قمة الرياض: دعوات الى وقف النار وحل الدولتين وإيران تزايد “من البحر حتى النهر”
السؤال الآن ــــ وكالات
أعلن قادة العالم العربي والاسلامي في كلماتهم خلال إفتتاح القمة العربية ـــــ الإسلامية المشتركة غير العادية التي إنعقدت في الرياض اليوم، رفضهم لسياسة “العقاب الجماعي” ودعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، لتدارك حجم الكارثة غير المسبوقة التي تلحق بالفلسطينيين، وردع العدوان، وتسهيل طريق الحل السياسي على قاعدة الدولتين؟
وقد برز خلالها اجماع على ادانة الوحشية الاسرائيلية واولوية وقف الحرب وفتح الممرات الانسانية، غير ان تمايزا برز بين العرب وعلى رأسهم السعودية التي دعت الى العودة الى حل الدولتين على حدود العام 1967، في مقابل “مزايدة” من قبل محور الممانعة، حيث دعا الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى تسليح الفلسطينيين داعما “حماس”، بينما دعا نظيره الرئيس السوري بشار الاسد الى وقف مسار التطبيع منتقدا نتائجه.
وأكّد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في افتتاح أعمال هذه القمة إدانة الحرب الشعواء التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، معلناً أنّ بلاده بذلت جهوداً لحماية المدنيين في غزة ووقف العدوان. وقال: “الأمر يتطلب منا جهداً جماعياً وتحركاً فعالاً لإنهاء الوضع المؤسف في غزة”، مطالباً “بالوقف الفوري للعمليات العسكرية وبتوفير ممرات إنسانية إلى القطاع“.
بدوره، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنّ “شعبنا يتعرض لحرب إبادة لا مثيل لها على يد آلة الحرب الإسرائيلية التي تخطت كل الخطوط الحمراء في قطاع غزة”، مشيراً إلى أنّ “الضفة الغربية والقدس تتعرضان أيضاً لجرائم قتل واعتداءات على يد قوات الاحتلال والمستوطنين”.
وأضاف عباس: “لا أصدق أن ما يجري في غزة يحصل على مرأى ومسمع العالم من دون وقف فوري للحرب الوحشية”، مؤكداً أنّ “أحرار العالم لن يقبلوا بالمعايير المزدوجة وأن يبقى شعبنا ضحية لحرب الإبادة الجماعية”.
وتابع عباس أنّه “سنلاحق المحتلين في المحافل الدولية وسنحاسبهم في المحاكم الدولية”، مؤكداً أنّ “الولايات المتحدة الأميركية التي لها التأثير الأكبر على إسرائيل تتحمل المسؤولية عن غياب الحل السياسي”.
وطالب “مجلس الأمن الدولي أن يتحمل مسؤولياته بوقف العدوان فوراً على غزة وتأمين المواد الغذائية والوقود إلى غزة، ومنع تهجير شعبنا من غزة والضفة الغربية”، مشدداً على رفض الحلول العسكرية والأمنية.
وأكد عباس أنّ “قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين ويجب أن يكون الحل السياسي شاملاً لكامل هذه الدولة بينها الضفة والقدس”، مطالباً “مجلس الأمن بإقرار حصول دولة فلسطين على عضويتها وعقد مؤتمر دولي للسلام وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني”.
ودعا إلى “حل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار الأممي 194 بضمانات دولية وجدول زمني”، معلناً “الاستعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية عامة تشمل كل الوطن الفلسطيني بما فيها القدس”.
بدوره، قال الملك الأردني عبد الله الثاني أنّ “منطقتنا قد تصل إلى صدام كبير، وتطال تداعياته العالم كله“. وأضاف أنّ “العقلية الإسرائيلية هدفها تحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة”، معتبراً “حل الدولتين هو السبيل الوحيد للاستقرار والخروج من مشاهد القتل والعنف المستمرة منذ عقود”، وأنّ “العالم سيدفع فشل حل القضية الفلسطينية ومعالجتها من جذورها”.
وأكّد أنّه “لا يمكن السكوت عما يواجهه قطاع غزة من أوضاع كارثية تخنق الحياة، وعلى ضرورة أن تبقى الممرات الإنسانية مستدامة وآمنة“.
ودعا إلى ضرورة العمل على بناء تحالف سياسي لوقف الحرب والتهجير أولاً وفوراً والبدء بعملية جادة للسلام في الشرق الأوسط.
أمّا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فقال إنّ “المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية العمل على الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار ومحاولة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة”، معتبراً أنّ “التخاذل عن وقف الحرب في غزة ينذر بتوسع المواجهة العسكرية في المنطقة”.
ودعا السيسي إلى “صيغة لتسوية الصراع بناء على حل الدولتين وإجراء تحقيق دولي في ما جرى من انتهاكات للقانون الدولي”.
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ “أولويتنا وقف إطلاق النار في غزة بشكل دائم لا مؤقت، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة من دون انقطاع، وتوفير الوقود إلى الأماكن المهمة لا سيما المستشفيات، وتأمين السبل لإبقاء معبر رفح مفتوحاً”.
وطالب بالتحقيق في ما إذا كان هناك قنابل نووية في “إسرائيل”، ورأى أنّ “إسرائيل التي تتصرف كالولد المدلل في الغرب يجب إلزامها بدفع تعويضات عن مظالمها بحق الشعب الفلسطيني”. وأكد أنّ “القدس خطنا الأحمر“.
ورأى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أنّ “المجتمع الدولي فشل في وضع حد للمجازر الإسرائيلية بحق أهالي غزة، التي تشكّل خطراً على كافة المستويات”، مستهجناً “كيف أصبح قصف المستشفيات من الأمور العادية، رؤية الجثث تنهشها الكلاب في غزة لا تؤثر فيهم”.
وأكد “على رفض استهداف المدنيين والمنشآت الصحية، وأمِل في التوصل إلى هدنة إنسانية في القريب العاجل”، وتساءل “إلى متى سيسمح لإسرائيل بضرب القوانين الدولية بحربها الشعواء التي لا تنتهي على سكان البلاد الأصليين“.
بدوره، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي واضعاً الكوفية الفلسطينية، أنّ “الولايات المتحدة هي الآمرة والمتآمرة في هذه الحرب، وهي التي تشجع الكيان الصهيوني على إجرامه في غزة”.
وشدد على أنّ “كل المفاسد تأتي من قبل الولايات المتحدة التي تلغي القوانين الدولية وتشعل الفتن في العالم، فيما يجب أن نمسك بزمام الأمور في ساحاتنا”، مشيراً إلى أنّه “لولا مواجهة المقاومة في غزة ولبنان للاحتلال لكانت إسرائيل نقلت الحرب إلى الدول العربية والإسلامية”. وطالب رئيسي بوقف القصف الاسرائيلي على المدنيين والمستشفيات في غزة، ورفع شامل للحصار عن القطاع، وفتح معبر رفح من دون قيد أو شرط.
وأكد على وجوب تسليح الدول الاسلامية الشعب الفلسطيني لمواجهة الكيان الصهيوني، وعلى أهمية مقاطعة التجارة والتعاون مع الكيان الصهيوني ومقاطعة البضائع الإسرائيلية.
أيضاً، قال إنّ “الحل المستدام هو إقامة دولة فلسطينية من البحر إلى النهر، وعلينا التصدي لإسرائيل والحل الوحيد هو المقاومة“. ودعا الدول الإسلامية إلى تصنيف “الجيش” الإسرائيلي “منظمة إرهابية”.
أيضاً، قال ولي العهد الكويتي إنّ “جرائم إسرائيل في غزة تنذر بتداعيات سلبية على أمن واستقرار المنطقة”، وأكّد أنّ “القضية الفلسطينية تتصدر أجندة سياسة الكويت”، مطالباً بـ “دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية”.