هل هي أوكرانيا أم روسيا الصغرى.. ولماذا أصبحت “مالو روس” أوكرانيا؟

هل هي أوكرانيا أم روسيا الصغرى.. ولماذا أصبحت “مالو روس” أوكرانيا؟

د. زياد منصور

       يُقْدِم الكثير من المؤرخين والباحثين في الشأن التاريخي الروسي على إعطاء أحكام مسبقة حول ما يجري بين روسيا وأوكرانيا  دوت معرفة الجذور التاريخية لهذا الصِّراع، فتبدو تحليلاتهم وكأنها تنطلق من قصص منسوجة بطريقة غير حرفية، أم مبنية على نظريَّات، أو جمع لمعلومات متفرقة غير مستندة إلى وقائع تاريخية، وبالتالي يجعل هذا الأمر منهم  كمن يتولى الإحاطة بشأن لا يفقهه ولا يعرف أبعاده، فيسقط في فخ الانحياز إلى جانب هذا الفريق أو ذاك، على الرَّغم من أنَّ الحقائق التاريخية كانت تستدعي من هؤلاء إجراء بحث معمق للوصول إلى نتائج تساهم في منح القارئ والمتابع إمكانية ولو بسيطة في فهم حقيقة ما يجري، ولعل السبب في ذلك يكمن في أنَّ التاريخ الروسي لم يحظ بالاهتمام الكافي في عالمنا العربي نظرًا لأسباب أيديولوجية، وهيمنة المدارس التاريخية الغربية على المصادر التاريخية، والتي تقدِّم نموذجها التاريخي الخاص ورؤيتها بما يتناسب وسياساتها في الشرق الأوسط القديم منه وصولاً إلى المعاصر.

ولعل هذا ينسحب على تاريخ الصراع الأوكراني الروسي، فهل هو صراع تاريخي، أم صراعًا مبتدعًا ومولَّفًا ليصبح صراعًا ينفذ من خلاله   ممثلو المدرسة الغربية نفسها لتقديم أطاريحهم الموجهة في هذا الإطار!

 وحقيقة الأمر هو أنه وفي تاريخ روسيا القديم فإن أوكرانيا أو عند التخوم وهي المناطق الحدودية لإمارات جنوب غرب روسيا.

ولكن من أين جاء اسم روسيا الصغيرة؟

     من الغرابة أنَّ التسمية هي بيزنطية، وفي وقت مبكر جدًا: في القرن الرابع عشر، وهذا مرتبط بشؤون الكنيسة.

جاء اسم روسيا الصغرى من بيزنطة ويرتبط الاسم بظهور عاصمتها في غاليتش.

ففي عام 1299، انتقل الميتروبوليت مكسيم ميتروبوليت عموم روسيا من كييف إلى عاصمة إمارة فلاديمير- سوزدال في مدينة فلاديمير. لقد أصبح مقر البطريركية   منذ هذه اللحظة في الشمال الشرقي، في زالسكايا روس. يشير المؤرخ الروسي سيرغي مخائلوفيتش سولوفيوف إلى أنَّ أسباب نقل البطريركية يعود إلى تدمير كييف على يد الخان باتو (مؤسس القبيلة الذهبية وحفيد جنكيز خان -(1205 – 1255)، وسقوط وتراجع دور غاليتش وفولين، ونتيجة لذلك، فقدان كييف لمكانتها باعتبارها المدينة الرئيسية في روس.

في ذلك الوقت، وفي العام 1303، لكي يتمكن بطريرك القسطنطينية أثناسيوس من أن يحكم جنوب غرب روسيا، تمَّ تأسيس إدارة خاصَّة لغاليتش في “مملكة روس”.

قبل اكتسابها للأوتوكيفالية (الاستقلالية الكنسية) في عام 1448، كان رئيس الكنيسة في روسيا، وهو برتبة مطران، يُعين من قبل بطريرك القسطنطينية. فالكنيسة كانت واحدة – وكان هناك مطران واحد، وكان مطران كييف في الأصل هو رئيس للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.

في ذلك الوقت، ظهر مصطلح “روس الصغرى” في بيزنطية، والتي كانت تسمى في القسطنطينية المطرانية التي تم تشكيلها حديثًا على أراضي أوكرانيا الحالية – لتمييزها عن مطرانية فلاديمير (موسكو لاحقًا). أصبحت مدينة غاليتش مركز المطرانية الجديدة.

في عام 1303، شُكِّلت مطرانية غاليتش على يد بطريرك القسطنطينية، والتي أُطلق عليها في القسطنطينية اسم “روس الصغرى”. فيما بعد، صار استخدام مصطلح “روس الصغرى” شائعًا وخصوصًا لتسمية الأراضي الأوكرانية. أمَّا مصطلح “روس الصغرى” فلم يستخدم للإشارة إلى تسمية المطرانية فقط.

بدأ الأمراء الغاليسيون في تسمية أنفسهم “ملوك روسيا” أو “ملوك روس الصغرى”. في عام 1253، لقِّب الأمير دانييل غاليتسكي وقبل أن يصبح أميرًا في غاليتش، بلقب الملك من قبل بابا روما وأصبح “ملكًا لروسيا”.

بالإضافة إلى دانييل غاليتسكي، حمل هذا اللقب الملكي حفيده يوري الأول لفوفيتش، ويوري الثَّاني بوليسلاف ترويدينوفيتش. خلال فترة الانقسام السياسي، ربما كانت إمارة غاليسيا-فولين واحدة من أكبر الإمارات في روس. وقد توسعت بشكل خاص في عهد ليف ابن دانيال (الذي سُميت مدينة لفوف تكريمًا له). تم تسمية ليف دانيلوفيتش، مرتين ملكًا على غاليسيا في الوثائق البيزنطية بسبب الأحداث التي جرت في عام 1299، إلا أنه على عكس والده وابنه يوري، لم يتم تتويجه رسميًا.

لقد أصبح جورجي (يوري) الأول لفوفيتش، ابن ليف دانيلوفيتش وابنة ملك المجر كونستانسيا المجرية، الأمير الذي نجح في الحصول عام 1303 من الإمبراطور القسطنطيني على حق تأسيس مطرانية غاليتش. بعد وفاة عمه، مستيسلاف دانيلوفيتش، جمع يوري تحت سلطته أراضي غاليتش وفولينسك (وهو ما يُرتبط بحمله للقب الملكي). بينما اسم يوري الثاني بوليسلاف يرد في الوثائق باعتباره أمير مملكة روسيا، وكان لقبه كملك روسيا موجودًا على ختم خاص، وهو حفيد يوري الأول (“ديديتش”) من خلال ابنته ماريا التي تزوجت من الأمير البولندي ترودين الأول بياست.

يجب أن نضع في الاعتبار أنَّ الأمراء الغاليسيين (ملوك روس الصغرى) كانوا يوقعون على اتفاقيات مع بابا روما، والإمبراطورية الرومانية المقدسة، والنظام (التيوتوني) فقط في سبيل حماية أنفسهم من همجية المغول والتتر، وخوفًا من نمو الإمبراطورية الليتوانية على حدود أراضيهم. في الوقت نفسه، في العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، بدأت الإمارات الجنوبية الغربية تبتعد أكثر فأكثر عن باقي الأراضي الروسية، حيث ضعفت الروابط المتبادلة بينها. لكن كان عليهم الاعتراف بالتبعية للمغول. في عامي 1245-1246، اضطر الأمير دانييل بقوة، من أجل الحفاظ على دولته، للسفر إلى خانيه القبيلة الذهبية والاعتراف بالتبعية للخان.

هكذا كانت الإمارات الجنوبية الغربية تبتعد بشكل متزايد عن الأراضي الروسية الأخرى من الناحية السياسية والاقتصادية والثقافية. مع مرور الوقت، بدأ التناقض يتعمق بين روس الصغرى وروس العظمى (فيليكايا روس).

في القرن الرابع عشر، أصبحت روس الصغرى جزءًا من دوقية ليتوانيا الكبرى، وفقًا لاتحاد كريفو في عام 1385، أصبحت جزءًا من الدولة البولندية الليتوانية الموحدة (اتحاد بين دوقية ليتوانيا الكبرى وبولندا، والذي بموجبه تم إعلان الدوق الليتواني الأكبر جاجيلو، الذي تزوج الملكة البولندية جادويجا ، ملكًا لبولندا)، وأيضًا بعد إبرام اتحاد لوبلين في عام 1569 – في الكومنولث البولندي الليتواني. (تم توقيع هذا الاتحاد في الأول من تموز عام 1569 في لوبلين، في بولندا، وأُنشئت دولة واحدة هي دولة الكومنولث البولندي الليتواني. وكان يحكم الكومنولث ملك منتخب واحد هو الذي أدى واجبات ملك بولندا ودوقية لتوانيا الكبرى، وحَكم بواسطة مجلس شيوخ وبرلمان مشترك (مجلس النواب -السيم Sejm)). وكان هذا الاتحاد مرحلة متطورة في التحالف البولندي الليتواني، والذي فرضه أيضًا وضع لتوانيا الخطير في الحروب مع روسيا).

الأوكرانيون المعاصرون يدينون بتكوين اللغة الأوكرانية إلى دوقية ليتوانيا الكبرى <المزيد حول هذا هنا>. منفصلين عن بقية روسيا، يتحدث سكانهم اللغة الروسية الغربية (تحرك) مع عناصر من اللغة الأوكرانية المبكرة واللغة البيلاروسية المبكرة. في كثير من الأحيان كان أمراء روس الصغيرة يذهبون إلى ليتوانيا طواعية، ولم ينتهك الأمراء الليتوانيون عادات وتقاليد إماراتهم.

يعتقد بعض المؤرخين أن الوكران المعاصرين يدينون الأوكران لدوقية ليتوانيا الكبرى بتكوين اللغة الأوكرانية.  بسبب ابتعادهم المؤقت عن أراضي روسيا كان هؤلاء يتحدثون اللغة الروسية الغربية (موفا) مع عناصر من اللغة الأوكرانية المبكرة والبيلاروسية المبكرة. غالبًا ما كانت أمراء روس الصغرى ينتقلون إلى ليتوانيا بشكلٍ طوعي، وكانت أمراء ليتوانيا لا ينتهكون عادات وتقاليد إماراتهم.

بهذا فإن مصطلح “روس الصغرى” لم يحمل معنى فيه علامات ازدراء أو إهانة أو استجداء. “… هذه الأسماء جاءت من حقيقة أن روس الصغرى كانت النواة التاريخية لروس كييف، بينما روس الكبرى كانت الأراضي التي استوطن فيها الشعب الروسي القديم في وقت لاحق. (للمقارنة بالعصور القديمة كانت اليونان الصغرى هي اليونان الحالية، واليونان الكبرى – جنوب إيطاليا وصقلية)”

وفقًا لاتفاقية أندروسوفسك عام 1667، أصبحت الضفة اليسرى لأوكرانيا ومدينة كييف جزءًا من روسيا. وبقي اسم “روس الصغرى”، واستخدمته الإدارة الروسية. في تلك الفترة كانت أوكرانيا كجزء من روسيا تُعرف باسم “هيتمانشينا” (الأتامانية-الهتمان) أو “مالوروس”. في عام 1764، ألغت كاثرين الثانية الهيتمانية في أوكرانيا، وثبتت نهائيًا اسم “مالوروس” في الإمبراطورية الروسية. يجب ملاحظة أن الأوكران لم يُطلقوا على أنفسهم اسم “مالوروس”، بل سموا أنفسهم “روسين” أو “أوكرانيين”. أما “مالوروس” فهو اسم إداري”.

كيف جمعت روسيا الأراضي الأوكرانية الحالية؟

على مدى ثلاثة قرون ونصف، تمكنت الدولة الروسية من جمع أراضي أوكرانيا الحديثة بدءًا من القياصرة وصولاً إلى بعض القادة الشيوعيين، إذ حطمت الحكومة السوفياتية جميع الأرقام القياسية في عملية توسيع الأراضي.

انضمت هيمانات الضفة اليسرى، والمعروفة أيضًا باسم روسيا الصغرى المذكورة آنفًا (مناطق كييف وتشيركاسي وبولتافا وتشرنيغوف، بالإضافة إلى أجزاء من المناطق المجاورة)، إلى روسيا في عام 1654 بعد اتفاقية بيرياسلاف رادا (وهي اجتماع رسميّ عقده القوزاق من أجل مبايعة قيصر روسيا (أليكس الأول الذي حكم حينذاك خلال الفترة الممتَّدة من عام 1645 حتى عام 1676) في مدينة بيرياسلاف الواقعة في وسط أوكرانيا خلال شهر كانون الثاني من عام 1654. وقد أُقيم الاحتفال بالتزامن مع المفاوضات التي استهلت بمبادرة من الهتمان بوغدان خميلينتسكي، لمعالجة قضية الهتمانات (أتامانات-دولة القوزاق الأوكران) القوزاق التي صاحبها اندلاع انتفاضة خميلينتسكي على الكومنولث البولندي الليتواني، والتي أفضت إلى إبرام معاهدة بيرياسلاف، وقد وضِعت الصيغة النهائيَّة للمعاهدة في موسكو خلال شهر نيسان من عام 1654 (أو خلال شهر آذار بحسب التقويم اليولياني).

حصل بوغدان خميلينتسكي على الحماية العسكريَّة للقيصرية الروسيَّة مقابل إعلان ولائه للقيصر. حصلت روسيا على قسمٍ بولاء قيادة هتمانات القوزاق لقيصرها، وسار على خطاه أمراء آخرون، ورجال الدين، وغيرهم من سكان الهتمانات. تعدّ الطبيعة الدقيقة للعلاقة المنصوص عليها في الاتفاق بين الهتمانات وروسيا محط خلافٍ تاريخيّ.

لقد انضمت الضفة اليمنى لأوكرانيا – عام 1793 نتيجة التقسيم الثاني للكومنولث البولندي الليتواني. خلال القرن الثامن عشر، تم ضم دونباس ونوفوروسيا (المعروفة سابقًا بالأراضي البرية، حيث تم تشكيل مقاطعات خيرسون وإيكاتيرينوسلاف، وتافريتشيسك وبيسارابيا) إلى روسيا..

أصدرت الرادا المركزية التي أنشأت بقرار من قيادة ثورة شباط (فبراير)، في صيف عام 1917 مرسومين، أعلنت فيهما اعتبار أوكرانيا كجزء مستقل من روسيا الفيدرالية، لكنها طالبت الحكومة المؤقتة بتحقيق الحكم الذاتي. بالإضافة إلى مقاطعات روسيا الصغرى الخمس، طالبت الرادا بأربع مقاطعات أخرى من المناطق المجاورة، سلوبودسكي ونوفوروسيسك، كما سعت بإخضاعها لتكون إدارتها من ضمن صلاحياتها كرادا، بل وبدأت في فرض سلطتها القانونية عليها. وصل الصراع إلى حد التوتر الشديد، حتى أن الحكومة المؤقتة فتحت تحقيقًا جنائيًا ضد قادة الرادا، لكنه لم يترتب عن ذلك أي عواقب؛ لأن البلاشفة وصلوا إلى السلطة في بتروغراد. وحاولت كييف التعاطي مع سلطة البلاشفة بلغة التهديد والوعيد.

في 20 نوفمبر- تشرين الثاني، أعلن المؤتمر الثالث عن ميلاد جمهورية أوكرانيا الشعبية. وبعد أن تلقى دعوة من ألمانيا القيصرية للمشاركة في مفاوضات بريست، أصدر الرادا دعوة رابعة، أعلنت فيها أن أوكرانيا موضوع وكيان ينطبق عليه مفاعيل القانون الدولي. بدءًا من هذا الحدث، يُعِد المؤرخون الأوكرانيون هذا اليوم بمثابة الذكرى المئوية فلولادة الدولة الأوكرانية: لقد انغمست حرفيًا منذ ولادتها في الحرب الأهلية، والتي يمكن تسميتها بشكل أصح بالحرب ضد الجميع: حيث قاتل سيمون بيتليورا (تولى منصب رئيس أوكرانيا خلال فترة الاستقلال ما بين عامي 1918م و1920) السوفييت الأوكرانيين، وقاتلت ضد أنطوان دينيكين (كان فريقًا في الجيش الإمبراطوري الروسي (1916) وواحدًا من أول جنرالات الحركة البيضاء في الحرب الأهلية الروسية)، وقتلت ضد روسيا. ومن المعروف كيف انتهى الأمر إذ تمكنت الحكومة السوفياتية من السيطرة على أراضي الإمبراطورية السابقة، حيث اتجهت على الفور نحو توسيع حجم أراضي أوكرانيا.

هذه الأراضي التي انضمت إلى جمهورية الاتحاد السوفيتي منذ عام 1917 حتى عام 1954:

المرحلة الأولى: في ديسمبر- كانون الأول 1917 وفي خاركوف عقد المؤتمر الوطني الأوكراني الأول لمجالس العمال والجنود، حيث تم الإعلان عن إنشاء الجمهورية السوفيتية الأوكرانية. وبالتالي، تحولت منطقة سلوبوجانشينا (مناطق خاركوف، وجزء من مناطق دونيتسك، ولوغانسك، وسومي)، التي لم تكن في السابق تُعتبر جزءًا من الأراضي الأوكرانية بالفعل، إلى نواة للدولة السوفيتية الأوكرانية.

في آذار1918، بقرار من المؤتمر الثاني لمجلس السوفيات لعموم أوكرانيا، أصبحت جمهورية دونيتسك-كريفوي روغ السوفيتية، التي تشكلت في كانون الثاني 1918، جزءًا من جمهورية أوكرانيا السوفياتية. لم يوافق لينين على وجود هذه المنطقة كجزء من روسيا وأصر على أن تكون تابعة لجمهورية أوكرانيا السوفيتية.

وبطريقة مماثلة أو بالطريقة نفسها، أصبحت أراضي نوفوروسيا المعروفة الآن بأراض (دنيبروبيتروفسك وخيرسون ونيكولاييف وأوديسا، والتي أصبحت جزءًا من روسيا بموجب معاهدات مع تركيا في 1739، 1774، 1791، 1812) جزءًا من أوكرانيا. وقد تم ذلك أيضًا بطلب من لينين. كانت هذه هي المرحلة الأولى من جمع الأراضي الأوكرانية السوفياتية.

المرحلة الثانية كانت خلال السنوات قبل وبعد الحرب الوطنية العظمى. في أيلول 1939، دخلت غاليتشينا ضمن الاتحاد السوفياتي بموجب اتفاق مولوتوف-ريبنتروب، وبعد الحرب، دخلت زاكارباتيا (وراء الكاربات) وشمال بوكوفينا، التي لم تكن في السابق جزءًا من وحدة إدارية وإقليمية واحدة معها. وهذا كان بناءً على طلب من ستالين.

وأخيرًا، المرحلة الثالثة من جمع الأراضي الأوكرانية. في عام 1954، احتفلت أوكرانيا بالذكرى الثلاثمائة لإعادة الانضمام إلى روسيا، وبناءً على اقتراح خروشوف، قام المجلس الأعلى للاتحاد السوفياتي بنقل شبه جزيرة القرم إلى جمهورية أوكرانيا السوفياتية (التي انضمت إلى روسيا في عام 1783).

هكذا يمكن القول بأنه لولا الثورة الاشتراكية العظمى في (تشرين الأول) أكتوبر، لما كان هناك أوكرانيا الكبرى. إذا استمرت أوكرانيا بالبقاء ضمن حدود عدة محافظات، فمن الصعب أن نتخيل أنها كانت ستحقق الاستقلال الوطني بعد انهيار الاتحاد السوفيتي”.

Visited 12 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. زياد منصور

أستاذ جامعي وباحث في التاريخ الروسي