الاختبارات والدعوة إلى الأمل!
الصادق بنعلال
أيام معدودة تفصلنا عن موعد الاختبارات الإشهادية الجهوية والوطنية، حيث تخصص لها المؤسسات التعليمية والأسر والتلاميذ وباقي المكونات المرتبطة بالعملية التربوية بشكل عام عناية فائقة، لما لها من وقع بالغ الحساسية والأهمية بالنسبة للمنظومة المجتمعية الهيكلية. ونحن إذ نرجو كل النجاح والتفوق لفلذات أكبادنا، نروم في الآن عينه التذكير ببعض الرسائل والآراء الشخصية ذات الصلة بهذا الاستحقاق التعليمي الوطني المفصلي لموسم دراسي استثنائي، والتي يمكن عرضها بإيجاز كما يلي:
أ- إلى تلميذات وتلاميذ المستويات الإشهادية:
لقد أمضيتم سنة دراسية حافلة بالمواظبة والاجتهاد المتواصلين، لكن اجتياز الاختبار بنجاح وتميز، لا يقتصر فقط على الإلمام الجيد والعميق بمحتويات المقررات المسطرة، بل يستدعي أيضا وبنفس الاهتمام الشعور الإيجابي بالثقة في النفس، والتعامل مع الأسئلة بتمعن وروية، وصياغة الأجوبة بلغة سليمة وخط مقروء، واحترام علامات الترقيم ونظافة ورقة التحرير.
ب- إلى السيدات والسادة مصححي الاختبارات:
كلنا ثقة في كفاءتكم المعرفية و نواياكم الطيبة، وأنتم تتحملون مسؤولية تقويم إنجاز المتمدرسات و المتمدرسين. لكننا ومن باب التذكير فقط، نشير إلى أن عناصر الإجابة التي تقترحها عليكم لجان الامتحانات عقد ملزم، حفاظا على قاعدة تكافؤ الفرص والمساواة بين الجميع، إلا أن عناصر الإجابة هذه ليست مقدسة، والوحيدة التي يفترض أن تحظى بالمقبولية، بل كل ما يطابقها أو يماثلها من إجابات، يرتقب أن تنال نفس العناية.
ج – إلى رؤساء لجان الاختبارات الإشهادية:
حسب الأطر المرجعية للامتحانات، يرتقب أن تكون “مفردات” الاختبارات الجهوية والوطنية مطابقة للدروس المقررة والمحددة، ومتوفرة على المواصفات التقويمية المخصوصة، من قبيل الوضوح التدرج والشمولية، مع تجنب مغامرة “التجديد والإبداع” في صياغة الأسئلة، اعتبارا من أن “التجديد” يفترض أن يكون طيلة الموسم الدراسي، وليس في الاختبارات النهائية المصيرية، والله ولي التوفيق!
د – إلى السيدات والسادة أولياء أمور التلاميذ:
ندرك التضحيات الجسام التي تقدمون عليها بحماس وتفان، لدعم بناتكم وأبنائكم بلا حدود، استعدادا لاجتياز امتحانات نهاية الموسم الدراسي، إلا أن اللحظة الحاسمة قد حانت للتخفيف النفسي عنهم، ومساعدتهم على طرد الهواجس والمخاوف. إن الاختبار مجرد محطة تستحضر فيها معلومات محددة، وليست طريقا نحو الإخفاق والألم والضياع. اتركوا بناتكم وأبناءكم ينخرطون في هذه الأجواء، بقدر كبير من الأمل والمحبة والحنان.