسيان ما حييت .  

 كانت حالتي مثل حالة الاديب المصري المعروف صاحب البيان المدبّج والأسلوب الرشيق والمترادفات اللغوية التي لا تحصى مصطفى لطفي المنفلوطي حيث كان ينصح قرّاءَ “نظراته” و”عَبراته” بعدم ضياع وقتهم في المقاهي بين لعب النّرد، والطاولة، والورق. كان يعيب على الناس إرتيادهم للمقاهي، ويعجب كيف لا يؤمّون المكتبات، ودور الكتب والمعرفة والعرفان للنّهل من العلوم والآداب والغَوْص في بحورها التي لا تحدّها حدود. ومن مفارقات الحياة، أنّ العديد من الأدباء والشّعراء الذين جاءوا بعد هذا الاديب الفريد من نفس طينته، كانوا مداومين ومولعين بارتياد المقاهي – وما أكثرها فى مصر- ومع ذلك نبغوا وأبدعوا ،وأجادوا وأقنعوا وبلغوا أعلى مراتب الشهرة والمجد الأدبي وفى طليعتهم الروائي نجيب محفوظ  على سبيل المثال وليس الحصر ..! . 

خلافاً لنصائح وتوصيات وإرشادات رائد البيان العربي الحديث مصطفى لطفي المنفلوطي ، وإمعاناً فى ذكراك اخي وصديقي عبد الوهاب – إنّني ما زلتُ الى يومنا هذا المشهود أرتاد مقهانا القديم فى مدينة (مدريد) العامرة ، وما برحتُ أجلس في نفس المكان التي كانت توجد به طاولتنا الأثيرة المستديرة،مستذكراً ومستحضراً ومسترجعاً أياماً، وقصصاً،وحكايات طريفةً، وصدفا غريبة، ومفارقات عجيبة، وضحكات، وقفشات ، ووقائع نادرة وقعت لنا مع أحفاد بني عمومتنا وخؤولتنا في هذه الديار الاسبانية العريقة في العلم والحلم والحضارة والعرفان، بعض هذه القصص  اصبحنا ننظر اليها اليوم من أعالي وطلائع شرفات القرن الواحد والعشرين كأنها أقرب إلى الخيال منها الى الواقع أي انها  ابعد عن التصديق  لغرابتها وطرافتها، وروعتها، ولكنّها مع ذلك وقعت بالفعل وعشناها عن كثب في ربوع وشوارع ومنتزهات وصنديق الليل في هذه العاصمة الفسيحة المترامية الأطراف التي ما فتئت تحمل إسماً (عربيا أو أمازيغياً) وهي من تأسيس وبناء المسلمين. حاضرة مجريط العامرة. 

الحديث عنك أيها الشّاعر الصّديق هو الحديث عن الحياة بكلّ ما فيها من معان وأسرار وغموض، الحديث عنك أيّها الشاعر، هو حديث عن الكون الهائل المُحيّر.. عن عذابات النفس المكلومة التائهة في متاهات الحياة، ومرابض الكينونة، في تناوش وتشاكس وديمومة متجدّدة، فالشّعر كان عندك هو اللغة في أرقى مظاهرها، هو الخيال المجنّح الذي يسمو بك إلى أعلى مراتب الخلق والإبداع، هو تجسيد للكون، وما يكتنفه من غموض ويعتريه من تساؤل وينتابه من حيرة وقلق وتوتّرٍ وإغتراب. هو ضرب من مناوشة الوجود، هو تعبير أفلاطوني عن توحيد الجزء في الكلّ والعكس، هو “مخلوق حيٌّ يدبّ على قدمين” ، كما كان يقول الناقدان الإنجليزيّان ريتشاردز وأوغدن فى كتابيهما ” فى معنىَ المعنى”  “In the sense of meaning” إنّه دائم البحث عن القيم الجديدة، هو ليس قصراً ولاحصراً على التذّوّق الفنّي، أو الإحساس المرهف أو التسامر أو الإنطواء أو الإنتماء، بل هو مواجهة صريحة للواقع، وإستكناه لخباياه وإستغوار لأسراره، وإستجلاء لغوامضه ومفارقاته، ومعانقة للآمال والآلام . 

حُسْنٌ الحضارة ! 

أيّها الصّديق الغائب الحاضر أبداً.. “مجريط” الجميلة على أيّامنا كانت تذكّرنا بمباهج الحياة الدّنيا ورونقها، بالبريق المشعّ في كلّ شيء، في الوجوه الحسان، في الجدائل المنسدلة، في العيون المسبلة، والحواجب المزجّجة ، والأقراط المدلاّة، إزدانت المدينة يا صاح وتبرجّت في كل شيء، كان وجهها ملطّخاً بالاصباغ في كلّ حين ، وأنت كصاحبك أحمد أبي الطيّب المتنبّي ،كلاكما لا تحبّان الأصباغ المصنّعة المفرطة في التزويق والتنميق، وحسن الحضارة عندكما كان مجلوباً بتطرية، وفي البداوة كان الحسن دوماً غير مجلوب..! . الشكوى فينا  يا صاح حبّات متناثرة، وذرّات مبعثرة كأنّها كثبان رملية منهمرة على وقع هدير أمواج عالية عاتية، هذا السّحر اللاّمع ،واللّحظ الدّامع يوحيان بكثير من الفكر، ويبعث على التأمّل وإعمال النظر، إلاّ أنّها فِكَرٌ وتأمّلاتٌ مشبعةٌ بضربٍ من الغنوص المتواتر.. والغربة أيّها الشاعر المُعنّى هي نغمات حزينة وتنويعات مكلومة تنبعث من أوتار قلوبنا المعذبة المثقلة بالكدر والضنك، والهمّ،والنكد، والاحزان والهموم فى زمننا هذا الشاحب الكئيب ،وواقعنا هذا الحالك الرّديئ، ومع ذلك كان النّبع الرّقراق يتلألأ لامعاً ،مشعّاً، وهّاجاً في أعماق الأنفس المحبّة العاشقة المُتيّمة الولهانة. 

فى مقهى Aben Ammar 

 أيها الصديق الغائب الحاضر أبداً إنّني ما زلت أتذكّر عندما كنّا في ضيافة أبي العالم الجهبذ القاسم مسلمة المجريطي والرياضي البارع الذائع الصّيت بالحاضرة التي ما زالت تحمل إسمه الى الآن، أوبالأحرى يحمل إسمها إلى اليوم ، والتي أسّسها الأمير محمد بن عبد الرحمن الثالث حصناً حصيناً، ودرعاً واقياً فى الثّغر الأعلى لحماية والدفاع عن  الشقّ الجنوبيّ لهذه الجزيرة المحروسة. 

كنّا غالبا ما نتحاور طويلاً طويلاً في مثل هذه الأمور، عندما كنّا نرتاد مقهى Aben Ammar الذي كان يؤمّه صفوة من أصدقائنا من شعراء مدريد فى ذلك الأوان من عرب وإسبان على حدٍّ سواء ، وهذا المقهى كما ترى كان يحمل إسمَ ذو الوزارتين أبو بكر بن عمار (1031 – 1085م)،وهو شاعر وسياسي أندلسي، كان وزيرًا وسفيرًا للمعتمد بن عباد حاكم إشبيلية ، وابن عمّار هوالشطرنجي البارع، والداهية المراوغ ، والصّديق الأثير للمأسوف على ملكه، وشعره ،وحياته، المنكود الطالع المعتمد بن عبّاد الذي اقتاده زعيم المرابطين يوسف ابن تاشفين مكبّلاً الى منفاه السحيق بأغمات وزوجته الرميكية القرب من مراكش . كان المقهى يقع قبالة حديقة عمومية تاريخية كبرى تُدعى”ريتيرو”(Retiro)، بل إنها من أكبر حدائق العاصمة الإسبانية قاطبةً ، وصفها السفير الرحّالة المغربي ابن عثمان المكناسي فى كتابه الطريف” الإكسير فى فكاك الأسير”.وقبله وصفها وصفا دقيقا الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد الوهّاب السفير، والوزيرالمغربي الغسّاني، وهي حديقة ذات بساتين باسقة غناّء، ومتنزهات فسيحة فيحاء، وذات ظلال وأنهار وأشجار، وكانت البّركة الكبرى الجميلة التّى تتوسّط هذه الحديقة تذكّرنا دائما ببركة “المتوكّل” التي أجاد فى وصفها أبو عبادة البحتري قائلاً : يا من رأى البركة الحسناء رؤيتها …والآنسات إذا لاحت مغانيها…بحسبها أنّها بفضل رتبتها …تعدّ واحدة والبّحر ثانيها …ما بال دجلة كالغيرى تنافسها …فى الحسن طوراً وأطواراً تباهيها. كما كانت تذكّرنا كذلك ببرك وجداول وساقيات ”جنّة العريف” في غرناطة الحمراء التي كانت على مقربة منّا قلباً وقالباً.. وما فتئ النّور يشعّ وينبعث من هذه الحاضرة البهيّة البهيجة كما تؤكّد القصيدة .. قصيدتك ” النّور يأتي من غرناطة ” إلى يومنا هذا من أيّام الله التي لا تُحصىَ والتي سلّطنا الأضواء الكاشفة عنها في القسم الأوّل من هذا المقال . 

 وفى جُنح الليل كنّا كثيرًا ما نؤمّ كذلك مقهى آخر يسمّى Solimán “سليمان”، وكنت تقول- كلما هممنا بالدخول إلى هذا المقهى الليلي الجميل- : ” لعلنا نعثر هنا يا أخ محمّد على خاتم سيّدنا سليمان لنقصي به عنّا كلّ الهموم والمشاغل  والأحزان التي كانت تثقل كاهلنا ” ، ولكنّك “لم تجد الحياةَ والضّوءَ في مدائن الضّياع والفقر، وكان شعرك النّار في وحشة المنفى وفي منازل البرد” ، و لكنّنا لم نعثر قطّ على خاتم سليمان، فظلّت همومنا ومشاغلنا ملازمةً لنا ،مسكونةً فينا حتى رحلتْ معنا عندما برحنا ونزحنا عن هذه الديّار،كلّ منّا لحال سبيله، كما أنّنا لم نحظ قطّ بصحبة الوزير أبي بكر إبن عمّار، ليحكي لنا ما جرى له مع خليله ورفيق دربه ، وصديق عمره المعتمد ابن عبّاد ، إستمتعنا فحسب بجلساتنا الطليّة المطوّلة فى المقهى الذي يحمل إسمَه ، كما إستمتعنا بأشعاره، وأقواله، ونوادره، وأقاصيصه ،وطرائفه، وأخباره ، وحيله، ودسائسه. 

نزار كبّاني وأبد الوهّاب بيّاتي ! 

وذات مرّة وبمحض الصّدفة كدت أن تتحوّل فيها أو خلالها أيّها الصّديق العزيز من شيخ وقور إلى غلام يافع، غضّ الإهاب ،طريّ العود ،غضّ الإهاب تتوقّد شبابًا وحيوية ونشاطًا، بل إنّك فى برهة تسربلت بحلل الغبطة و الجذل والسّعادة، وتدثّرت بأثواب السرور والحبور، إذ كان ما حدث لك ولي أكبر من أن يصدّق، ممّا أضفى علينا إنشراحاً لا حدود له، حتى كنت أرى أسارير وجهك تلمع نضارةً وبِشْراً،وملأ الدّمعُ حدقتيْ عينيْك المتعبتيْن من فرط قراءة مخطوطات نظرائك من الشعراء الفواحل ، وندّ منهما بريق كالشّررالمتطايرمن وقع المفاجأة عليك ، فقد تعرّفنا في مقهى ابن عمّار ذات مساء صدفة على غادتين إسبانيتين حسناوتين جلستا بجوارنا، كانتا حديثتي العهد بالإلتحاق بكلية الآداب بجامعة مدريد المستقلة (Universidad Autónoma de Madrid) قسم اللغة العربية وآدابها شعبة الأدب العربي المعاصر، وكانت الفتاتان تتحدّثان العربية بصعوبة وتلكّؤ، ولكن حديثهما لم يكن يخلو من سحر وطلاوة ، وإنطلقنا في حديث عفوي معهما دون أن نقدّم أو نعرّف بأنفسنا، وقلتُ أنا ساعتها لواحدة من الفتاتين : 

ـ إذن أنتما تدرسان الأدبَ العربيَّ الحديث..؟! 

ـ نعم ولكننا بدأنا هذه السنة فقط..! 

ـ طيّب، من هم الشّعراء من العرب الذين درستما شيئا عنهم حتى الآن..؟ 

فقالت الأطولُ قامةً والأجملُ محيّاً : 

ـ أنا شخصيّا معجبة بشاعرين أرابييْن (عربييْن) إثنين وَهُمَا: نزار كبّاني (قبّاني) وأبد الوهّاب بيّاتي،(كذا) نظراً لوجود ترجمات لشعرهما فى اللغة الإسبانية. 

وسُررنا من وقع المفاجأة علينا، ولكنّك إلتزمت أنت الصّمتَ فى ترقّب محتفظاً ببسمة عريضة صافية نديّة معهودة فيك، وسيجارتك من الصّنف الإنجليزي (غرابن ) لا تفارق أناملك ، وقلت أنا للفتاة على الفور ودون إنتظار: 

ـ أتصدّقين إذا قلت لكِ أنّ الجالس بجانبك الآن هو الشاعر عبد الوهّاب البياتي نفسه..!؟ 

فوجئت فى البداية ،وأعتبرتها مُزحة، ولكنّها سرعان ما ندّ وجهها عن إبتسامة واسعة جميلة حتّى كادت أن تمطرَ لؤلؤاً ،وأن تسقيَ نرجساً ،وأن تعضَّ على العنّاب بالبرد..! وظلتْ برهة تتفرّس في وجه شاعرنا الكبير وكأنّها تتساءل إذا ما كان في الأمر بالفعل دعابة مّا ، وكان عليّ أن أعود لأصرّ مرّة أخرى بأنّ الجالس بجانبنا هو الشّاعر البيّاتي نفسه فعلاً..! ولم تقف المفاجأة عند هذا الحدّ، بل لقد ذهبتْ وشطّتْ بنا أبعد من ذلك، إذعندما قدّمت لنا الفتاة نفسَها..ويا لها من صدفة.. قالت إن إسمَها ” لاَرَا “. و (لارا) التي من أجلها كان قد قال البياتي (أولد وأحترق) تُعتبرمن أجمل قصائده، وأحبِّها إلى قلبه : 

تستيقظ (لارا) في ذاكرتي: قطًّا تتريًّا, يتربّص بي, يتمطَّىَ, يتثاءب 

يخدش وجهي المحموم ويحرمني النوم. أراها في قاع جحيم المدن 

القطبية تشنقني بضفائرها وتعلقني مثل الأرنب فوق الحائط مشدودًا في خيط دموعي. 

أصرخ: (لارا) فتجيب الريح المذعورة: (لارا) أعدو خلف الريح وخلف 

قطارات الليل وأسأل عاملة المقهى. لا يدري أحد. أمضى تحت الثلج 

وحيدًا, أبكي حبي العاثر في كلّ مقاهي العالم والحانات. 

وهكذا يا صاح تمضي الأيامُ والليالي والسّنون… ويمزّق العذابُ والهموم نياط َالقلب المكلوم ،ونحن نطيرمن منفى لمنفى..ومن باب لباب..نذوي كما تذوي الزنابق فى التراب .. ! 

تحيّةً حرَّى من القلب إليك من وراء الغيب، ونحن ما زلنا  نتلظّى في دار الشقاء، وأنت ترفل هنيّاً في دار البقاء ، إليك أيّها الشّاعر الصّديق العزيز،فى ذكرى رحيلك منذ أربعة وعشرين عاماً خلتْ،  إليك من نفس الزّاوية ،ومن نفس الطاولة.. فى مقهانا الأثير  (ابن عمّار) هأنذا ما زلت جالساً أتأمّل فى خشوع وإبهار وإنبهار إنصرام الأيام وتعاقب الليالي مسرعةً مهرولةً بلا رحمة ولا شفقة ،وتحضرني فيها في هذه الأمسية القائظة ، وفي كلّ أمسية من أماسي مدريد الفيحاء السّاحرة .. ذِكْرَاك التي لا يطولها النسيان . 

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. محمد محمد الخطابي

كاتب، وباحث، ومترجم من المغرب عضو الأكاديمية الاسبانية- الأمريكية للآداب والعلوم بوغوتا كولومبيا