مستقبل أوكرانيا مع الناتو قبل القمة القادمة؟

مستقبل أوكرانيا مع الناتو قبل القمة القادمة؟

 خالد العزي

       في بداية  الفترة ما بين 3 إلى 4 نيسان / أبريل الحالي، عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في بروكسل، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحلف. ويعد اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الناتو دليلاً على التعزيز المتزايد للحلف في مسألة الدعم العسكري لأوكرانيا. وفي 3 نيسان /أبريل، اجتمع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، بالإضافة إلى كل من (وزراء خارجية بريطانيا العظمى والدنمارك وإسبانيا وبولندا وفنلندا، إستونيا وبلغاريا واليونان والمجر ونيوزيلندا)، حيث تمت مناقشة مجموعة واسعة من القضايا في سياق الدعم الشامل الذي يقدمه الحلف لأوكرانيا. كذلك تم في 4 نيسان / أبريل، عقد اجتماع مقرر لمجلس أوكرانيا والناتو. وتجدر الإشارة إلى أنه عشية هذا الاجتماع، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن قمة الذكرى السنوية المقبلة لحلف شمال الأطلسي في واشنطن ستركز على تطوير خارطة طريق لعضوية أوكرانيا في الناتو.

   كما سيتم إيلاء الاهتمام الرئيسي للدول الأعضاء في الناتو لزيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وتعزيز الدفاع المضاد للطائرات وزيادة القدرة على إنتاج الأسلحة. ويشكل توفير أنظمة إضافية مضادة للطائرات للقوات المسلحة إحدى الأولويات الرئيسية، لأن روسيا استخدمت أكثر من 1000 صاروخ وطائرة هجومية بدون طيار خلال الضربات ضد أوكرانيا خلال شهر مارس/آذار. كما حث الوزير البريطاني ديفيد كاميرون الحلفاء على إنفاق المزيد وإنتاج المزيد وتقديم المزيد من الخدمات في مجال الدفاع في مواجهة العدوان الروسي المستمر والتهديدات المتزايدة للاستقرار الدولي، وذلك خلال اجتماع لوزراء خارجية الناتو في بروكسل.

   وستكون صيغة السلام التي طرحها الرئيس زيلينسكي، واستخدام الأصول الروسية المجمدة للتعويض عن الأضرار التي لحقت بأوكرانيا على يد روسيا، والمواضيع الأخرى ذات الصلة، من الموضوعات المهمة أيضًا في الاجتماعات. على وجه الخصوص، الانتقال المحتمل لتنسيق “رامشتاين” تحت سيطرة التحالف. وبالتالي، فإن اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الناتو يعد دليلاً آخر على الدعم الشامل الذي يقدمه الحلف لأوكرانيا والمساهمة في القدرة القتالية للقوات المسلحة، التي تشكل العائق الوحيد أمام التوسع الإقليمي الروسي. وستعمل مهمة الناتو الخاصة على تحسين المساعدات لأوكرانيا وتعزيز القدرة القتالية للقوات المسلحة

   وتناقش دول الناتو حاليًا سبل رعاية الحلف تدريجيًا على حساب المجموعة المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة والتي تنسق توريد الأسلحة إلى أوكرانيا. ويجب الاتفاق على تفاصيل هذه المقترحات قبل قمة زعماء حلف شمال الأطلسي في واشنطن في شهر يوليو/تموز المقبل. سيؤدي هذا القرار إلى تحسين دعم أوكرانيا من الحلف وتقليل الاعتماد على واشنطن. كما تجدر الاشارة بأن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ كان قد إقترح إنشاء مهمة خاصة لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا والاتفاق على مساعدة عسكرية من الحلف لكييف لمدة خمس سنوات بقيمة 100 مليار يورو. وفي حالة إنشاء مهمة لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، فسوف تقوم بتنسيق إمداد القوات المسلحة بالأسلحة وتدريب الجيش الأوكراني. في الوقت الحالي، يتم تنفيذ العمل ذي الصلة من قبل الولايات المتحدة، حيث تنظم اجتماعات منتظمة لهذا الغرض في قاعدة رامشتاين الجوية الألمانية أو بروكسل. تتلخص فكرة ينس ستولتنبرغ في جعل دعم الناتو لأوكرانيا مستقلاً عن الوضع السياسي في الدول الأعضاء الفردية وستصبح مهمة الناتو في أوكرانيا أداة بديلة لتقديم الدعم لأوكرانيا من الدول الأعضاء في الحلف وستزيد من فعاليتها بغض النظر عن أي ظروف سياسية.

Visited 6 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني