هل بدأ الحديث الآن عن نهاية “الشيعية السياسية”!؟

هل بدأ الحديث الآن عن نهاية “الشيعية السياسية”!؟

سمير سكاف

    هل جاء دور طهران والثورة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني؟!

كنت قد ذكرت في مقالات سابقة أنه يجب أن ينتظر المراقبون تحركات ما قريبة في طهران ضد نظام الخميني – الخامينئي والثورة الإيرانية، قد تكون انقلاباً عسكرياً! ولن يكون مفاجئاً بالتالي أي تحرك في محاولة لإسقاط النظام في إيران؟

عاصمتان من أصل أربع فقدتهما الثورة الإيرانية خلال أيام. ويجب بالتالي انتظار تطورات في الاتجاه نفسه في بغداد وفي صنعاء، وصولاً إلى طهران!

انتهى محور الممانعة، وانتهت أذرع إيران الأساسية، من حماس إلى حزب الله إلى نظام الأسد في سوريا. مع ترقب سقوط الحوثيين والميليشيات العراقية قريباً!

تركيا، إسرائيل، الولايات المتحدة وروسيا… هم اللاعبون الأساسيون في المنطقة تخطيطاً، مع استبعاد الاتحاد الأوروبي وفرنسا؛ تخطيطاً لإعادة رسم سايكس – بيكو جديدة، التي كنت قد تحدثت عنها في السابق أيضاً. أما المشاركون الآخرون فيمكنهم المراقبة ومحاولة الاستفادة من “الشرق الاوسط الجديد” أو الالتحاق به!

في دمشق، لم يقاتل الرئيس “السابق” بشار الأسد، لم يقاوم، استسلم وهرب! ولم تتحرك روسيا هذه المرة لمنع سقوطه! فهل وافقت روسيا على سقوط الأسد مقابل أوكرانياً مثلاً؟!

ولا يعني لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينيسكي في باريس على هامش احتفالات إفتتاح كاتدرائية نوتردام دوباري أي تراجع لترامب عن نيته لإنهاء الحرب مع روسيا… لصالح الرئيس فلاديمير بوتين!

سقط نظام حافظ الأسد مع ابنه بشار في لحظات، وبسرعة خيالية. فالنظام الذي زرع الرعب في سوريا ولبنان كان فعلاً “أوهن من بيت العنكبوت”!

تحولات سريعة في سوريا ستستمر في الأيام المقبلة لتركيب نظام جديد سيكون انتقالياً على الأرجح، بانتظار عودة الاستقرار إلى سوريا مع ملامح سياسية جديدة. ولكن بلوغ هذا الاستقرار سيحتاج إلى مخاض طويل.

 لبنان بين “الأمل” و”المستقبل“!

    انتهت الشيعية السياسية في لبنان مع نهاية نظام بشار الأسد. وقُطعت بالتالي “كل الطرق التي تؤدي إلى… طهران“!

 يمكن للنظام اللبناني الجديد أن يتحول إلى ما هو أفضل مع اقتناع حزب الله بالمساهمة في بناء الدولة، إنطلاقاً من اتفاق الطائف، ووصولاً إلى دولة مدنية!

إن مخاوف الكثيرين من امتداد الأحداث السورية إلى لبنان عبر مقاتلين أو عبر خلايا نائمة أو عبر مناصرين في بعض مناطق الشمال “مشروعة” وإن كانت تبدو “غير متوقعة”! فالأهداف المعلنة هي التخلص من نظام الأسد في سوريا.

إلا إذا كانت طموحات مجموعات “الإخوان المسلمين” وأخواتها تطمح إلى تغيير في خرائط المنطقة! ولكن صعوبة هذا الأمر يعود إلى أن من يريد تغيير الخرائط هم الدول الكبرى ودول المنطقة القوية. وهي لن تسمح بحصول هذا التغيير بما يخالف مخططاتها.

 ستة  أسباب تمنع مهاجمة لبنان!

     إن المجموعات التي سيطرت على سوريا تتحرك بموجب سيناريوهات مرسومة في أطر محددة من قبل “سبونسوراتها” الإقليميين والدوليين.

ومن المستبعد إذن تمدد الأحداث السورية إلى لبنان لأسباب عدة. ومنها:

1 – عدم إعلان المجموعات المعارضة للنظام السوري، والتي سيطرت على سوريا اليوم، نيتها في مهاجمة لبنان، أو وجود مخططات لذلك.

2 – عدم وجود غطاء دولي أو إقليمي من قبل “سبونسورز” الهجوم ضد النظام لمهاجمة لبنان. أو أن شيئاً من ذلك لم يظهر بعض.

3 – إرادة دولية لاستقرار الوضع في لبنان، ظهرت في اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أميركية، وفي المؤتمر الفرنسي الداعم للبنان، وبمواقف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب من لبنان.

4 – تواجد الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية – السورية. مع عقيدة قتالية للدفاع عن لبنان في حال تعرضه للاعتداء، كما في معركة فجر الجرود أو معركة نهر البارد

5 – استعداد اللبنانيين للدفاع عن أنفسهم في مقاومة “حقيقية” إذا ما تعرض لبنان للخطر! وذلك يشمل كل القدرات القتالية للشعب اللبناني؛ انطلاقاً من حزب الله وحركة أمل وصولاً إلى الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية… وكل اللبنانيين.

6 – دعم الدول الصديقة للبنان لمنع سقوطه، سياسياً وعسكرياً.

 إن وجه الخلاف بين انهيار سوريا و صمود لبنان المتوقع، إذا ما تمت مهاجمته، هو استعداد الجيش اللبناني للمواجهة، واستعداد الشباب اللبناني لدعم الجيش إذا لزم الأمر!

ومع ذلك، من الطبيعي خوف الناس في داخل سوريا في المناطق التي طرد فيها المقاتلون نظام الأسد من مجهول قد ينتظرهم بخلفيات متطرفة، وبخاصة المسيحيين، على الرغم من تطمينات قائد المجموعات أحمد الشرع (الجولاني) لهم. وهذا الخوف يمكن أن ينسحب على بعض اللبنانيين أيضاً!

أن يحفظ المتواجدون في المنطقة رؤوسهم هو ما ينصح به المثل الشعبي في ظل تغيير الدول. ورياح التغيير التي هبت على فلسطين ولبنان لن تتوقف على حدود سوريا!

Visited 14 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

صحافي وكاتب لبناني