عن سدود جبران باسيل … وجمعيات البيئة والحقيقة العلمية
د. سمير زعاطيطي
ليسمح لنا البيئون غير العلميين وجمعياتهم التي تتصدر الإعلام الرسمي وحتى الخاص بسماع عبارة أين دراسة الأثر البيئي للسدود؟ علما إنهم لم يقوموا بأي دراسة حقيقية لسدود وزير الطاقة السابق النائب جبران باسيل؟ كل العمل الذي قاموا به كان عبر الخرائط.
مثلا: هنا يوجد مجرى مياه لنبع نغلقه لجعل الماء تتجمع وراء جدار السد، هكذا فعلوا بــ “بريصا” وبــ “المسيلحة” وبــ “جنة” وبــ “بلعة” وأيضا بـ “القيسماني” وبــ “بقعاتة كنعان”. المشكلة إنهم لا يعرفون بأن تجميع المياه خلف جدار سد فوق صخور كلسية قاسية مشققة ذات نفاذية عالية أمر مستحيل ويدل على غباء وجهل. وهم كذلك لم يقوموا بدراسة جيولوجية لأي موقع سد.
سبب فشل السدود في لبنان هي طبيعة القواعد الصخرية ذات النفاذية العالية التي تسرب المياه الى العمق والتي لا يمكن تسكيرها.
بعض المهندسين يعرفون هذا، لكن الوزير يريد مشاريع باطونية ضخمة تشغل كسارات، مرامل، زفاتات، وسياحة وعقارات، تسمح بنهب أموال الناس والخزينة ومراكمة الديون والقروض على البلد.
من المفروض على البيئيين العلميين أن يقولوا بشكل واضح:
* أن بناء السدود لم توص به أية جهة علمية
* أن التخزين السطحي لا أساس علمي له
* ثروة لبنان هي مائية جوفية داخل الجبال
* طبيعة صخورنا غير مناسبة للتخزين السطحي بالسدود بل للجوفي.
* الدليل ١٤ نهرا ساحليا و٣ أنهار داخلية تتغذى بالمياه الجوفية المختزنة داخل جبالنا.
الأثر البيئي على النبات والحيوان والإنسان وحتى تدمير الأحراج هي من النتائج الثانوية لقرار سياسي فاسد، جاهل، تبنى “إستراتيجية وطنية لقطاع المياه” ، المفروض أن تتصدوا لهذا القرار الذي مرره مجلس الوزراء بإعتماد السدود بلبنان، لا أن تطالبوه بدراسة أثر بيئي لمشروع لا أساس علمي له من الأساس.
أنتم تصوبون على النتائج الثانوية وليس على الأسباب الأساسية لفشل السدود، وهو مخالفة السدود للعلم وللطبيعة وللبيئة.
نتمنى على البيئيين الذين لا يملكون سوى عبارة “وين دراسة الأثر البيئي” أن يتصلوا بالباحثين العلميين لأخذ الحقائق منهم، وليس فبركة سيناريوهات وترهات تجتاح وسائل التواصل والإعلام.
البيئة يا جماعة هي نتاج صنع المعرفة بأبحاث علمية متنوعة مختلفة في ميادين شتى موثقة لها مراجع، تجمع لدراسة موضوع ما، وليست تصاريح عشوائية لبيئيين غير معروف ماذا يعملون او رؤساء منظمات او جمعيات بيئية يرددون ما يقال لهم من مشاكل بيئية للخارج.
المواطن بحاجة للحقيقة للحقائق لكي نعرف مدى الأضرار أولا، ثم وقفها، ثم البدء بإصلاحها.
طريقة بعض البيئيين في بلدنا فيها فوضى وتشويش ودجل علمي أحيانا وتنقصها المعرفة الحقيقية التي تستعار أحيانا من الخبراء الحقيقيين، ما يفهمونه هو بعض الأمور وتنقل بشكل صحيح أحيانا وغالبا ينقل بشكل خاطيء عن قصد أو عن عدم إنتباه.
أعاننا الله في بلدنا على بعض الوزارات، المجالس، المصالح، مراكز الأبحاث، مكاتب الدراسات، جمعيات البيئة ورؤسائها، الخبراء بكل شيء، بحرا، برا، جوا وحتى جيولوجيا تحت الأرض الذين يصدعون رؤوسنا التعبة والقلقة من أوضاعنا المعيشية الصعبة بأخبار سخيفة مفبركة لا تقدم ولا تؤخر.