ما تبقى من المقدس

ما تبقى من المقدس

المصطفى مفتاح

تتبرج الروح شفافية

والليلة تنحت الساعات من شظاياي

تمسك الروح رَوْحَ حزمةٍ من الياسمين

تدحرجني في مراياي

طفلا وكهلا والخريف

 

يا أيها السامر

لا تبق في زمان معلومٍ

 حاذر أن تسافر

في هزيعِ قهوتِكَ والسخرية

 

حفيفُ الروحِ فخٌّ

والحزن مَركَبْ

والدعاءْ منقطعٌ

يُحصي حُورَهُ العين وأنهُرَهُ الجاريات

والتين وأسنان الطقم والتفاحة والثعبان

والتيس يزدرد أوراق التوت

والذي أَبى السجودَ ينظم المغادرة

لا براءة بعد الآن

أحشاءٌ وحُشاشةٌ وانْشِداهٌ

غامرٌ

 

العُقابُ في مداه يرتقب

والروحُ عينٌ أيضا تستمع

تحاذر كي تسافر

من الضباب إلى خيل السراب

تصرخُ أو تغني

وتراقصُ المجتهدات من البقايا

 

والفلسفة عذاب من قصبِ

بومة من مسرح الجبل

نغمٌ من لولبِ الأسطورة

نصال المزمار جِنسٌ

موتٌ كالخديعة

والكلام لغوٌ وجُرأَتان

أنا الكونُ المرجلُ السرمدي الانفجارُ العشقُ المبتدأْ

ومتاهات المنفى وزنازين الأبد

وأنا النسغ المجبول للوهن

وللولادة

 

والرومان يرِثونَ الكنيسة والفلسفة

 

قِرْبَةٌ جسدي

سراب القافلة

ثعلبٌ حيةٌ بلون القيظ

والمُعَلَّقاتُ رهان الفصاحة 

وقد تَيَبَّسَتْ فاطمُ والضليل سكران

والمها والبيد الحُرُم

في الإيلاف بين الشتاء والصيف

 

جسدي بلا كبد

أسماك تغدو لمصبها المريع

وأنا أبحث عن تأشيرةٍ أطول كي أنام على كتف السور العظيم

خلف الزبدْ

 

وأنسى أن الروح تهبط أو تصعد مستقيمة بيضاء كما نجهل

وأن لها أشقاء ومرآة والكثير من الشقاء

والسّكَراتْ

لها الحلول لها البعث لها رَوْحُها

لها الريحان حين تطمئن راضية

يا روحي عليها لأمها

من عطر تصير كوثر

من سرٍّ

شقائق من زغبٍ

رموش السنبلة

بين الحصى والجدار على طريق الشمس

 

رذاذٌ أو غلالةٌ أو طيف مارقْ

خيط رفيع دليل المتاهة

والبوم والغربان وجوارح كواسر

مألوفة الشّررْ

بين البريد والكهرباء

 

والروح عزيزةٌ

فراشات تطايرُ من ابتسام النّذور

والثمين من خشب الصليب

حين تفغر أسنة الرماح فوق السور

قبل الفيل والحصار

والروح عزيزةٌ من غدها إلى اليوم

 

تعزف نشرة الأخبار

يدخل الفيلسوف من عند الآلهة

بسراجه يهش الحديقة

والأطفال انفضوا إلى الواجبات والأجنحة

والأرواح تنزل أو تروح

بين الرواق وهولاكو

 

لا ظلُّ

ولا جنة الرميم

خمسون ألف سلسلة

والقيامة

نُدَفٌ من الضوء الموازي

لالتباس الاندهاش

نبوة الرؤيا وشاعرها

والحب في الخبال

 

خد روحك ولا تُصعِّرْها

لمن ينتظرون العشاء

هم يعدون النار للفتنة الكبرى

والدم الموعود والدهاء

21 ابريل 2024

__________________________________

من مجموعة لم تنشر “عام البَوْن”

Visited 35 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

المصطفى مفتاح

ناشط سياسي وجمعوي