حجاب المرأة نزعة سلفية للكسب السياسي .. والإسلام براء

حجاب المرأة نزعة سلفية للكسب السياسي .. والإسلام براء

أحمد الرمح

كتب أحد المفكرين الإسلاميين منشورا في الفيسبوك، يدافع فيه عن نسوة ايران قائلا “الحجاب أدب إسلامي كريم، ولكنه ليس فرضا دينيا ولا هو من أركان الدين ولم يذكره أي إمام معتبر في الكبائر. ولا ثبت في تركه أي عقاب لا في الدنيا ولا في الآخرة”، فثارت ثائرة الإسلاماويين عليه وإتهموه بالكفر والزندقة، سنناقش هذه المسألة نصا وعقلا وتاريخا. يقولون بأن الحجاب فريضة دينية. ولكن بالبحث والدراسة يتضح لنا أمر آخر، الحجاب إبتدعه الإسلام السياسي مطلع السبعينات في مصر كيف؟ سأحكي لكم القصة.

قبل هزيمة حزيران وولادة الصحوة الإسلامية لم يكن حجاب المرأة فريضة دينية ولا قضية رأي ولا كانت زوجات وبنات علماء ومشايخ وأئمة الازهر يرتدين الحجاب وأرجعوا الى صور تلك الحقبة، فيتأكد لنا ذلك.

بدأت الصحوة الاسلامية بمصر والسعودية وباكستان بأوامر اميركية. لظرب التيار القومي العربي من جهة، ووقف تمدد الاشتراكية في المجتمعات المسلمة من جهة أخرى. ضمن ما سمي بالحرب الباردة آنذاك. فدعم أنور السادات الإسلام السياسي نتج عنه ظهور جماعات متشددة في مصر منها الجماعة الإسلامية التي أسسها ناجح إبراهيم وكان منظرها وزعيمها عمر عبد الرحمن، وسمح السادات للجماعة الإسلامية العمل في الجامعات والنقابات حتى سيطر الإسلامويون على الجامعات والنقابات.

بدأت الجماعة الاسلامية آنذاك بترويج الحجاب لأول مرة، قبل ذلك أغلب النسوة كن يتبعن عادات مجتمعاتهم باللباس دون حرج، فدعت الجماعة الإسلامية للإلتزام بالحجاب للنساء واللحية والجلابية أي الدشداشة القصيرة للرجال. وطالبت بعودة الخلافة وتطبيق الشريعة، ونتيجة دعم السادات لهم، أطلقوا عليه لقب الرئيس المؤمن. من الجماعة الإسلامية فيما بعد تولد تنظيم القاعدة ثم داعش وجبهة النصرة وبوكو حرام، ثم تولى الحجاب الأخوان المسلمون في مصر وهو ما يظهر في تصريح لعصام العريان بالصوت والصورة يتحدث فيه كيف نشروا الحجاب في تلك الفترة وساهم مشايخ بترويج ظاهرة الحجاب فكانت موضة حجاب الممثلات الفنانات التي ساهم فيها مشايخ كثر منهم الشعراوي.

الصحوة الاسلامية حولت الحجاب من لباس بيئي وتقليد إجتماعي الى فريضة دينية خدمة لمآرب سياسية. وانا لي بحث حول الحجاب ما قبل رسالات السماء. تطرقت فيه لغطاء رأس المرأة عند الشعوب الوثنية. ثم في رسالات السماء وبينت عدم وجود دليل قرآني عليه، إذا كان المقصود بالحجاب غطاء الرأس فهذا لباس بيئي موجود في روسيا كما هو موجود في أفريقيا واميركا اللاتينية وفي مدننا كلباس بيئي لا ديني، أما الإسلام فيطالب المرأة بمسألتين، ألا تتعرى ولا تمارس البغاء فقط، وعندكم القرآن اقرؤوه وتدبروه، ولكن اي مسلم تسأله عن فرضية الحجاب يجيبك بأن الدليل هو حديث أسماء، فهل هذا الدليل صحيح، هذا الحديث أخرجه أبو داوود في سننه عن عائشه ان اسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله وعليها ثياب رقاق، اي ثوب شفاف يظهر ما تحت جسدها، فأعرض عنها وقال: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى غلا هذا وهذا واشار إلى وجهه وكفيه، نناقش هذا الحديث سندا ومتنا أولا لنفككه، ثم نناقشه عقلا وتاريخا لنبطله، هذا الحديث ضعيف السند بإجماع علماء الحديث سابقا. فقالوا عنه ضعيف السند ولا عبرة بتصحيح السلفية المعاصرة وهو مروي بطرق مختلفة، فكل راوي روى القصة بكل مختلف وهذا دليل على اضطرابه، فرواية الطبراني في معجميه الكبير والأوسط تختلف عن رواية البياهي في السنن الكبرى كما تختلف عن رواية ابي داوود وفي سنده كله، كما قال الحافظ الهيكلي في المرجع الأساسي للحديث، في كتاب مجمع الزوائد قال فيه ابن لهيعة وابن لهيعة راو ضعيف الانتباه. اذا الحديث من حيث السند ليس صحيحا، الان نناقش الحديث عقليا وتاريخيا لابطاله، الحديث مداره على اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها. يقول إبن كثير متحدثا عنها ولدت سنة سبعة وعشرين قبل الهجرة، من هي صحابية من السابقين الاولين في الإسلام. يعني كان رقمها لما اسلموا الناس برسالة محمد كانت هي رقم 18ممن دخل الاسلام قبل الهجرة برواية الذهبي في سير اعلام النبلاء، الرواية تتحدث عن زيارة أسماء لبيت أختها عائشة زوجة النبي، التي تزوجها النبي في شوال من السنة الثانية للهجرة، عنا27  سبعة وعشرين  وسنتين صرنا 29. كما في صحيح البخاري ومسلم. يعني عمرها اقل شيء ثلاثين وعندها ولد، كانت حاملا به أثناء هجرتها. هل يصدق عاقل امرأة مسلمة عمرها تجاوز الثلاثين عاما لها ولد اليوم وليس قبل 14 قرن تخرج من بيتها بثوب شفاف يبرز مفاتن جسدها.

مسألة أخرى تبطل الحديث، يقول ابن كثير متحدثا عنها، زوجها الزبير ابن العوام رضي الله عنه. والزبير أغير قريش. وكانت أسماء  تشتكي من غيرته. وقد تزوجها قبل الهجرة وكان عمرها سبعة وعشرين سنة. وكانت أسماء تخشى غيرته، كما ذكر البخاري وتتحدث عن غيرته كما يروي عبد الحليم ابو شقة في كتابه الطاهر (ست مجلدات)، كتاب رائع جدا إسمه “تحرير المرأة في عصر الرسالة”، تقول اسماء: “كنت انقل النوى والحطب لبيتي في مكة، فمر بي رسول الله على دابته، ورأف لحالي فقال لي إصعدي خلفي لأوصلك  الى البيت، وهممت ان افعل. فتذكرت غيرة الزبير فاعتذرت من رسول الله”.

هل من المعقول امرأة متزوجة عمرها نحو ثلاثين عاما زوجها أغير العرب، تخرج من بيتها الى بيت اختها بفستان النوم وهي التي كانت عاقلة وراشدة، بدليل ان الرسول عليه الصلاة والسلام جعلها الوحيدة بين البشر المؤتمن على سره بالهجرة وتعرف مخبأه بالغار، هل يعقل امرأة حملت سر النبي بالهجرة؟ وتحمل للنبي كل يوم الطعام إلى الغار. حتى لقبت بذات النطاقين لأنها شقت نطاقها وربطت به سفرة النبي. ثم بعد  إسلامها وهجرتها تخرج من بيتها لزيارة بيت أختها بفستان النوم، حديث اسماءلم يظهر للوجود إلا بعد مئتين وستين سنة من موت الرسول وراويه   لم يدرك عائشة ولم يسمع عنها، وهو حديث خبيث، لماذا؟ لأن هذا الحديث يصور أسماء بأنها صبية بلغت، فلا يجوز أن تظهر شعرها وهي اكبر من عائشة وبالتالي فإن أختها الاصغر منها عائشة تزوجها  الرسول وهي طفلة حتى يبيح الزواج من القاصرات ولذلك اقول عنه حديث خبيث، ولي دراسة حول عمر عائشة وقلت  ان عائشة عندما تزوجها النبي كان عمرها 19 سنة ولي س9 سنوات، وبقليل من التدبر العقل، يتفكك هذا الحديث ويصبح باطلا.

انا لا انكر على امرأة تضع الحجاب، احترم رأيها واباركه، فهذا حقها لكن ان تقول لي انه فريضة دينية فهذا ما نختلف فيه لعدم وجود دليل صريح ولا أتهم من لا تضع حجاب والتبرج بمخالفة الدين، فهذا ما لا نص فيه. ولا عبادة الا بنص صحيح صريح. والقرآن بحديثه عن المرأة، اكرر طالبها الا تتعرى ولا تمارس الفاحشة والرذيلة. ولا توجد في الاسلام ولا في معاجم اللغة كلمة حجاب يقصد بها غطاء الرأس. وبمعجم لسان العرب، الجلباب والقميص والايزار تسمى خمار، والخمار هو غطاء يستر وفاة جسد المرأة. فرأس المرأة ليس عورة، اما أثناء الصلاة المرأة في الاسلام في الميسيحية، في اليهودية يجب ان تغطي شعرها. والرجل في اليهودية والاسلام يجب أن يغطي راسه، وانكر على كل فتاة ترتدي الحجاب وهي من فوق عمرو خالد ومن الداخل عمرو دياب،  ادعو اي محجبة لخلع حجابها، انما  اقول إنه ليس بفريضة بل هو تقليدا دينيا ـــ اجتماعيا. وعند بعضهم شعار سياسي.

السلفية المعاصرة بعدما سيطرت إعلاميا على الشارع في السبعينات والثمانينات، حتى تتميز بالتمظهر الإسلامي عن سواه، روجت لمسألتين: الاولى جلباب المرأة الاسود والنقاب، وقد إستعارتهما من الأرثوذكسية اليهودية ولا وجود لها بالاسلام. وفرضت على الرجال لحية القيامة. وهي كذلك استعارتها من الارثوذكسية اليهودية.

هناك من يقول لي انكم في سوريا لديكم الملاية الشامية والحلبية يقول لي انتم في سوريا عندكم الشامية والحلبية التي ظهرت في مسلسل “باب الحارة”  سيء الذكر. لأنه لا علاقة للإسلام والعرب بالملاية الشامية والحلبية وهذا رأيي في هذه المسألة.

<

p style=”text-align: justify;”> 

شارك الموضوع

أحمد الرمح

سوري، مهتم بشؤون الإسلام السياسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *