“إيلون ماسك” الرجل الذي يتحدى العلم.. هل هو عبقري أم نصاب؟

كاركاسون، المعطي قبال
الحياة على كوكب المريخ.. حلم أم كابوس؟
أصبح إيلون ماسك، بعد التحاقه بدونالد ترامب وتبوئه لمنصب إدارة كفاءة الحكومة الأمريكية، أحد العناصر النافذة في الجهاز الإداري، الشيء الذي جعله يفتي ويقرر بعفوية تامة في الشؤون التابعة لاختصاصه أو الخارجة عن نطاق هذا الاختصاص وبالأخص منها القضايا السياسية التي أظهر خلالها بشكل فاضح توجهه اليميني المتطرف.
لا يهم صاحب سبيس إكس، وإكس، تويتر سابقا وسيارة تيسلا والبتكوان وغيرها من المؤسسات التي تقع تحت نفوذه، أن يربح أو يخسر ملايين الدولارات لأن ما يهمه هي رموز السلطة السياسية والاقتصادية. ولأنه أصبح حديث الصباح والمساء فإن الدراسات التي تناولت مساره لم تنجح في تغطية كل مناطق الظل التي تلفه.
في الدراسة التي أنجزها اوليفييه لاسكار، وهو صحافي ورئيس تحرير مجلة «علوم ومستقبل»، في عنوان «إيلون ماسك، الرجل الذي يتحدى العلم. هل هو عبقري أم نصاب؟»، يسعى جاهدا إلى الإمساك بالخطوط القوية لهذه الظاهرة التي من الصعب تفاديها. فهو الرجل الذي اقتنى إكس، تويتر سابقا، ووعد البشرية وبالأخص أصحاب الثروات بأنها ستغادر الأرض لتنتقل للعيش على كوكب المريخ. لبضعة سنوات نجح في أن يفرض نفسه في جميع الحقول الكبرى للعلم الحديث. أحدث ثورة في قطاع الفضاء بفضل سبايس إكس، اتخذ موقعا رياديا لصالح الذكاء الاصطناعي، كما رغب في تغيير علوم الأعصاب، وذلك بربط الكومبيوترات بالأدمغة الخ…
لكن هل من علوم منتظمة في هذا الخليط من التجديد الذي يطمح إلى تحقيقه؟
أين هي المباديء التقنية البيولوجية والمعلوماتية؟
ماهي الإشكاليات التي يتفادى ماسك التطرق لها لأنها قد تكون عائقا في رؤاه وتصوراته المستقبلية؟
يشدد الأخصائيون على أن جعجعة ماسك هي من باب الحماسة، وبالتالي تفتقد للجدية والصرامة العلمية. كما أن البهرجة الاقتصادية فقاعة قد ترتد بنتائج فادحة على المؤسسات والاقتصاد الأمريكي بشكل عام. هكذا فقدت سيارة تيسلا ثمانية في المائة من حركة سوق الأوراق المالية. وشرعت أكثر من دولة أوروبية في مقاطعة اقتناء هذه السيارة.
ويشدد الأخصائيون في المجال الاقتصادي بأن الاقتصاد الذي يسعى ماسك إلى تأسيسه يبقى اقتصادا من ورق قد يطير مع أول هبة ريح.
على مستوى تسيير الموارد البشرية أظهر ماسك نزوعه الاستبدادي الشيء الذي دفع بمآت الموظفين إلى تقديم استقالتهم. ليس بحث لاسكار بسيرة ذاتية عن ماسك لأن هذا الأخير شخص زئبقي يصعب الإمساك ببرنامجه، مخططه باستثناء أفكاره اليمينية المتطرفة الداعية إلى الليبرالية الطليقة والحرة.
قسم أوليفييه لاسكار بحثه إلى أربعة أقسام رئيسية تتداخل فيما بينها لتمنحنا صورة تقريبية عن طموحات وجنون العظمة الذي يطبع عقليته. خصص القسم الأول لاستكشاف الفضاء، والثاني للسيارة المستقلة، والثالث للواجهة التي تربط الدماغ بالآلة والرابع للبيتكوان والعملات المشفرة.
البشرية هنا بصدد فيزيزنومية احتمالية يختلط فيها الحلم بالواقع، الوهم بالحقيقة. سبق لبعض الأفلام أن كانت سباقة في إنجازها لهذا الواقع الاحتمالي مثل فيلم إي-تي، للمخرج ستيفين سبيلبيرغ، تيرميناتور للمخرج جيمس كاميرون أو لوسي لجون كاربانتييه الخ…
غير أننا في حالة إيلون ماسك أمام واقع تسنده أيديولوجيا العرق والتمييز بسعيها إلى فصل الأغنياء عن الفقراء بنقل الأولين إلى سطح المريخ وترك الآخرين على وجه أرض متآكلة بفعل التلوث والكوارث الطبيعية وندرة الموارد. هكذا ستكون الغلبة للمشككين في فضائل بيئة سليمة وخالية من الكيماويات من أمثال ترامب وماسك وغيرهما.