رياح التغيير العاصفة .. قادمة في إيران

رياح التغيير العاصفة .. قادمة في إيران

حسین عابديني

مع کل الذي قام به النظام من محاولات ومساع متباينة في مختلف المجالات من أجل الإيحاء بإستقرار الاوضاع وإستحالة قيام إنتفاضة أخرى ضده، لکن الاوضاع المکفهرة والوجوه المتجهمة للشعب الايراني وإستمرار التحرکات الاحتجاجية في سائر أرجاء إيران، يدل بأن مايوحي به النظام ويريد أن يقنع العالم به، ليس إلا مسعى تمويهي آخر لايمکنه أبدا أن يغير من السياق العام للأحداث والتطورات الجارية في إيران.

العقدة التي لايستطيع النظام من فك رموزها، تکمن في الموقف العام للشعب الايراني منه، موقف مبني على أساس من الوعي السياسي والفکري القائم على إن مجمل مايعاني منه الشعب من جراء الاوضاع السلبية القائمة على مر ال44 عاما المنصرمة، له علاقة جدلية مع بقاء وإستمرار النظام، وإن النظام بنفسه يدرك هذه الحقيقة تماما.

النظام وإن کان قد تلقى صفعتين قويتين من جراء إنتفاضتي اواخر عامي 2017 و2019، لکن الضربة القاسية جدا التي تلقاها من جراء إنتفاضة 16 سبتمبر2022، کانت أقوى بکثير من الصفعتين السابقتين وهو مايٶکد بأن الشعب الايراني قد بلغ مستوى نوعي من الوعي السياسي الفکري خصوصا بعد أن أکد في الانتفاضة الاخيرة على رفضه القاطع للدکتاتورية بنوعيه الملکي والديني.

في إيران اليوم وبعد 44 عاما من تأسيس النظام الايراني، هناك إتجاهان قائمان لکنهما مختلفان ومتضادان ولايمکن أبدا أن يلتقيان، الاتجاه الاول يتجلى موقف الشعب الايراني الرافض للنظام جملة وتفصيلا ويطالب بتغييره عنوة کما فعل مع نظام الشاه، أما الاتجاه الثاني، فهو يتجلى في سعي النظام المستمر من أجل فرض نفسه کأمر واقع والحيلولة دون إسقاطه وذلك من خلال محاولة وأد وإجهاض أية محاولة کالثورة أو الانتفاضة من أجل إسقاطه، ولئن کان النظام قد واجه الانتفاضات الشعبية التي إندلعت بوجهه ويريد أن يوحي بأنه ومن خلال تمکنه من مواجهتها ومن فنه لايزال يقف على قدميه، فإن ذلك يعني إنه المنتصر، لکن الذي يدحض هذه الفکرة من أساسها هو إنجدار الرعب الذي بناه على مر ال44 عاما الماضية والمعتمد على الممارسات القمعية من سجون وتعذيب وإعدامات التي إستخدمها ويستخدمها من أجل فرعاب الشعب وثنيه من التحرك ضده، هذا الجدار قد إنهار بفعل هذه الانتفاضات ولم يعد الشعب يخشى النظام وهذا بحد ذاته يعني بأن الصراع والمواجهة الجارية بين الطرفين سوف يستمر ولاسيما وإن الشعب قد ضاق ذرعا بظلم النظام وتجبره ويريد أن يتخلص منه اليوم قبل أي وقت آخر، ولذلك فإنه وإنطلاقا من ذلك فإن رياح التغيير العاصفة قادمة في إيران بوجه هذا النظام ولايوجد شئ يمکنه الحيلولة دون ذلك.

 

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عابديني

سياسي ومعارض إيراني