إيران: عمال البتروكيماويات في بوشهر يضربون … وبريطانيا تفرض عقوبات على شرطة الأخلاق

إيران: عمال البتروكيماويات في بوشهر يضربون … وبريطانيا تفرض عقوبات على شرطة الأخلاق

السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير

على الرغم من القمع الوحشي للنظام، واصل الشعب الإيراني اطلاق صرخات الموت للديكتاتور، وسط مطالبات بدعمه حيث شدد معارضون على ان الواجب الإنساني والأخلاقي والسياسي لدول العالم يفرض عليها الاستجابة لنداء الشعب الإيراني والاعتراف بحقه في المقاومة والدفاع عن نفسه ووقوف على جانب الصحيح من التاريخ، معتبرين إن “مصافحة خامنئي الملطخة بالدماء لن تساعد في إحلال السلام والاستقرار في إيران والمنطقة”.

واليوم استمرت الانتفاضة الوطنية ضد النظام الإيراني، فأضرب العمال العاملون بالتعاقد في مشروع “بتروکیماویات بوشهر” الواقع في عسلوية، جنوبي إيران.

‏وأظهرت مقاطع فيديو أن عمال البتروكيماويات المضربين في عسلويه، جنوبي ‎إيران، بعد انضمامهم للاحتجاجات، أشعلوا النار في إطارات السيارات على الطرق، لشل حركة السير، وعرقلة تقدم قوات الأمن.

من جهة ثانية، قتل عدد من السجناء وأصيب آخرون بجروح خلال اضطرابات اندلعت في سجن بشمال إيران، تدخلت خلالها قوات الأمن مستخدمة الغاز المسيل للدموع، وفق ما أفاد مسؤول قضائي.

ووقعت الاضطرابات في سجن لاكان بمدينة رشت مركز محافظة كيلان بشمال إيران، وتأتي بينما تشهد البلاد منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، احتجاجات على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها قواعد اللباس الإسلامي.

وقال المدعي العام لرشت مهدي فلاح ميري إن شجاراً اندلع الأحد في السجن بين محكومين بالإعدام “بسبب خلافات شخصية”، وفق وكالة “إرنا” الرسمية.

وأضاف أن التوتر تصاعد وامتد الشجار “إلى ردهة السجن وانضم سجناء آخرون إليه”، مشيراً إلى أن عناصر من قوات الأمن وصلوا إلى المكان واستخدموا الغاز المسيل للدموع لتهدئة السجناء وتفريقهم، بعدما قام عدد منهم بتدمير تجهيزات في الرواق وباحة السجن وأضرموا النيران.

وتابع فلاح ميري “نتيجة لهذا الشجار قتل عدد من الأشخاص وأصيب آخرون”، مشيراً إلى أن عددهم بالتحديد لا يزال قيد التحقيق.

وأوضح أن بعض السجناء “توفوا متأثرين بجروحهم” بعدما حال “مثيرو شغب” داخل السجن دون نقلهم، في حين تم نقل مصابين آخرين إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج.

وشدّد المسؤول القضائي على أن “الوضع هادئ الآن والنشاطات اليومية للسجناء تتواصل”.

من جهتها، أعلنت بريطانيا أنها فرضت عقوبات على “شرطة الأخلاق” الإيرانية، بسبب “عقود من التهديد بالاعتقال والعنف ضد الإيرانيات “من أجل التحکم في ملابسهن وسلوكهن خارج المنزل. كما أضيف 5 من قادة الشرطة والباسيج إلى قائمة العقوبات البريطانية.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية، اليوم الاثنين 10 أکتوبر (تشرين الأول)، إنها فرضت عقوبات على “شرطة الأخلاق” وقائدها محمد رستمي جشمه كجي، وكذلك قائد فرع طهران أحمد ميرزائي.

كما أشارت بريطانيا إلى أن مقتل مهسا أميني في معتقل شرطة الأخلاق والاحتجاجات اللاحقة أثارت دهشة العالم، وأعلنت فرض عقوبات على ثلاثة مسؤولين سياسيين وأمنيين آخرين في إيران “لارتكابهم انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وهؤلاء المسؤولون الثلاثة هم: قائد منظمة الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني غلام رضا سليماني، وقائد الوحدة الخاصة في الشرطة حسن كرمي، وقائد الشرطة الإيرانية حسين أشتري.

وفي بيان نشرته بريطانيا، تم التأكيد على أن “منظمة الباسيج والوحدة الخاصة والشرطة الإيرانية على مستوى أوسع لعبت دورًا رئيسيا في قمع الاحتجاجات العامة المشتعلة منذ الأسابيع، وكذلك الاحتجاجات المتعلقة بارتفاع سعر الوقود عام 2019.

وأشار هذا البيان إلى تقارير عن استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين في إيران، وكتبت: “حوصر الطلاب من قبل رجال الأمن في جامعة شريف، وهناك تقارير أخرى عن دفن جثث القتلى المتظاهرين من قبل الأجهزة الأمنية دون علم عائلاتهم.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي: “إن بريطانيا تقف إلى جانب الشعب الإيراني الذي يطالب بشجاعة بمحاسبة النظام واحترام حقوق الإنسان الأساسية”. وأضاف: “هذه العقوبات تبعث برسالة واضحة إلى السلطات الإيرانية، نحملكم مسؤولية اضطهاد النساء والفتيات والعنف المروع الذي تمارسونه على شعبكم”.

وبموجب هذه العقوبات، لا يمكن للأفراد الخاضعين للعقوبات السفر إلى المملكة المتحدة وسيتم تجميد أصولهم الموجودة في المملكة المتحدة ، أو التي يحتفظ بها أفراد بريطانيون في أي مكان.

الى ذلك، رفضت والدة نيكا شاكرمي، إحدى ضحايا الاحتجاجات مرة أخرى الروايات التي قدمتها الحكومة الإيرانية عن مقتل ابنتها. وقالت إن هذه المتظاهرة البالغة من العمر 16 عامًا “قُتلت في مسيرات احتجاجية مؤخرًا.

وأضافت أن الفيديو الذي نشره التلفزيون الإيراني حول ذلك لا علاقة له بابنتها.

وقالت والدة شاكرمي لـ”اعتماد اون لاين”، اليوم الاثنين 10 أكتوبر (تشرين الأول): “بحسب رأيي، هناك أدلة في هذا الصدد. أريد أن يتم التحقيق في غموض قضية قتل ابنتي وأن يتحمل المسؤولون عن هذا الحادث المأساوي مسؤوليتهم. أريد أن يتم التحقيق في غموض قضية ابنتي دون ضغوط وبشفافية”.

وبخصوص أدلتها على وجود ابنتها في الاحتجاجات، أضافت: “اتصلت بابنتي عدة مرات والوثائق موجودة. أخبرتني أنها كانت حاضرة في التجمعات في المنطقة الفلانية. كما أشارت الى “الضوضاء المحيطة بالمكالمة إلى وجودها في التجمعات. هذه الضوضاء كانت تظهر أن قوات الأمن قد تأتي باتجاه المتظاهرين وأنهم يهربون”.

وقالت والدة نيكا شاكرمي عن مكان ابنتها وقت هجوم قوات الأمن: “في المكالمات التي أجرتها ابنتي معي، قالت إنها غالبًا ما تكون حاضرة في التجمعات بالقرب من ساحة انقلاب، وشارع كشاورز، وشارع ولي عصر”.

كما أكدت والدة شاكرمي مرة أخرى على عمل النظام في دفن جثة ابنتها دون إذن من عائلتها، وقالت: “دون إذن من عائلتنا، سواء من عائلتي أو من عائلة والدها، قاموا بدفن جثتها في قرية نائية في لرستان. هذه القرية بعيدة جدًا ومن الصعب جدًا أن أذهب إلى هذه المنطقة النائية لزيارة قبر ابنتي. بينما من حقي أن أختار مكان دفن ابنتي وأبكي بجانبها وأتحدث معها.

وبشأن سبب دفن جثة الفتاة في قرية نائية، قالت والدة نيكا أيضًا إن النظام قلق من أن “دفن الجثة في خرم آباد سيحدث ضجة كبيرة، واعتبروا ذلك أمرًا خطيرًا”. كما قالت عن الفيديو المنسوب إلى نيكا، والذي عرضه التلفزيون الرسمي: “لا أحد يستطيع إثبات أن هذه الصورة كانت لنيكا. هناك ظل في الفيديو المسجل. الفتاة على وجهها قناع ولا توجد شفافية في التصاوير. أعتقد أن هذه الصور لا علاقة لها بنيكا.

من ناحية أخرى، قالت إن الفتاة المراهقة التي تظهر في مقاطع الفيديو الملتقطة من الاحتجاجات والمنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي هي نيكا.

وفي وقت سابق، أدى بث الاعترافات القسرية لخالة وخال نيكا شاكرمي على شكل تقرير، مساء الاثنين، من قسم الأخبار في القناة الإيرانية الرسمية الثانية، إلى العديد من ردود الفعل على شبكات التواصل الاجتماعي.

وفي إشارة إلى تقارير السلطات الإيرانية بشأن طريقة مقتل المراهقة نيكا شاكرمي، أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، في بيان لها، أن “تقارير السلطات عن وفاة نيكا مليئة بالتناقضات وغير مقبولة”.

وفي التقرير الذي بُثّ في هذا القسم الإخباري، تم الادعاء مرة أخرى بأن وفاة نيكا شاكرمي كانت بسبب سقوطها من مكان مرتفع.

وفي هذا التقرير، بُثّ أيضًا مقطع فيديو تم تسجيله من خلال كاميرا مراقبة ونشرته في وقت سابق وكالات أنباء قريبة من الحرس الثوري الإيراني.

وتدعي السلطات الإيرانية أن نيكا شاكرمي دخلت “مبنى نصف مكتمل”، بينما حسب الصور المنشورة، دخلت هذه الشابة المقتولة زقاقًا حيث المباني ليست نصف مكتملة بل سكنية.

وقالت والدة نيكا أيضًا عن الإجراءات القانونية المتعلقة بوفاة ابنتها: “أنا وأفراد الأسرة الآخرون ليس لدينا أمل في تحقيق مطالبنا بهذه الطريقة”.

كما رفضت والدة نيكا ادعاء وكالة أنباء الحرس الثوري الإيراني بأن الفتاة كانت مكتئبة، وقالت: “نيكا لم تكن مكتئبة فحسب، بل كانت تشجع من حولها أيضًا. كانت نيكا فتاة شجاعة وجريئة، وأعتقد أن شجاعتها أدت في النهاية إلى مقتلها”.

وفي وقت سابق، وبعد بث الاعترافات القسرية لخالة نيكا شاكرمي المعتقلة وخالها، أعلنت نسرين شاكرمي والدة نيكا، في رسالة بالفيديو، أن شقيقها وشقيقتها أُجبرا على الإدلاء باعترافات كاذبة. وأن ابنتها نيكا، قتلت في نفس المظاهرات يوم 20 سبتمبر (أيلول) بطهران على أيدي قوات الأمن.

وقالت في هذه الرسالة بالفيديو عن التهديدات والضغوط الأمنية، أنها تتعرض لضغوط من أجل تكرار رواية النظام والسيناريو الذي تبثه بشأن وفاة ابنتها.

وبحسب إعلان منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، فقد قتل النظام الإيراني حتى الآن نحو عشرين متظاهراً دون سن الثامنة عشرة خلال قمع الانتفاضة العامة الحالية.

وأعلنت خالة نيكا شاكرمي، أمس الأحد، إطلاق سراحها في منشور على “إنستغرام” وشكرت الناس، قائلة: “مستمرون في الحفاظ على الحقيقة والجمال”.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة