أفق:  حدثان في الرياض

أفق:  حدثان في الرياض

  يكتبه: صدوق نورالدين

                1/

   يرتبط الأول بالشاعر السوري أدونيس(1930)، الذي حل ضيفا على الرياض بدعوة من أكاديمية الشعر العربي السعودية، وبالتعاون وهيئة الأدب والنشر والترجمة، حيث قدم محاضرتين وأمسية شعرية. من ثم يحق القول، بأن الدعوة مثلت مفاجأة قوية للعديد من الأدباء والكتاب والمثقفين  العرب. إذ لا أحد توقع أن يكون الطرف الداعي الرياض، فيما المدعو علي أحمد سعيد (أدونيس) الذي عرف بتصوراته الفكرية المغايرة، وتوجهه العلماني الذي عمل على ترسيخه، إلى مواقفه السياسية وآرائه في الواقع العربي.

والأصل أن الرياض بهذه الدعوة_ وبالتحديد لاسم عربي يمثل رمزا ثقافيا _ تسهم في الانفتاح المباشر على الأصوات التي ظلت غائبة عن حقلها الثقافي. أقول، الأصوات الرائدة لحركة الفكر والثقافة العربية، والمتفردة بآرائها في مجالات وحقول عدة كما سلف. وبذلك، فإن ثراء الثقافة وغنى الأدب، ينشأ ويتولد من الاختلاف، من الرأي المغاير الذي يفيد، يقنع ويضيف. وهو ما عكسته وتعكسه تجربة أدونيس تأسيسا من نتاجات وعطاءات تتواصل إلى اليوم.

             2/

   وأما الحدث الثاني، فيتمثل في حظوة تتويج الأستاذ، الكاتب والأديب عبد الفتاح كيليطو بجائزة الملك فيصل في اللغة العربية والأدب في الدورة الخامسة والأربعين للجائزة. والواقع أن الاستحقاق يعكس مكانة الأستاذ عبد الفتاح وقوة حضوره من خلال الفتوحات الأدبية والنقدية التي أقدم عليها، وبخاصة في مقارباته للسرد العربي القديم تفسيرا و تأويلا. وهي المقاربات التي تعي صيغة اشتغال وتوظيف المناهج النقدية الحديثة في التعامل والنص الأدبي. وبذلك، أضافت هذه الفتوحات ابتداء من “الأدب والغرابة” و إلى “التخلي عن الأدب”، قيمة وأهمية للتراث العربي القديم، إن لم يكن للفكر الإنساني في بعده العالمي.

          3/

يبقى القول بأن الحدثين يعكسان مسارا مغايرا في التعامل والرموز الثقافية العربية، وعلى السواء في الرؤية إلى الأدب العالمي، حيث تتم من خلال مباردة (ترجم)، عملية نقل وترجمة ينابيع الفكر العالمي التي يسهم فيها مترجمون مغاربة أذكر من بينهم : عبد السلام بنعبد العالي، فريد الزاهي، محمد آيت حنا وسعيد بوكرامي.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

صدوق نور الدين

ناقد وروائي مغربي