لغة موليير لا تضحك الجياع

لغة موليير لا تضحك الجياع
 باريس- المعطي قبال
تنعقد بمدية جربة بتونس ولمدة يومين (19 و 20 نوفمبر) القمة الثامنة عشرة للفرنكوفونية بحضور بعض رؤساء الدول الناطقة باللغة الفرنسية. وسيكون الرهان الرقمي واللغة الفرنسية من بين المحاور الرئيسية التي ستركز عليها مداولات هذا اللقاء. وقد تم تأجيل القمة لمرتين. المرة الأولى بسبب جائحة كورونا عام 2020 والمرة الثانية بسبب «الانقلاب المقنع» الذي قام به الرئيس قيس سعيد في خريف 2021. وستحتفل هذه النسخة وبشكل متأخر بمرور 50 عاما على إنشاء المنظمة العالمية للفرنكوفونية التي تم إطلاقها عام 1970 والتي ضمت 88 بلدا مؤسسا تحت رئاسة الحبيب بورقيبة. وسيكون على هذه الدورة أن تنظر في استراتيجيات تطوير اللغة الفرنسية ومستعمليها، كما قد تتناول أهمية الرقمي في الوقت الذي يوجد فيه العالم تحت الضغط الطاقوي بسبب الحرب في أوكرانيا.
في تقريرها عن «الاستراتيجية الاقتصادية من أجل الفرنكوفونية 2022-2026»، شددت المنظمة على أهمية ضمان حصول مستعملي اللغة الفرنسية على المعلومات في فضاء ديمقراطي مع احترام الحريات الأساسية. سعي هذه الاستراتيجية هو خلق منطقة تأثير للغة الفرنسية في الوقت الذي خطت فيه اللغة الإنجليزية بفضل الاستعمال الرقمي خطوات سريعة. الغاية من تمتين التحول الرقمي هو خدمة الديمقراطية وحقوق الإنسان وذلك بتوفير أخبار نوعية تتوفر على المصداقية مع محاربة الخبر المزيف، محاربة الحقد والتمييز بمختلف أشكاله. فلغة موليير هي رابع لغة مستعملة في عالم الرقميات وخامس لغة يتكلمها 321 شخص.
وحسب نفس التقرير فإن أغلبية هؤلاء الفرنكفونيين يتحدثون بشكل يومي هذه اللغة. 62 في المائة منهم يقيمون بإفريقيا (14 في المائة بالمغرب العربي و 47،4 في المائة بدول الساحل والمحيط الهندي) بزيادة 2،5 في المائة بالنسبة لعام 2018. وستكون الحرب بأوكرانيا من بين المواضيع التي يطرحها الرئيس ماكرون للنقاش لأن إفريقيا تضررت مباشرة من هذه الحرب بسبب أزمة الحبوب. كما سيناقش الوضع الأمني بدول الساحل، ويتم أيضا انتخاب السكرتير العام الجديد خلفا للرواندية لويز موشيكاوابا. تنعقد هذه القمة في ظروف إقليمية تتميز بالتشنج السياسي بين المغرب وجارتيه الجزائر وتونس، وفي الوقت الذي يشهد فيه لبنان ترديا اقتصاديا وسياسيا، ويتميز فيه الوضع الإفريقي وفي أكثر من دولة بنمو الفقر والاندثار البطيء للبيئة.
أما على مستوى اللغة الفرنسية فالوضع، بالرغم من الإحصائيات المتفائلة، ليس أفضل مما كانت عليه الفرنكوفونية ماضيا. فثمة دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبة أحيانا بمظاهرات تدعو إلى التخلي عن استعمال الفرنسية حديثا وكتابة كرد على السياسة الفرنسية المجحفة في قضايا الهجرة والتأشيرات والمساعدات التي تفضل الحكومة الفرنسية حشدها لأوكرانيا بدل دول تعاني من المجاعة، من سوء التغذية ومن الأوبئة. لذا يعتبر الأفارقة اليوم أن لغة موليير لم تعد تضحكهم!
Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".