أوكرانيا تتقدم ميدانيا .. وروسيا تدعم المبادرة الأفريقية
السؤال الآن ـــــ وكالات
أعلن قادة بالجيش الأوكراني إن قواتهم تتقدم تدريجيا في جميع القطاعات التي تهاجم فيها حاليا. وكتبت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني عبر تطبيق تليغرام أن القوات “تشارك في تحركات نشطة للتقدم على اتجاهات عدة في وقت واحد”.
وأضافت “عمليا حققت وحداتنا نجاحات تكتيكية في جميع القطاعات التي تهاجم فيها” وأوضحت أنهم “يتقدمون تدريجيا. وفي الوقت الراهن تقدموا لمسافة تصل إلى كيلومترين في كل اتجاه“.
لكن روسيا قللت من قيمة الهجوم الأوكراني المضاد، وقالت إنها كبّدت كييف خسائر فادحة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، بأن القوات الروسية قضت على نحو 735 جندياً أوكرانياً على عدة محاور خلال الساعات الـ24 الماضية، بالإضافة إلى إحباط هجمات مجموعات استطلاع تخريبة وتدمير أحد مراكز صنع القرار للقوات الأوكرانية بأسلحة عالية الدقة.
وأفاد مراسلون فجر اليوم بأن انفجارات دوّت في مدينة زاباروجيا جنوب شرقي أوكرانيا.
وعدل أوليه سينهوبوف حاكم منطقة خاركيف عدد القتلى جراء ضربة صاروخية روسية على قرية صغيرة في المنطقة الواقعة شرق أوكرانيا اليوم السبت إلى اثنين. وكان سينهوبوف قد ذكر في بادئ الأمر على تطبيق تيليجرام أن أربعة أشخاص قتلوا في هجوم بصاروخ موجه مضاد للدبابات أصاب سيارة كانت تسير باتجاه القرية القريبة من الحدود مع روسيا.
ثم قام بتحديث الحصيلة في وقت لاحق، وقال إن اثنين من المتطوعين، هما رجل يبلغ من العمر 42 عاما وامرأة عمرها 53 عاما، قتلا في الهجوم.
من جهتها، أعلنت سلطات بيلغورود الروسية أن القوات الأوكرانية أطلقت أكثر من 180 قذيفة على مناطق متفرقة بالمقاطعة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وفي وقت سابق، أعلن حاكم مقاطعة بريانسك الروسية، ألكسندر بوغوماز، اليوم أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية صدت هجوما على مصفاة “دروجبا” للنفط في المقاطعة.
وقال بوغوماز عبر قناته على “تليغرام”: “صدت وحدات الدفاع الجوي التابعة للقوات المسلحة الروسية، ليلاً، في منطقة مدينة نوفوزيبكوفسكي هجوماً للقوات الأوكرانية على مصفاة “دروجبا” للنفط، وبفضل احترافية قواتنا، أسقطت أنظمة الدفاع الجوي 3 طائرات مسيرة“.
وعلى وقع تصاعد حدة القتال في أوكرانيا وعمليات الهجوم المضاد، أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن حجم وحدود المنطقة العازلة في أوكرانيا ستعتمد على مدى الأسلحة الأوكرانية، والتي من الضروري تأمين الأراضي الروسية منها.
وقال بيسكوف لوكالة “تاس” ردا على سؤال عما إذا كان قد تم تحديد الحدود المحتملة لمثل هذه المنطقة: “لا، هذا يعتمد على أنواع الأسلحة التي تمتلكها أوكرانيا، وكلما زادت الخصائص التكتيكية والتقنية للأسلحة في أوكرانيا، زادت هذه المسافة، والهدف الرئيسي واضح، حتى لا تطال هذه الأسلحة المواطنين الروس”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك موعد نهائي سيبدأ بعده إنشاء مثل هذه “المنطقة العازلة”، أشار بيسكوف إلى أن هذه العملية جارية في الواقع “منذ عام ونصف”، و”لا يمكن أن تكون هناك “منطقة عازلة” جديدة أو قديمة، بل سيكون هناك منطقة واحدة فقط. وهذا تكملة للعمل الذي يتم تنفيذه“.
وفيما حذّرت القوات الجوية الأوكرانية من خطر استهداف مناطق شرقي البلاد بصواريخ باليستية وطالبت السكان بتوخي الحذر. أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن الوزير سيرغي شويغو تفقد اليوم مؤسسة المجمع الصناعي العسكري بمنطقة أومسك، وأمر بتوسيع القدرات الإنتاجية للدبابات وأنظمة اللهب الثقيلة لتلبية احتياجات القوات التي تؤدي مهام العملية العسكرية الخاصة.
وأضافت الوزارة في بيان أنه تم إرسال أكثر من 4 آلاف قطعة مدفعية إلى “منطقة العمليات الخاصة، كما سيتم إرسال أكثر من 700 نظام مدفعي إلى الجبهة”. وقالت إن شويغو أولى اهتماما خاصا لتحسين حماية الأطقم والمدرعات أثناء تجهيزها للإرسال إلى منطقة العمليات الخاصة.
في الجانب السياسي، توجه وفد الوساطة الأفريقية إلى سان بطرسبرغ شمال غرب روسيا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد لقائهم بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
واقترح الوفد بقيادة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا الجمعة وساطة سلام في النزاع، مؤكدا من كييف ضرورة حصول “وقف للتصعيد من الجانبين“.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم إن مبادرات السلام التي اقترحتها دول مختلفة بشأن تسوية الصراع الروسي-الأوكراني تحتوي على أفكار يمكن أن تنجح.
ونقلت وكالة “تاس” عن زاخاروفا تعليقها بشأن ما إذا كانت هناك أفكار قابلة للتطبيق في مبادرات التسوية السلمية المقترحة “هناك أفكار مثيرة للاهتمام، وقد تنجح“. وأضافت “هناك أفكار متوافقة مع مواقفنا، ومنها ما تتضمنه المبادرة الصينية”، غير أنها اعتبرت أن النظام الأوكراني يمثل “المشكلة الرئيسية لعرقلته” هذ المبادرات.
وكان زيلينسكي قد قال خلال مؤتمر صحافي مع القادة الأفارقة المشاركين بالوفد “من الواضح أن روسيا تحاول مجددا استخدام تكتيكها القديم القائم على الغش. لكنها لن تنجح بعد اليوم في الاحتيال على العالم. لن نمنحها فرصة ثانية”.
وتابع “قلت بوضوح خلال لقائنا (الوفد الأفريقي) إن السماح بأي تفاوض مع روسيا الآن، في حين المحتل لا يزال على أرضنا، يعني تجميد الحرب وتجميد الألم والمعاناة”.
لكن حلف شمال الأطلسي (ناتو) رحب بالوساطة، مشددا في الوقت نفسه على أن “الحل العادل” الوحيد هو الذي يعتبر روسيا المعتدي في هذه الحرب.
ويضم الوفد رؤساء جنوب أفريقيا والسنغال وزامبيا وجزر القمر، فضلا عن ممثلين للكونغو وأوغندا ومصر.
وقد تضررت القارة الأفريقية بشدة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، مع ارتفاع أسعار الحبوب والأسمدة، والتأثير الأوسع للحرب على التجارة العالمية. وتعرضت جنوب أفريقيا للانتقاد بسبب قربها من موسكو، وهي ترفض التنديد بروسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا مؤكدة اعتمادها موقفا حياديا، مع الدعوة إلى الحوار.