هل تؤيد الحركات الطلابية في العالم حماس؟!

هل تؤيد الحركات الطلابية في العالم حماس؟!
سمير سكاف 
            قد يكون أبرز ما نجحت به الحركة الطلابية في العالم في تحركاتها الأخيرة هو إعادة صياغة، لم تتبلور بعد، لدور المؤسسات الدولية ولفعاليتها! وهي وضعت فيتو شعبي على القرارات الحكومية وعلى مجلس الأمن. وانتزعت ما اعتقده البعض الدور “الديمقراطي” للمؤسسات الدولية (وهو لم يكن ديمقراطياً!)، وأعادته الى الديمقراطية الشعبية المباشرة، كما كانت في مهدها، في أثينا!

    فقد نجح الطلاب حيث فشلت الجمعية العامة في الأمم المتحدة، وحيث فشل، على وجه الخصوص، مجلس الأمن بإعادة التصويب على حقوق الإنسان وعلى القانون الدولي وعلى إدانة المجازر الإسرائيلية بحق أطفال وأهل غزة وعلى التأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني.

   ويدرك الرئيس الأميركي جو بايدن أن تحركات طلابه كسرت الفيتوهات الأميركية التي منعت وقف إطلاق النار، وإن كانت ما تزال غير قادرة بعد على وقف تمويل إسرائيل وعلى تزويدها بالأسلحة، لكنها سحبت “الشرعية” من قرارات بايدن وقرارات الحكومة الأميركية. وحولتها من قرارات “قانونية” بالشكل إلى “غير شرعية” في الواقع! وهو ما يدفع بايدن في محاولة لجم المجازر الإسرائيلية المرتقبة في رفح!

    إذ يدرك الرئيس بايدن أن قراراته السياسية بشأن غزة ورفح والقضية الفلسطينية أصبحت تحت المجهر الطلابي الذي أثبت فعالية كبرى في الحركة وفي تغيير الرأي العام وفي استقطاب وسائل الاعلام الغربية، التي ما تزال “تحت السيطرة”!

    لا بل إن هذه الحركة الطلابية قد تؤدي إلى خسارة الرئيس جو بايدن للانتخابات الرئاسية المقبلة، وبالتالي إلى اتجاه جديد للسياسة الدولية!

    وهو ما يدفع الرئيس بايدن إلى محاولة تجنب تجرع كأس المر لاقتحام رفح! إلا أن الحرب “الوجودية” الإسرائيلية لا يمكنها تجنب اقتحام رفح بغية الخروج بنصر، ولو بالشكل، باعتبار أن الأهداف الأساسية الحقيقية لجهة تحقيق أمن اسرائيل واستعادة ثقة الرأي العام بالجيش الإسرائيلي ما يزالان بعيدين عن التحقيق! ما يؤشر إلى مجازر  إضافية قريبة في رفح!

طلاب العالم وحماس!

    ومن جهة أخرى، يُخطيء كثيرون في العالم العربي حين يعتقدون أن التحركات الطلابية هي مؤيدة لحماس! فهذه التحركات الطلابية هي إنسانية بشكل أساسي وحقوقية – سياسية بمعنى أنها تدعم حقوق الشعب الفلسطيني بالحصول على دولة وعلى وطن!

    وهي بالتأكيد غير مؤيدة لحماس. (وبالتأكيد هي غير مؤيدة لإيران أو لحزب الله)!  فتأييد الطلاب في الجامعات لأهل غزة لا يدخل في الفئوية وفي السياسة “السياسية”! بل هو يدين المجازر التي ترتكبها إسرائيل في حرب غزة مع إدانته لعملية 7 أكتوبر!

 
Visited 22 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

صحافي وكاتب لبناني