لوائح المناطق تخرج للنور في لبنان
أحمد مطر
في ظل حالة الانهيار التي يعيشها اللبنانيون، لا بد من دعوتهم لتجديد انتفاضتهم وبالطرق الديمقراطية، وذلك عبر عمليات الاقتراع في الانتخابات النيابية التي ستجري في شهر أيار المقبل، والتي يفترض ان يعول عليها جميع المواطنين الإصرار كوسيلة لتغيير موازين القوى السياسية في لبنان، ومنع حزب الله من العودة بأكثرية نيابية لتسمح له بمزيد من التعطيل لعمل المؤسسات وصولاً إلى فرض هيمنته الكاملة على الدولة وإرادة اللبنانيين وتوظيفه لصالح المشروع الإيراني.
يقول مناصرو حزب الله في دائرة البقاع الثالثة بعلبك ــت الهرمل أنهم يسعون لكسب عشرة مقاعد نيابية في هذه الدائرة، أي فوز لائحة الثنائي بكامل اعضائها. يستند الثنائي الشيعي في مقاربته الى نتائج انتخابات عام 2018، التي نال خلالها مرشح القوات النائب انطوان حبشي 14858 صوتاً، وهي نتيجة لا تخوله الوصول الى ساحة النجمة، بإعتبار ان الحاصل الانتخابي الاول كان 18707، لكن سبب نجاح حبشي كانت الاصوات التي كسبتها اللائحة من تيار المستقبل ووصلت الى حدود عشرة الاف صوت، ومن الصوت الشيعي المعارض للثنائي الذي قدم للائحة 6658 صوتاً. فهل ستستطيع القوات نيل هذه الاصوات لزوم الوصول الى مرحلة الحاصل المطلوب في الانتخابات المقبلة.
لا توحي المعطيات بتكرار تجربة الانتخابات الماضية، لسببين .اولاً، غياب التأييد السني الذي كان يؤمنه تيار المستقبل للائحته التي كانت تضم القواتثانياً، عدم ترشّح شخصيات وازنة للانتخابات النيابية .لكن القوات تراهن على خطوتين انخفاض نسبة الاقتراع الشيعي، مما يخفض الحاصل الاول. وجذب اصوات وازنة من المغتربين، لرفع نتيجة لائحة القوات.
لكن المشكلة التي يواجهها حزب الله ليست في انعدام الحماسة الشعبية للمشاركة بالانتخابات النيابية فحسب، بل بتسرب شخصيات من بيئة الثنائي الشيعي نحو الانضمام الى لوائح انتخابية مستقلة، تحت عنوان العشائر والعائلات والمستقلّين. وعلى هذا الاساس وصل عدد اللوائح في بعلبك ـــ الهرمل الى ست، واحدة لحزب القوات بناء الدولة، وثانية للثنائي الشيعي ، ولائحة للمجتمع المدني ائتلاف التغيير، والرابعة باسم العشائر والعائلات للإنماء والخامسة لمجموعة مواطنون ومواطنات في دولة قادرين. والسادسة من النسيج العائلي والعشائري ايضاً مستقلون ضد الفسادوكانت معلومات تحدثت عن ضغوط لسحب مرشحين أثمرت في الاسبوع الماضي بخروج عدد من المعنيبن من المشهد الانتخابي في بعلبك الهرمل.
واذا كان الحاصل الانتخابي العالي صعب المنال عند اللوائح الصاعدة، فإن مجرد الترشح وتنظيم لوائح من قبل شخصيات محسوبة سياسياً وتاريخياً على الثنائي الشيعي يعني ان مستجدات شعبية واجتماعية تحصل تستوجب قراءة معطياتها ورمزيتها بتأن، من قبل قيادات الثنائي، خصوصاً ان المرشحين يستنجدون بالعشائر والعائلات، في خطاب يرددون فيه ان المطلوب حفظ دورها، لا فرض نواب حزبيين في البقاع. فهل لا زالت اللغة العشائرية تجذب الناخبين في بعلبك الهرمل. ختاماً اللبنانيون، على وجه العموم، يضعون اياديهم على قلوبهم، مخافة الآتي من الايام ، إذا ما استنسخت المنظومة القابضة على القرارات، ما شهدته السنة السابقة، وقد انعدمت كل عوامل الطمأنينة، والدولة، في عهد الرئيس ومؤيديه، بكامل مؤسساتها الادارية والمالية والعسكرية والامنية على ابواب انهيارات بالغة الخطورة، والجميع يصرخ طفح الكيل، والبلد على ابواب استحقاقات بالغة الاهمية والمصير، من ابرزها الانتخابات النيابية في منتصف ايار المقبل.