في المهماز المحفز لبروز النزعة “المركزية الأوروبية” مجددا
عبد الله راكز
جدير بالاهتمام ما أخذ يظهر في المجتمع العربي بعد “طوفان الأقصى” كواقعة تاريخية، بما سيتعاظم مرافقا لها من تحفيز إسلامي حضاري، قادر على أن يشكل قوة تحفيزية روحية للجماهير المسلمة (على غرار دور لاهوت التحرير بأمريكا اللاتينية)، باستلهام الحس الوطني للكتلة المليونية، وبإعطاء الجامع طابعه الوطني، وتحريره من الوعظ والاجترار والتكرار، ستكون من ممكنات الإسلام الروحية والأخلاقية والحضارية، أو بصيغة أجمع: كلما يُسهم في بعث الهوية الوطنية وتجديدها؟ وهذا طبعا سيكون ديدن مظاهر قد تكون في طليعتها، من حيث هي موضوع ستعمل على تكريسه، ثقافيا، إيديولوجيا، أرهاط متزايدة، من الكتاب، والباحثين والمفكرين والشعراء والأدباء وغيرهم، باستثناء زعامات مفلسةُ الدّعْو والقوْل، لظاهرات ثقافوية متغربة تتوسل الجوائز المُغرية الدائمة: (الطاهر بن جلون كنموذج مُفلس؟؟).
ولعل، الشعور الشعبي قبل الثقافي، بخيبة الآمال مما كان يلح تحت اسم “الحتمية التاريخية” للوحدة العربية والاشتراكية والتقدم والتحرر وغيره، أبرز لدى العديد ممن كانوا يظنون أنفسهم على أرض المعركة (الوهمية)، المذكورة، بشعاراتها المتعددة: ارتيابا وتشكيكا أيضا، في التاريخ العربي (والمغربي منه بالخصوص)، وهو الشيء الذي أبرز لدى اغلب المثقفين المذكورين بصفة عامة، صورة مضخمة حيال التاريخ الحديث، (ومنه المغربي دائما) العروبي/ القومجي، بما وفيما يندرج في إطار “النهضة واليقضة”(؟).
في طبيعة المهماز المذكور.. التبعية؟؟
كتب الكثير عن ” النهضة واليقظة” العربية، من لدن الكثير من مريدي الاهتمام المؤدلج والريعي بأوهام القومجية، وما يستتبعها من شعارات الوحدة العربية (؟) وغيرها مما شاكل أغلبها كان بـ”الدفع البترودولاري المُؤنْسن”. لا يهم. لسنا هنا في مجال المحاسبة، لكل رأيه وقناعته. غير أن الأهم في هذا هو القول التالي: لقد استثمر هؤلاء بما يكفي من ما يسمى بتجربة الهواجس، أو على كل حال ما يسمى بـ”اليسار الجديد” (؟). لا يهم الآن. فكتابات التهليل لمنير شفيق كافية هنا كحجة أوكحجية (سيان).
المهماز الذي تحدثنا عنه، هو دور ما يسمى بالبورجوازية التي تقوم بدور الوسيط، الذي سهل المحالة للرأسمال الابتكارية الأجنبي للهيمنة والتحكم بمفاتيح الاقتصاد الوطني، حيث (وهذا هو الخطير) يتضاءل دور البوجوازية “الوطنية” (هذا حدث ولايزال مع سلطة رام الله في فلسطين)، وتعاظم البورجوازيات الطفيلية، بينما تزايد فئات الطبقات العاملة في المؤسسات الوطنية أقل، في حين تزايد أهمية فئة الطبقة العاملة في القطاعات غير الإنتاجية. هو هكذا الوضع (مأساوي بالمرة كما بالمغرب كنموذج)، سيزداد مأساوية، حين نعلم (بدون ادنى وهم)، أن من يديرون الأزمة بإمعات خارج التاريخ والمعنى. حكومة باطرونا جشعة للأسف. كيف وقع هذا؟ ولمذا؟ هذا هو السؤال(؟) هل كان هذا رد فعل متسرع لكبح جماع حركات “إسلاموية”، بعد أن انتهى دورهم إثر ما سمي بـ”الربيع العربي”. أم كان استرجاعا لذاكرة، سلطوية كان عليها، ويجب أن تسترجع، ما فاتها من زمن معروف، بسلطويتها، وإرادتها اللا محدودة في التدبير، وفي الفهم أيضا؟ ربما هذا أو ذاك، غير أن المجتمع اللّاهي، وهذا هو الأدهى، استسلم لهاته التيمة. وتحققت ذاته بها، بما نَشده، وتغيّأه من استقرار أمني اجتماعي، (كفزّاعة) قلّ نظيره بالجوار، وبمعظم الدول العربية،
فهل تستعيد المركزية الأوروبية وعيها، أو على الأقل فهمها لشعوب الشرق العربي، وحتى الغربي منه، بعد أن عبّد الشعب الفلسطيني معادلته خارج رقعة تيمة الاستسلام، التي رسختها معاهدات كامب ديفيد، أوسلو، ووادي عربة؟