إيران: الطلاب يستعدون لتحرك كبير السبت .. وعبادي تؤكد الاحتجاجات ستسقط النظام
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
تتواصل الاحتجاجات الشعبية في ايران لتشمل مختلف القطاعات، تنديداً بمقتل الفتاة الكردية مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، وقد حذر أكثر من 200 أستاذ جامعي في إيران من استمرار الاحتقان. ودانوا في بيان اليوم تعامل السلطات الأمنية مع الاحتجاجات الأخيرة.
وأكدوا أن حالة “الاحتقان والقلق” ستستمر في الجامعات الإيرانية إذا لم يتم الإفراج عن الطلاب المعتقلين، بحسب ما نقلت قناة “إيران إنترناشيونال”.
وجاء هذا التحذير بعد أن دعت مجموعة شبابية تطلق على نفسها اسم “شباب أحياء طهران”، في بيان إلى تظاهرات جديدة تنطلق السبت من أمام الجامعات الكبرى في العاصمة. كما شددت على أن مشاركة الطلاب في الاحتجاجات “تبث الرعب في قلوب قوات القمع الإيرانية”.
وشكلت التظاهرات التي عمت عشرات المدن في كافة أنحاء البلاد خلال الأيام الماضية ولا تزال، شاملة مختلف الأعراق والطبقات، الاحتجاجات الأكبر منذ تلك التي خرجت اعتراضا على أسعار الوقود في 2019، وأفيد وقتها بمقتل 1500 شخص (حسب رويترز) في حملات قمع ضد المتظاهرين. ما دفع السلطات إلى التشدد في التعامل مع المتظاهرين، والتوعد بالضرب بيد من حديد على من وصفتهم بـ “المشاغبين”.
من جهته، علق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على مقتل أميني، وقال إنه يجب إجراء تحقيق سريع ونزيه وفعال في وفاة السيدة مهسا أميني من قبل سلطة مختصة مستقلة. وفي تغريدة على تويتر، دعا لاحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات.
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مساء الأربعاء إن التحقيقات بشأن وفاة الشابة مهسا أميني تجري بشكل واضح وشفاف، وأكد أن الطب الشرعي سيعلن عن نتائج تحقيقاته خلال الأيام القادمة.
هذا وأكدت الناشطة الحقوقية الإيرانية، شيرين عبادي إن الاحتجاجات بإيران، اندلعت في أكثر من 100 مدينة وموقع وتشارك بها كافة أطياف الشعب الإيراني، مشيرة، إلى أن المتظاهرين يرفضون بقاء الجمهورية الإسلامية بعد 40 عاما من الحكم السيء.
وأضافت الحقوقية الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل، في تصريحات لقناة الحرة، بأن للنظام الإيراني “قوات محدودة ومستنزفة لا تستطيع قمع كافة التظاهرات”، معتبرة بأن هذه الاحتجاجات تختلف عن سابقاتها، “وستكون مقدمة لإسقاطه”.
وشددت عبادي على “ألا دور لأي قوة أجنبية في الاحتجاجات الإيرانية”، مطالبة دول أوروبا بسحب سفرائها من طهران، وتقليل علاقاتهم السياسية مع النظام الإيراني. وأشارت إلى أن للإيرانيين “صوت واحد، رافض للجمهورية الإسلامية والاستبداد الديني، لأن النظام خلال 40 سنة لم يستجب لمطالبهم وتقهقرت أوضاعهم الاجتماعية”.
وكانت منظمة العفو الدولية قالت إن قوات الأمن الإيرانية ردت على الاحتجاجات باستخدام “القوة غير المشروعة، بما في ذلك استخدام الذخيرة الحية والخرطوش وطلقات معدنية أخرى مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة مئات آخرين”.
وعلى الرغم من القمع الشرس للاحتجاجات، تظهر مقاطع فيديو، تواصل خروج المتظاهرين ومطالبتهم بإسقاط المؤسسة الدينية في مدن طهران وتبريز وكرج ويزد وقم والعديد من المدن الإيرانية الأخرى، ويهتف المحتجون “اذهبوا إلى الجحيم يا ملالي!” و”الموت للديكتاتور!” و”الموت للزعيم بسبب كل هذه السنوات من الجريمة!”، حسب التسجيلات المنشورة.
ودعت متحدثة باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الثلاثاء، رجال الدين الذين يحكمون في إيران إلى “الاحترام الكامل للحق في حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات”. وقالت رافينا شمدساني، في بيان إن التقارير تشير إلى “اعتقال المئات، منهم مدافعون عن حقوق الإنسان ومحامون ونشطاء مجتمع مدني وما لا يقل عن 18 صحفيا”.
ونُظمت في عدد من دول العالم، تظاهرات دعما للاحتجاجات في إيران، خلال عطلة نهاية الأسبوع من بينها وقفات بالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
واستدعت وزارة الخارجية الألمانية السفير الإيراني في برلين، بداية الأسبوع الجاري بسبب قمع الاحتجاجات. وردا على سؤال حول احتمال فرض مزيد من العقوبات على طهران بسبب الاضطرابات، قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية “سننظر في جميع الخيارات” مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
والأسبوع الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شرطة الأخلاق الإيرانية بسبب مزاعم الإساءة للنساء الإيرانيات، قائلة إنها تحملها المسؤولية عن وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما في الحجز.
وأفادت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية، اليوم الخميس بأن إيران استدعت القائم بالأعمال الفرنسي في طهران بشأن موقف باريس من الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ أسبوعين على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني في حجز للشرطة.
وذكرت الوكالة الإيرانية، حسبما نقلته رويترز أن الخطوة الإيرانية، تأتي “ردا على البيان الذي ينطوي على تدخل من جانب وزارة الخارجية الفرنسية، ومشاركة ثلاثة مسؤولين فرنسيين في احتجاجات في باريس، والعمل السخيف الذي أقدمت عليها مجلة شارلي إبدو، فقد تم استدعاء القائم بأعمال السفارة الفرنسية في طهران لوزارة الشؤون الخارجية”.