الكاذب
حسان الحجار
لقدُ ضاقَ صدري منْ كَذوبٍ ومُتْعِبِ
ومن خُبثِ داعٍ كلَّ يومٍ لِمذهَبِ
تلوَّى كأفعى حين تَبدُلُ جِلدَها
وتنسَلُّ عجلى حين تحظى بمَهرب ِ
وقد كانَ غُرًّا يدّعي فكرَ ثائرٍ
يُروِّجُ أفكارًا
ليحظى بمكسبِ
تربَّى زمانًا في مَفازةِ ثعلبٍ
فأمسى خدوعًا
مثلَ أدهى
ثعلَب ِ
وإن كُنتَ يومًا مُنصِتًا لحديثهِ
فحاذِر ْ حريصًا أن تُصابَ بمَقلبِ
ومنْ أمَّنَ المحتالَ فالذنبُ ذنبُهُ
سيأتيه درسُ الماكرِ المُتَقَلِّب ِ
كذوبٌ وأفْتَى أنَّ للكذبِ
لذةٌ
وهل أنتَ تهنى بعدَ لدغةِ عقرب ِ
أناسٌ لهم في الدَسّ ِ باعٌ وموئلٌ
وقد زادوا طيشًا
مع فتىً مُتَقَلِّب
فحاذِر إذا ما جاءَ يومًا مُخادعًا
فيؤذي بأنيابٍ
ويُدمي بمخلب ِ
وقدْ ضِقتُ ذرعًا من صحابٍ تودَّدوا
وفي السرِّ بُغضٌ وٱدَّعوا
بتحبُّب ِ
ومنْ مَكرهِمْ أخفوا غليلَ صدورِهم
دليلًا بأنّ الطبعَ لم يتشَذَّب ِ
مشيتُ الهوينى ما ٱستهنتُ بعائقٍ
وعشتُ بعيدًا
ما رَغِبْتُ بأقربِ
وقد مرَّ عمرٌ
والدروبُ تنوَّعتْ
وفي كلِّ دربٍ قد حظيتُ بمطلبي
جعلتُ سياجَ العقلِ وعيًا وحكمةً
وخضتُ غمارَ الحربِ لم أتهيَّبِ ِ
وكم كانَ توقي
أنْ أُعانَ وأحْتمي
بَخِلٍّ وفيّ، لم
يُغرَّ بمَنْصَبِ
أرى كلَّ طبعٍ في البرايا مُقَدَّرًا
وكلٌّ سيمضي بٱتجاهٍ ومذهب ِ
ومن ظنّ بي خيرا وأبدى صداقةً
أصونُ له عهدًا
بغيرِ تطلُّبِ
وثِقتُ بهِ والصدقُ مَنجاةُ عاثرٍ
ومنبتُ إيثارٍ وملقى مُطَيَّبِ
قلتُ عطوفَا قاصدَ النُصحِ صادقًا
لكلِّ غَرورٍ ناقصِ العقلِ مُجْدِب
تجنَّبْ خداعًا يا ٱبنَ قومي وحيلةً
وإلّا ستشقى
أوتضيعَ بغيهبِ