“ديموقراطية” النفاق الأمريكي!
عبد العلي جدوبي
خلال الحرب الهمجية على غزة، انتفضت شعوب العالم ضد ازدواجية المعايير الأمريكية، وضد ديموقراطيتها الصورية المزيفة، ووقفت الشعوب المحبة للسلام على حقيقة واحدة، وهي أن الديموقراطية الأمريكية والغربية أزاحتا الستار عن أول نظام سيء السمعة في العالم! فنحن الآن على عتبة عصر ما بعد الديموقراطيات التي عرفناها لدى الشعوب المحبة للعدالة وحقوق الانسان..
هل ما زال للديموقراطية مستقبل؟ وهل ما زال لمبادئها دور في الظروف السياسية الراهنة المعقدة؟
الآن، هذا زمن الاستبداد وانحدار المبادئ واخلاقيات الديموقراطية _ على الطريق الأمريكية _ التي تعبث بالقيم الانسانية بحق الشعور في العيش في أمن وسلام.. وما يحدث في غزة من مجازر يومية لدليل على ذلك..
وهكذا أصبح مصطلح الديموقراطية لدى إدارة البيت الابيض سيف ذو حدين لدعم الكيان الصهيوني ولخدمة اجندات وفق المصلحه العليا لأمريكا وهي تسخر آلتها الاعلامية لتنعث معارضيها بالإستبداد وبتهميش حقوق الشعوب.
لقد بدلت الولايات المتحده الامريكيه منذ نشأتها جهدا جهيدا لتقديم نفسها للعالم كنموذج للديموقراطية وللعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان وللحريات العامة، وحاولت منذ عقود من نشر “ديموقراطية مصنعة” وقابلة للتصدير وفق السياسة المتبعة وقد فشلت في ذلك فشلا ذريعا.
الحقيقة المؤكدة، أن امريكا هي من تقود العدوان على غزه بالوكالة _ وهذا أمر معروف _ وهي من تفاوض نيابة عن الاحتلال الاسرائيلي، وهي بالتالي الراعي الرسمي للعدوان على غزة!! سياسة النفاق الامريكي ظهرت جاليا عندما استخدمت حق الفيتو بمجلس الامن على مراحل لصالح اسرائيل 45 مرة، داعمة له في عدوانه، واباده الشعب الفلسطيني.
اإها فعلا فور من فورات النفاق الامريكي في ممارسة سياسة الكيل بمكيالين ليس كوسيط نزيه في التسوية، بل طرف فاعل في تعميق وتوسيع الأزمة، وتأجيج الصراع في الحرب على غزة ،كما كان عليه الحال في حروب سابقة .
الديموقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان لدى الامريكيين، مجرد تسويق لسياسة نفعية كاذبة، يراد منها تلميع صورة المعتدي وتوجيه الاتهام إلى المعتدى عليه، والصراع على”مستقبل ديموقراطية” دولة الصهاينة هو وبحد ذاته يعكس طابعا عنصريا منحازا، ويجرد الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة.
ويخشى المراقبون من أن تضغط واشنطن تحت يافطة الديموقراطية هذه المرة أيضا لتصريف خسائر الحرب في غزة وتوزيعها على دول إقليمية حليفة، وتفتح خطوطا جديدة للدول العربية للتطبيع بعدما تكون قد بحثت عن صك غفران من جرائم الحرب على غزة، وبراءة انتخابية أمام الرأي العام الامريكي من فضاعات جرائم جيش الاحتلال، وبالتالي براءة مشاركتها ودعمها للجريمة وللمجرمين الاسرائيليين.
في تقرير صادر عن وزاره الخارجية الصينية حول الديمقراطية الأمريكية الصورية، كشف عن ظواهر فوضى الديموقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية وفرضها بطرق ملتوية على العالم، كما أن الرأي العام الامريكي نفسه حسب التقرير يشعر بخيبة الامل المتزايدة من ديموقراطية بلادهم المزيفة في كل مناحي الحياة.