على هامش رحيل الدكتور مصطفى حجازي

على هامش رحيل الدكتور مصطفى حجازي

ناصر السوسي 

       غادر عالمنا الفاني عالم النفس والخبير العربي الأستاذ مصطفى حجازي (1936-2024 ) في منعطف بالغ الصعوبة يشهد فيه المشرق العربي؛ و لبنان موطنه مايشهد من تطورات مقلقة لا نستطيع التنبؤ بمآلاتها و لابميلها المحتمل إن في المستقبل القريب، أو المتوسط أو المنظور.

د.مصطفى حجازي الذي يعتبر مُفَكِّكا قويا للتركيبة السيكوسوسيولوجية للمجتمع العربي كما لمكامن ادوائه العنيدة، وأورامه المزمنة المعرقلة للتحول الاجتماعي ولكل مشروع تنموي حقيقي، وفعلي وذلك ما بمقدورنا قراءته طَيَّ كتاباته الغنية، وإسهاماته الأكاديمية المتعددة التي نذكر هنا بعضا منها قصرا لاحصرا ما يلي:

التخلف الاجتماعي، مدخل إلى سيكولوجيا الإنسان المقهور الإنسان المهدور، دراسة نفسية اجتماعية الصحة النفسية الأسرة وصحتها النفسية الحدث الجانح حصار الثقافة بين القنوات الفضائية والدعوة الأصولية. إطلاق طاقات الحياة، قراءات في علم النفس الإيجابي. علم النفس والعولمة، رؤى مستقبلية في التربية والتنمية. النقلات الحضارية الكبرى،أين نحن منها؟ الشباب الخليجي والمستقبل، دراسة تحليلية نفسية اجتماعية. العصبيات وآفاتها، هدر الأوطان واستلاب الإنسان…

أعمال مصطفى حجازي النظرية والميدانية تنصب بشكل مركزي على تفكيك هياكل المجتمع العربي بمبضع الخبير الحاذق والعالم المتمكن من ادوات ومنهجية التحليل النفسي والمتسلح بالأطر النظرية للعلوم الإنسانية والمعطيات المستقاة من المسوح الاختبارية الأمبريقية EMPIRIQUES التي خلث من خلالها إلى أن المجتمع العربي محكوم بـ:

1- العصبيات: المُفضية إلى استلاب الإنسان واغترابه. فالعصبيات تسعى إلى تذويب كيان الإنسان العربي في النَّحُْن العصبية الآيِلة إلى قَطِيعِية الجمهور [=القطيع] المُوَلدة أيضا للهويات القاتلة LES IDENTITÉS MEURTRIÈRES على رأي أمين معلوف.

AMIN MAALOUF . 2- الأصوليات: المترتبة على رسف سلطة الفقيه (=التقليد والماضوية)على الأذهان والعلاقات الاجتماعية، وهيمنة البطريركية بقيمها، ومعاييرها المكرسة للروح الاتكالية، ولمختلف اساليب تَطْفِيل الشباب، وشيوع ثقافة البيان، والعقل المستقيل على حساب البرهان والمعرفة الاستدلالية، وهذا مايسميه مصطفى حجازي بـ”المرض الكياني” المتمثل في التَّسْلِيمية المُعثِّرة للانفتاح، والمُعَسِّرة للتنمية المنشودة وللحرية المتوخاة….

3- الاستبداد: وليد العصبيات والمُخِلِّق للتبعية والامتثال، وبالتالي الانصياع الذي يقصر الاهتمام كما النشاط الذهني على المعيش اليومي، والاستهلاك اللحظي دون غيره وهو ما يعطل التحليل المنطقي، والمساءلة النقدية والطموح إلى التغيير التجاوزي …

رحم الله المفكر الدكتور مصطفى حجازي 

Visited 70 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

ناصر السوسي

باحث وشاعر مغربي