نتنياهو: تعطيل المبادرات الدولية والالتفاف عليها

نتنياهو: تعطيل المبادرات الدولية والالتفاف عليها

أحمد مطر

       يبدو ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يعتمد نفس أسلوب تعطيل المبادرات والتحركات الهادفة إلى وقف إطلاق النار، في الحرب الدائرة بينه وبين حزب الله جنوبا وفي عمق الأراضي اللبنانية، كما فعل في غزّة منذ أشهر، وأفشل خلالها كل المبادرات والتحركات الهادفة، لوقف الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني في القطاع، وما تزال الحرب قائمة حتى اليوم، بالرغم من تراجع حدتها عن السابق.
منذ يومين، كانت الأجواء الديبلوماسية، نقلا عن اجتماعات الوفود والشخصيات المشاركة في المشاورات الجارية لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة العادية للأمم المتحدة، توحي بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين، وبدء مفاوضات جديّة مع لبنان، خلال فترة زمنية معينة، لإنهاء المواجهة العسكرية، وإنجاز اتفاق نهائي لاستتباب الأمن وإرساء الاستقرار في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل.
وما عزز التوصل إلى اتفاق، النداء الذي وجهته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا مع دول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية والصديقة، وبعد التشاور مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، للاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لمدة ثلاثة أسابيع، يتم خلالها البحث الجدي في اتفاق نهائي لاستتباب الأمن وإرساء الاستقرار في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، وتسهيل عودة السكان المدنيين من جانبي الحدود للعيش فيها بأمان وسلام.
واستنادا إلى بعض المؤشرات، كانت الشكوك قائمة من إمكانية، رفض نتنياهو للمبادرة والانقلاب عليها، كما كان يفعل بالمفاوضات التي جرت للتوصل إلى صفقة بخصوص غزة لوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، لإبقاء الحرب قائمة على الوتيرة المحمومة نفسها، والسعي لتوظيفها بالانتخابات الرئاسية الاميركية التي بدأت بالتصويت المبكر في العديد من الولايات الاميركية، لرفع حظوظ صديقه، المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في مواجهة مرشحة الحزب الديموقراطي كامالا هاريس.
وما كاد النداء الذي وجهته الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والاتحاد الاوروبي، لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، يصدر حتى، بدأ نتنياهو يتقلب بمواقفه تدريجيا، إلى أن وصل إلى نيويورك بالأمس حيث أعلن مقربون منه عدم الموافقة على النداء المذكور بعد، معللا رفضه بجملة شروط جديدة يطرحها، إما لتحسين مطالبه، أو كسبا لمزيد من الوقت، لإطالة أمد الاعتداءات الإسرائيلية وممارسة مزيد من الضغوط على حزب الله ولبنان معا، جراء تداعيات استمرار هذه الاعتداءات.
وبالرغم من مساعي الإدارة الأميركية المتواصلة، لإقناع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بالموافقه على اقترح وقف إطلاق النار، تخشى المصادر الديبلوماسية أن يكون نتنياهو، يكرر أسلوب تعطيل المبادرات والتحركات الهادفة لإنهاء الحرب على حزب الله، وعدم إعطاء الرئيس الأميركي جو بايدن، أي ورقة رابحة بالانتخابات الرئاسية، ما يعني إطالة أمد الحرب الإسرائيلية على الجنوب ولبنان، والدخول في نفق طويل ومظلم.

Visited 53 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

أحمد مطر

صحفي وكاتب لبناني