الحشيمي لــ “السؤال الآن”: لبناء دولة سيادية وحصر السلاح بيد الجيش
حاوره: أحمد ترو
أسفرت نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية، عن دخول عدد من النواب الجدد إلى البرلمان اللبناني، وبينهم النائب الدكتور بلال الحشيمي الذي ترشح عن المقعد السني في دائرة البقاع الأولى- زحلة، فيما إحتضن ترشحه الرئيس الأسبق للحكومة فؤاد السنيورة، ضمن لائحة “زحلة السيادة” التي شكلت تحالفها مع حزب “القوات اللبنانية”.
الحشيمي كان أحد أعضاء المنتسبين إلى “تيار المستقبل”، لكنه قدم إستقالته قبيل ترشحه للانتخابات النيابية، نزولا والتزاما بقرار رئيس التيار سعد الحريري الذي أعلن تعليق عمله بالحياة السياسية وعدم التقدم بأي ترشيحات من “تيار المستقبل” أو باسم التيار تحت طائلة الملاحقة والمحاسبة، بالإضافة إلى خروج التيار ببيان يفيد بأن كل من يريد الترشح للانتخابات النيابية عليه تقديم استقالة خطية الى الهيئة التي ينتمي إليها أو إلى هيئة الشؤون التنظيمية المركزية.
استقالة الحشيمي لم تعن إنفصال إنتمائه عن التيار وهذا ما أكده أمام مناصريه بعد فوزه بالانتخابات، حيث قال: ” ما زلت عضوا في تيار المستقبل “غصبا عن الكل” واستقلت من تيار المستقبل احتراما لقرار الرئيس سعد الحريري”.
“السؤال الآن” حاورت الحشيمي، حول الوضع السياسي القائم وتصوره عن كيفية الخروج من الأزمات اللبنانية معيشيا وماليا وسياسيا، لا سيما لجهة الموقف من سيادة لبنان، وعن النهج الذي سيتبعه في مواجهة الفساد.
*النائب بلال الحشيمي على أي فريق سياسي يحسب نفسه؟
ـــ سأكون مع الفريق السياسي الطامح إلى سيادة لبنان ضمن محيطه العربي.
*لماذا التقيت بالنائب رامي ابو حمدان من كتلة “حزب الله”، ما دمت تعتبر نفسك تغييريا وسياديا؟
ـــ التقيت النائب رامي أبو حمدان بعيدا عن التوجه السياسي وسعيا لإنماء منطقة نتشارك فيها نحن ونواب المنطقة مع أهلها هموماً معيشية باتت تثقل كاهل الجميع.
*النائب بلال الحشيمي”هو وديعة تيار المستقبل”… ما تعليقك على هذا التداول؟
ـــ أعتقد أن جميع الأحزاب والتيارات ممثلة في البرلمان وأنا ومنذ اللحظة الأولى صرحت بأني إبن “تيار المستقبل”.
*كنائب كيف ستواجه الفاسدين والفساد وكيف تفسر دورك في هذا الإطار؟
ـــ سأقف بوجه أي محاولة تمرير لقرارات تعكس صور الفساد الذي أوصل البلاد والعباد إلى ما هو عليه وسأكون رأس حربة في الدفاع عن مصالح الناس أولا.
*هل لديك تصور واضح عن كيفية الخروج من الأزمات اللبنانية؟
ــــ كما ذكرت سابقا فإن العلاقة الجيدة مع أشقائنا العرب وأصدقائنا في الدول الغربية سيكون لها الدور الأكبر في دعم اقتصاد لبنان والنهوض به وهذه العلاقة يجب أن تكون ببناء دولة سيادية ذات جيش واحد وحصرية السلاح بيد الجيش.
*هل تعتقد أن الطائف ما يزال صالحا كدستور للبنان؟
ــــ في الوقت الحالي لا يمكن التخلي عن الطائف لأنه الضمان الأول لاستقرار لبنان.
*كيف تفسر مصطلح السيادة؟ فهناك أطراف عديدة تطالب بالسيادة وولائها خارج الحدود اللبنانية؟ وهل يستطيع لبنان فعلاً أن يكون بلدا سيادياً؟
ــــ عندما تتخلى الأطراف عن التبعية السياسية لدول خارجية يمكن بناء الدولة ذات السيادة، وهنا أقصد الولاء السياسي والعسكري لدول خارجية تعتبر لبنان قاعدة عسكرية لها وتكون العلاقات مع الدول أخوة وتعاون لما فيه مصلحة الجميع.
*ما رأيك في تعليق رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الأخير الذي طالب فيه مواجهة ” 8 آذار السورية ـــ الإيرانية” بحسب قوله؟
ـــ إن مواجهة القوى الساعية إلى فرض الهيمنة الإيرانية والسورية على لبنان أمر مفروض أيا كانت تسميتها.
*من ترشح لرئاسة الحكومة؟ وهل ستكون مؤيداً لإعادة طرح الرئيس نجيب ميقاتي كما يسعى “حزب الله” أم هناك إسماً آخر مثلاً: الرئيس السابق سعد الحريري؟
ــــ عندما يتم ترشيح أسماء لرئاسة الحكومة سنعمل مع الأصدقاء والأفرقاء على اختيار الأنسب والقادر على الحفاظ على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب أولا والأصدقاء في دول العالم.
*كيف تفسر ما جرى بجلسة مجلس النواب وانتخاب نبيه بري رئيساً له؟
ــــ كلنا يعلم أن انتخاب دولة الرئيس نبيه بري كان أمرا متوقعاً وكل نائب اختار قناعاته التي تمثل شريحة شعبية اختارته نائبا.
*لمن كان صوتك بانتخابات المجلس النيابي ونائب الرئيس؟ وهل لديك معلومات عن الصوت ال 65 الذي فاز به النائب الياس بو صعب؟
ـــ باعتقادي سرية الاقتراع قانون يجب احترامه ولقد اقترعت لقناعاتي.
*هل لديك نية في خوض معركة اللجان النيابية؟
ــــ طبعا وفي مجال التربية والصحة لأني أعتقد أني قادر على أداء دور فعّال فيها.
*هل تتوقع إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وهل من مؤشرات على مرشح مقبول من الجميع، أي هل من تسوية ما تأتي برئيس للجمهورية؟
– يجب أن تجري انتخابات رئيس الجمهورية في موعدها، وأتمنى أن لا يكون هناك من يضع عثرات في اختيار رئيس مقبول من الجميع ويستطيع النهوض بالبلاد من كبوتها.
* في حال لم تشكل حكومة جديدة وبقت حكومة ميقاتي في تصريف العمال، هل سيوافق الرئيس عون في تسليم البلد لها، أم إنه سيصر على تشكيل حكومة جديدة خاضعة لشروطه؟
– لست أنا من يملي على الرئيس عون قراراته، وأتمنى تشكيل حكومة قادرة وانتخاب رئيس جمهورية بأسرع وقت.
* برأيك، من الأوفر حظا برئاسة الجمهورية المقبلة؟ سمير جعجع، سليمان فرنجية، جوزيف عون… أم هناك اسم آخر؟
– لا يمكنني اختيار اسم الرئيس قبل طرحه رسميا، الأهم أن يكون الاسم المتفق عليه مقبول داخليا وخارجيا، حتى تنتهي الأزمات السياسية التي اأصلت لبنان إلى ما هو عليه.
* هل تعتقد أن حزب الله سيسهل إجراء انتخابات رئاسية أم سيكون عائقا؟
– هذا سؤال سابق لأوانه.
* هل تؤيد النواب الجدد “التغييريين” وهل ستسير في قافلتهم، وهل برنامجك يتوافق مع برنامجهم؟
– أوافق مع التغيريين على ما أرى فيه المصلحة العامة.
* قال النائب حزب الكتائب سليم الصايغ في تغريدة نشرها “التجربة الأولى للنواب التغييريين أثبتت أن هناك سوء تنسيق فيما بينهم، في وقت هناك تكتلات متفقة فيما بينها”، هل لمست سوء التنسيق الذي تحدث عنه الصايغ؟
– الفوضى في التنسيق ربما هي من اختلاف الفكر، واعتقد أن الأيام القادمة ستخلق كتل نيابية متجانسة.
* إلى أي مدى تتوقع أن تغييرا ما سيصنعه التغييريون في الأربع سنوات المقبلة؟
– دور التغيريين وما سيصنعه يكون حسب قوة إرادتهم وتعاونهم في طرح القوانين الهادفة إلى إحداث تغيير نحو الأفضل والدفاع عن هذه الطروحات.
* هل ترى أن هناك من يريد تشويه صورة النواب الجدد، أو تفرقتهم لكي لا يكون كتلة واحدة؟
– دائما هناك محاولات لإثارة الشبهات حول النواب الجدد لكننا اليوم نريد ان نولي الشأن العام اهتمامنا وهو الأهم.