اليوم 229 للحرب: كييف تحت النار وبوتين يهدد بالمزيد
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 229 للحرب، جاء الرد الروسي عنيفا على تفجير الجسر في منطقة القرم، وفي حصيلة اولية بلغ عدد ضحايا الهجمات الروسية على مدن أوكرانية 11 قتيلا و87 جريحا، معظمهم في كييف، وبينما توعدت أوكرانيا بالثأر، هددت روسيا بالمزيد، وسط تنديد واسع ودعوات لوقف التصعيد.
ومساء اليوم أعلن الجيش الأوكراني، عن “إسقاط طائرتين مسيرتين إيرانيتي الصنع في العاصمة الأوكرانية كييف، بعد إطلاقهما من بيلاروسيا”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت في وقت سابق من اليوم، “أننا استهدفنا مركزا للقيادة العسكرية ونظم الاتصالات والطاقة في أوكرانيا، وحققنا كل أهداف الضربة المكثفة فيها”.
وأفادت الشرطة الأوكرانية على “فيسبوك” إنها تعمل على جمع “أدلة الفظائع الروسية”، مشيرة إلى أن “روسيا أطلقت 84 صاروخا أسقطت دفاعاتنا 43 منها، و24 طائرة مسيرة أسقطنا منها 13”.
استفاق العالم صباح اليوم، على اخبار الانفجارات المتتالية في كييف إذ سقطت صواريخ في حي شيفتشينكو وسط كييف، الذي يضم البلدة القديمة التاريخية. ويقع في دائرة القصف الروسي مقر جهاز أمن الدولة، ومكتب الرئاسة الأوكرانية، ومكاتب حكومية أخرى. وأعلنت السلطات الأوكرانية وقوع هجمات صاروخية متزامنة على مدن لفيف أقصى الغرب، وجيتومير غرب كييف وتيرتوبل وخميلينيسك جنوب غرب. أما في الجنوب الشرقي، فأعلن حاكم منطقة دنيبرو بتروفسك وقوع عدد من القتلى والمصابين بعد الهجمات الصاروخية حول مدينة دنيبرو الصناعية.
واستهدف قصف صاروخي مدينة سلافيانسك في مقاطعة دونيتسك، كما استهدفت ضربات صاروخية أخرى البنية التحتية لمدينة خاركيف شرقا.
وأوقفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مؤقتا عملها في أوكرانيا لأسباب أمنية، كما أعلن المجلس النرويجي للاجئين عن وقف عمليات الإغاثة حتى يستتب الأمن بدرجة تسمح باستئنافها.
وافاد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عن وفاة 5 أشخاص وإصابة 51 في العاصمة الأوكرانية، مضيفا في مقطع فيديو نشره على تويتر، أنه “لا يزال التهديد بضربات جديدة قائمًا”، داعيًا الشعب الأوكراني إلى الاحتماء في حال انطلاق الإنذارات.
وفي وسط كييف، أظهرت كاميرات مراقبة بثها الجانب الأوكراني، لحظة قصف روسي استهدف جسرا للمشاة يمر في متنزه يقع في أحد أشهر المواقع السياحية بالعاصم، وأظهرت صور التقطت صباح اليوم تكدس سكان كييف في أنفاق مترو بعد الغارات التي استهدفت أرجاء مختلفة من المدينة وانطلاق صافرات الإنذار، بعد الدعوات التي وجهتها السلطات بضرورة التوجه إلى الملاجئ.
ولفت رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال إلى تضرر 11 منشأة مهمة في 8 مناطق وفي كييف.
واصيب مبنى مكتبيا شاهقا توجد به قنصلية ألمانيا في كييف خلال القصف، وهو كان متوقفا عن العمل منذ شهور.
وفي لفيف قرب الحدود مع بولندا، قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية ماكسيم كوزيتسكي إن 15 صاروخا استهدفت مدينة لفيف، وتم إسقاط بعضها. وقال عمدة المدينة إن أجزاء من لفيف أصبحت بلا كهرباء بعد الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة، كما توقفت محطة الطاقة والتدفئة المشتركة للمدينة بشكل مؤقت نظرا لنقص الكهرباء وتوقف الإمداد بالمياه الدافئة.
وتوعدت وزارة الدفاع الأوكرانية بالثأر والانتقام بعد القصف الروسي، وقالت إنه ستتم معاقبة العدو على ما سببه من ألم وموت. وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن أفضل رد على ما سماه الإرهاب الصاروخي الروسي هو إمداد أوكرانيا بأنظمة مضادة للطائرات والصواريخ.
وأضاف: “أن حماية السماء فوق أوكرانيا ستحمي الشعب الأوكراني والمدن الأوكرانية، كما سيحمي مستقبل أوروبا”.
وقال الرئيس فلاديمير زيلينسكي، بعد محادثات مع السفير الأميركي في كييف، إن واشنطن ملتزمة بمساءلة روسيا عن “جرائم الحرب” المرتكبة بأوكرانيا.
أما وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، فقال إن “بوتين يائس بسبب هزائم ساحة المعركة ويستخدم الإرهاب الصاروخي لتغيير وتيرة الحرب”.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه تحدث مع نظيره الأوكراني بشأن “هجمات الكرملين المروعة”، مؤكدا أن بلاده ستواصل تقديم المساعدة الاقتصادية والإنسانية والأمنية حتى تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها.
أما وزير خارجية أوكرانيا، فقال إنه بحث مع بلينكن تعزيز قدرات بلاده الدفاعية وفرض عقوبات جديدة على روسيا ومحاسبتها، مضيفا: “اتفقنا على ضرورة عدم إفلات روسيا من تبعات هجماتها الوحشية”.
وقال الأمن الأوكراني إنه تم إدراج عدد من المسؤولين الروس في قائمة المطلوبين والمسؤولين عن “جرائم الحرب في أوكرانيا”.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن حملة القصف المكثف التي إستهدفت أوكرانيا حققت أهدافها.
وأشار المتحدث باسم الوزارة إلى أنه تم تدمير 6 مواقع تحكّم تابعة للقوات الأوكرانية، و5 مستودعات للأسلحة والذخائر، إلى جانب قاعدتين لتخزين الوقود المخصص للقوات الأوكرانية في مقاطعات دونيتسك وزاباروجيا وميكولايف ودنيبرو بتروفسك.
كما قال المتحدث إن الجيش الروسي أفشل عدة محاولات من قبل القوات الأوكرانية لشن هجوم على محاور كوبيانسك وكراسني وليمان ونيكولايف وكريفويروغ.
وكان من المتوقع أن تردّ روسيا بقوة على تفجير جسر القرم الذي وقع صباح السبت الماضي، إذ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات متلفزة، إن القوات الروسية نفذت ضربة مركزة بأسلحة دقيقة بعيدة المدى على عدد من الأهداف الأوكرانية، تشمل منشآت عسكرية وأخرى للاتصالات والطاقة، ردا على تفجير الجسر. وهدد بوتين بأنه إذا “استمرت المحاولات لتنفيذ أعمال إرهابية على أرضنا، فإن الردود الروسية ستكون قاسية، وستكون متكافئة مع مستوى التهديدات الموجهة للاتحاد الروسي”.
وقد توالت التصريحات الغاضبة من العواصم الغربية إزاء الهجمات الروسية، ومن أحدثها تغريدة كتبها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ قال فيها “تحدثت مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ونددت بالهجمات الروسية المروعة والعشوائية على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا. وسيواصل حلف الأطلسي دعم الشعب الأوكراني الشجاع للرد على عدوان الكرملين مهما استغرق الأمر ذلك”.
وقال مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد يدين هجمات روسيا “العشوائية” ضد المدنيين، ويقف إلى جانب شعب أوكرانيا الذي يستحق الدعم.
وسبق أن قال بيتر ستانو الناطق باسم بوريل إن “استهداف الناس عشوائيا بوابل جبان ومروع من الصواريخ وضرب أهداف مدنية يمثّل حتما تصعيدا إضافيا”، وأضاف في حديث للصحفيين إن “الاتحاد الأوروبي يدين بأشد العبارات هذه الهجمات “الشنيعة” على المدنيين والبنى التحتية المدنية، التي تتعارض مع القانون الإنساني الدولي وترقى إلى “جريمة حرب”.
ولدى سؤاله عن إتفاق روسيا وبيلاروسيا لنشر “قوة إقليمية مشتركة”، طالب ستانو بيلاروسيا بـ”الامتناع” عن تقديم المزيد من المساعدة لموسكو في أوكرانيا، موضحا أنه “لا تفاصيل لدينا، لكن إذا حدث ذلك فسيكون تصعيدًا آخر في الحرب غير الشرعية. ولن يمرّر الاتحاد الأوروبي ذلك”.
أما رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، فقال: “نحن ملتزمون بدعم أوكرانيا ومحاسبة النظام الروسي، وسنتعامل مع الأمر مع شركائنا في مجموعة السبع”، معتبرا أن “الهجمات الروسية المروعة تظهر يأس الكرملين”.
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الهجمات الصاروخية الروسية على أوكرانيا تصعيد آخر غير مقبول للحرب.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوله إن “الهجمات الروسية تمثل تغييرا كبيرا في حرب أوكرانيا”.
وأجرى ماكرون اتصالا هاتفيا مع نظيره الأوكراني أعرب فيه عن إلتزام فرنسا زيادة المساعدات، ومنها العتاد العسكري.
ودانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا “بأشدّ العبارات الضربات الروسية العشوائية على المدن الأوكرانية. إن استهداف السكان المدنيين عمدًا يشكل جريمة حرب”.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: “نبذل قصارى جهدنا لتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية سريعا”.
وأعلنت رئاسة الوزراء السويدية إدانتها للهجمات الروسية، وقالت “يجب محاسبة المسؤولين عن الحرب العدوانية”.
وقال المستشار النمساوي كارل نيهامر إن “الهجمات على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا دليل على أن بوتين مستمر في دوامة التصعيد”، مضيفا “من المهم اتخاذ خطوات لوقف التصعيد في أوكرانيا حتى لو بدا الأمر ميؤوسا منه في الوقت الحالي”.
من ناحيته، وصف وزير الخارجية البولندي زبينيو راو الضربات الصاروخية الروسية بأنها “جريمة حرب”.
وقال رئيس بولندا “شددت خلال محادثة مع زيلينسكي على ضرورة عزل روسيا بسبب جرائم الحرب وسأناقش الأمر مع قادة آخرين”.
وقالت رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين إن “استخدام روسيا الإرهاب وجرائم الحرب لن يمر دون عقاب”.
ونددت السفيرة الأميركية في أوكرانيا بريدجت برينك بما وصفته بتصعيد روسيا لوابل هجماتها على المدنيين الأوكرانيين.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي: “إطلاق روسيا صواريخ على مناطق مدنية في أوكرانيا أمر غير مقبول”، وأضاف “هذا دليل على ضعف بوتين وليس على قوته”.
وقال وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا إنه “لا يمكن لبوتين أن ينتصر في هذه الحرب”، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب الشعب الأوكراني.
كما دانت وزارة الخارجية الإستونية بشدة الهجمات الصاروخية المستمرة على كييف وزاباروجيا ودنيبرو ومدن أوكرانية أخرى. وقالت رئيسة وزراء إستونيا إن “روسيا تستهدف المدنيين، وأوكرانيا بحاجة لأنظمة دفاع جوي لحماية شعبها”.
واعتبر وزير الخارجية الليتواني أن “الوقت حان لمنح أوكرانيا كل الأسلحة التي تحتاجها للدفاع عن شعبها وأراضيها”.
وأعلنت مولدوفا أن صواريخ كروز التي أطلقتها القوات الروسية على أوكرانيا عبرت مجالها الجوي، واستدعت سفير موسكو للحصول على توضيحات.
وأملت الصين على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية ماو نينغ بوقف التصعيد قريبا.