دول الخليج العربي والتكنولوجيا الغربية (2 ــ 3)

 د.خالد العزي

على الرغم  من الإعلان الروسي  الدائم  عن امتلاكها علاقات جيدة مع بعض دول الخليج العربية،  لكن الأهم هنا هو مستوى علاقات روسيا بمجلس التعاون الخليجي (بوصفه وحدة وقوة إقليمية) ومستوى اندماج روسيا في قضايا المنطقة الخليجية، مما يبرهن عمليا على الإرادة الروسية تجاه الخليج في جانبه العربي.

 لايزال  ذلك  دون المستوى المطلوب  مما ينعكس على عدم التوجه الخليجي  لفتج اتفاقات  جديدة مع روسيا  في قطاع التكنولوجيا الحربية والتسليح  الذي  يعتبر اخفاقا  واضحًا لروسيا  ان تستميل دول الخليج نحو قطاعها العسكري والتقني  الحربي  ولذلك نرى  التسلح الغربي هو المسيطر على اجندة الدول الخليجية :

 دولة الكويت 

 ستوافق وزارة الخارجية الأمريكية على تسليم أنظمة الصواريخ الوطنية المضادة للطائرات من نظام صواريخ أرض-جو المتقدمة (NASAMS) إلى الكويت. وتقدر القيمة الإجمالية للعقد المقترح بنحو 3 مليارات دولار. تخطط الكويت للحصول على أحدث تعديل نظام الصواريخ المضادة للطائرات NASAMS-III (SAM)، الذي تم تقديمه لأول مرة في عام 2019.

 وستشمل حزمة العقد سبع محطات رادار ثلاثية الأبعاد Sentinel AN/MPQ-64F1، بالإضافة إلى صواريخ AMRAAM (63 وحدة)، AMRAAM-Extend Range (63 وحدة)، AIM-9X Sidewinder Block II (63 وحدة). سيسمح تكوين الشراء هذا بتشكيل سبع فصائل نيران قياسية (بطاريات تكتيكية) تتكون من ثلاث قاذفات نقل بصواريخ متوسطة المدى (AMRAAM) ورادار واحد للتحكم في الحرائق.

ويشير تكوين الحزمة المعتمدة أيضًا إلى أن كل فصيلة إطفاء ستتضمن قاذفة نقل أخرى بها تسعة صواريخ قصيرة المدى (AIM-9X). على الأرجح، يهدف الاستحواذ على نظام الدفاع الجوي NASAMS إلى استبدال ست بطاريات من أنظمة الصواريخ والمدفعية قصيرة المدى المضادة للطائراتSkyguard/Aspideالتي تم شراؤها في إيطاليا في التسعينيات.

 لقد تواصلت الحكومة الكويتية مع الولايات المتحدة بشأن إمكانية بيع أجهزة نارية إضافية ذات مقعد طرد CAD/PAD والدعم ذي الصلة. تضمنت الاتفاقية الأساسية البالغة 48.2 مليون دولار عناصر CAD/PAD للفترة 2025-2026. الطلب مخصص لعناصر CAD/PAD لطائرات القوات الجوية الكويتية F/A-18 وKC-130J. يتضمن الطلب أيضًا الدعم الهندسي والفني والبرمجي وعناصر دعم البرامج الأخرى ذات الصلة. الآن تبلغ قيمة الطلب الإجمالية 59.1 مليون دولار. 

 وكما يقول الجانب الأمريكي فإن “تنفيذ هذا البرنامج يتماشى مع مصالح السياسة الخارجية الأمريكية والأمن القومي ويعزز أمن حليفتها الرئيسية خارج حلف شمال الأطلسي الذي يعد قوة مهمة في ضمان الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في المنطقة” آي الشرق الأوسط.”

لقد وقعت حكومتا الكويت وتركيا عقدًا لشراء طائرات بدون طيار من طرازBayraktar TB2 من شركةBaykarMakina. وتبلغ تكلفة العقد الذي وقعته وزارة الدفاع الكويتية مع الجانب التركي 367 مليون دولار، ولم يتم الكشف بعد عن عدد الطائرات بدون طيار التي تم شراؤها وتوقيت تسليمها. وستشمل حزمة التسليم مركبات بدون طيار وأسلحة ومعدات حرب إلكترونية، بالإضافة إلى محطات تحكم أرضية متنقلة تلبي معايير الناتو. تتضمن الحزمة أيضًا الصيانة والدعم اللوجستي والضمان وتوفير المعدات المساعدة والوثائق الفنية والاختبار الأرضي وتدريب الطيارين والفنيين. بالإضافة إلى ذلك، من المخطط إنشاء أجهزة محاكاة مع دعم فني لمدة ثلاث سنوات.

وبحسب قيادة القوات المسلحة الكويتية، سيتم استخدام الطائرات بدون طيار لأداء مهام مختلفة، بما في ذلك الاستطلاع وتحديد الأهداف، وستكون قادرة أيضًا على حمل الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بالليزر والقنابل الموجهة. وقبل إبرام العقد، تم اختبارBayraktar TB2 في الكويت في يوليو 2019 في ظروف مناخية صعبة (درجة حرارة عالية ورياح وعواصف رملية) وسجلت زمن طيران قياسي بلغ 27 ساعة و3 دقائق.

 وكانت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) التي تديرها الدولة رسميًا قد  أعلنت أن القوات الجوية الكويتية استلمت في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2023 أربع طائرات مقاتلة جديدة من طراز تايفون من كونسورتيوم يوروفايتر. وهكذا، قامت الشركة المصنعة الأوروبية بالفعل بتسليم 13 طائرة من أصل 28 طائرة طلبتها إلى القوات الجوية الكويتية.

 لقد تم تسليم أول مقاتلة تم شراؤها كجزء من برنامج التحديث في كانون الأول/ ديسمبر 2021، مما أثار صدى كبير بين الخبراء العسكريين. ويجري تنفيذ برنامج اقتناء طائرات تايفون كجزء من تعاون الكويت مع إيطاليا ويتضمن تدريبا مشتركا للطيارين والمهندسين والمتخصصين الفنيين. توفر القوات الجوية الإيطالية أيضًا التزود بالوقود جوًا باستخدام طائرة ناقلة من طراز KC-767 A.

 وفي عام 2016، وقعت مجموعة ليوناردو، التي تمثل كونسورتيوم يوروفايتر، عقدًا لتوريد 28 مقاتلة متعددة المهام من طراز تايفون. وكجزء من الاتفاقية، ستتسلم القوات الجوية الكويتية 22 طائرة تايفون ذات مقعد واحد وست طائرات تايفون ذات مقعدين في تكوين الشريحة 3، ويتم تجميعها في منشأة ليوناردو في كاسيل (إيطاليا). تتضمن الاتفاقية أيضًا تقديم خدمات لدعم استخدام طائرات تايفون، بما في ذلك تصميم وإنشاء البنية التحتية في قاعدة سالم الصباح الجوية في الكويت، وصيانة المعدات لمدة ثلاث سنوات (مع خيار لمدة خمس سنوات)، وتوريد المعدات وأجهزة محاكاة لتدريب الطيارين في الكويت. ويتم تدريب أفراد القوات الجوية الكويتية بمشاركة القوات الجوية الإيطالية.

 وكان من المفترض في البداية أن تبدأ عمليات تسليم الطائرة في عام 2020 وتكتمل في عام 2023. لكن تم تغيير المواعيد النهائية، وتم نقل أول زوج من مقاتلات تايفون إلى القوات الجوية الكويتية في قاعدة كاسيل الجوية التابعة للقوات الجوية الإيطالية فقط في 7 كانون الأول/ ديسمبر 2021. حيث وصل الزوج الثاني إلى الكويت في آذار/ مارس، والدفعة الثالثة في أيلول/سبتمبر 2022.

في المجموع، تلقى كونسورتيوم يوروفايتر طلبات لتوريد 661 طائرة تايفون. وبالإضافة إلى الدول الأربع المشاركة في المشروع (إيطاليا وبريطانيا العظمى وألمانيا وإسبانيا) التي اشترت ما مجموعه 510 طائرات تايفون، فإن عملاء المقاتلة من بين دول الشرق الأوسط هم المملكة العربية السعودية (72 طائرة) وعمان (72 طائرة). ( الكويت 28)، (قطر 24).

 ويتضمن اتفاق التعاون العسكري مع إيطاليا توريد أسلحة للجيش الكويتي وإجراء تدريبات مشتركة للقوات المسلحة في البلدين. ومع ذلك، في مجال التعاون العسكري التقني مع دول الخليج العربي، لم تحقق مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الإيطالي نجاحًا جديًا بعد. في الأساس، تقتصر الأنشطة في هذا المجال على توفير الدعم اللوجستي ومعدات الحماية الشخصية بكميات صغيرة. إن عرض الطائرات المقاتلة هو الاستثناء الذي يثبت القاعدة فقط.

 الإمارات العربية المتحدة

 وصلت المفاوضات مع الإمارات العربية المتحدة بشأن شراء الطائرات بدون طيار الأمريكية MQ-9B Sea Guardian إلى مرحلة متقدمة. وعملت الحملات الدفاعية الأمريكية بشكل وثيق مع القوات الجوية الإماراتية لنحو 10 سنوات، أبرزها من خلال برنامج MQ-1، وقد أعرب قادة الإمارات عن اهتمامهم بالحصول على العديد من المنصات الأمريكية الأخرى. ومع ذلك، قد تتطلب منتجات مثل الطائرات بدون طيار MQ-1 أو MQ-9B عملية موافقة طويلة على التصدير.

 يمكن لـ MQ-1 جمع المعلومات الاستخبارية وتحديد التهديدات، في حين يوصف MQ-9B بأنه نظام مراقبة واستطلاع بحري. ونظرًا للحجم الكبير لحركة المرور البحرية داخل المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإن الوعي البحري المستمر يعد أمرًا بالغ الأهمية لأمن البلاد. ويأمل المسؤولون في شركة General Atomic إحراز تقدم في عام 2023 بشأن دمج طائراتهم بدون طيار مع أنظمة الاتصالات الساتلية ذات المدار الأرضي المنخفض، مما قد يؤدي إلى خفض تكاليف التشغيل وتقليل حمل الأجهزة.

 وقعت وكالة المشتريات الدفاعية الكورية الجنوبية، إدارة برنامج الاستحواذ الدفاعي (DAPA)، مذكرة تفاهم مع صندوق تنمية الدفاع والأمن التابع للدولة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مجلس توازن، بشأن التعاون الاستراتيجي في مجال صناعة الدفاع، وكذلك انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى التنفيذ الذي تم تنفيذه. من قبل شركة الطائرات الكورية الجنوبية برنامج كوريا لصناعات الفضاء (KAI) لإنشاء طائرة نقل عسكرية متوسطة واعدة متعددة الأغراض (MTA) MS-X.

 وبموجب بنود المذكرة الثانية، سيقوم الطرفان بتنفيذ استثمارات مشتركة وأبحاث وتطويرات تكنولوجية لمشروع MS-X، والذي “سيساهم في مواصلة تطوير التعاون الثنائي في الصناعة العسكرية”. ويقدر الخبراء تكلفة الاستثمارات المخططة لدولة الإمارات في برنامج MS-X بنحو 3.2 مليار دولار، وتعتبر هذه الاتفاقية جزءاً لا يتجزأ من برنامج استثماري يضم عدة اتفاقيات، تعتزم الإمارات بموجبها تخصيص ما يصل إلى 30 مليار دولار. لتطوير قطاع الدفاع والطاقة في جنوب أفريقيا وكوريا.

 ونشير أيضًا إلى أن اتفاقية التطوير المشترك لطائرة جديدة تأتي في أعقاب عدد من الاتفاقيات الثنائية الأخرى بين كوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة في مجال التعاون العسكري الفني. وهكذا، اشترت الإمارات العربية المتحدة أنظمة الصواريخ المتعددة الإطلاق K239 Chunmuالكورية الجنوبية (MLRS) وأنظمة الدفاع الجوي KM-SAM Block.2. ويعتقد عدد من الخبراء أيضًا أن الإمارات يمكن أن تصبح مشتريًا للطائرة المقاتلة الكورية الجنوبية KF-21 Boramae، والتي هي قيد التطوير.