إيران: الاحتجاجات تتواصل والأنترنت مقطوع.. والاتحاد الأوروبي يعاقب المسؤولين عن مقتل مهسا أميني
السؤال الآن ــــــ وكالات وتقارير
بالتزامن مع الانتفاضة ضد النظام الإيراني، التجمعات والحيث استمرت الاحتجاجات الحاشدة في جميع أنحاء البلاد اليوم، أشارت التقارير إلى منع الوصول إلى مواقع الإنترنت العالمية عن الهواتف المحمولة في إيران.
وأعلنت “نت بلاكس”، وهي منظمة تراقب حركة المرور على الإنترنت العالمية، عن تعطل هائل في حركة المرور على الإنترنت في إيران بدءًا من الساعة 6:00 صباح اليوم بالتزامن من الدعوات إلى احتجاجات على مستوى البلاد.
و تعليقًا على حجب الشبكات الاجتماعية، اعتبر ممثل دشتي وتنكستان في البرلمان الإيراني، غلام حسين كرمي، أنه “تم إنجاز عمل جيد وكان يجب السيطرة علي هذه الشبكات، هذه الأحداث والشغب والفتنة التي تشكلت جعلت عملية الحجب تتم بشكل أسرع”.
ودافع عضو آخر في البرلمان الإيراني، محمد حسن أصفري، عن قطع الإنترنت في إيران، وقال: “كما سمعت، فإن أعمال الشغب يوم السبت 8 أكتوبر، نجمت عن خمسة ملايين رسالة نصية تم إرسالها إلى بعض الناس”.
ميدانيا، أطلق رجال الأمن الايراني الغاز المسيل للدموع على تجمع للمحامين أمام مبنى نقابة المحامين في العاصمة الإيرانية طهران رددوا خلاله شعار: “المرأة.. الحياة.. الحرية”، معلنين احتجاجهم على انتهاك حقوق وحريات الشعب الأساسية.
ويذكر انه تم اعتقال عدد من المحامين خلال الانتفاضة بمن فيهم بابك باك نيا، وميلاد بناهي بور، ومهسا غلامعلي زاده، وسعيد جليليان.
من جهة ثانية، وبعد تصريحات وزير التربية والتعليم حول انتفاضة الطلاب ضد النظام الإيراني، أعرب المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين عن قلقه إزاء أوضاع التلاميذ “الموقوفين” في البلاد، مطالبا النظام بإنهاء ظاهرة “عسكرة” المدن وسياسة ترهيب واحتجاز الطلاب الصغار.
وعن عدد الطلاب المحتجزين، قال وزير التربية والتعليم: “عددهم ليس كبيرا ولا أستطيع إعطاء عدد محدد لهم”. لكن المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين: اعتبر أن ادعاء الوزير على الرغم من حقيقة أنه في حالة واحدة على الأقل، دخلت قوات الأمن مدرسة بـ”شاحنة بيضاء بدون لوحات وأرقام”، لكن لحسن الحظ، رد الفعل في الوقت المناسب من الطلاب وأولياء أمورهم حال دون اعتقال الطلاب، مؤكدة ان “المواجهات اللاإنسانية لا تخيف الطلاب، بل تزيد من عدد المتظاهرين والساخطين كل يوم”. واعرب المجلس عن قلقه من قمع الاحتجاجات في سنندج، وزاهدان، ومدن إيرانية أخرى.
وبحسب المجلس، فإن العام الدراسي الجديد بدأ بالقمع وإطلاق النار المباشر على العديد من المراهقين والشباب، ولكن: “سياسة الترهيب والسلوك القاسي هذا جعل الطلاب أكثر حساسية وإدراكًا لمصيرهم ومصير زملائهم، واليوم نحن نشهد مشاهد رائعة لاحتجاجات الطلاب، وخاصة الطالبات، سواء في المدرسة أو في الشارع، وفي كل مكان في البلاد”.
وكانت الفنانة الإيرانية الأميركية نازانين بنيادي، قد أعادت نشر تصريحات وزير التربية والتعليم في الإيراني حول احتجاز الطلاب في مراكز الإصلاح النفسي، وكتبت: “إنه أمر مخز. ماذا تريد الامم المتحدة ان تفعل حيال ذلك؟”.
وتزامنًا مع استمرار الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن الإيرانية في سنندج، أضرب التجار والباعة في بعض مدن محافظة كردستان، فيما أغلقت المحلات التجارية أبوابها في عدد من مدن محافظتي أذربيجان الغربية وكرمانشاه. ولأول مرة، انضم التجار في مدينة سربول ذهاب في محافظة كرمانشاه إلى الإضراب العام.
وهددت الأجهزة الأمنية الإيرانية، مرارًا وتكرارًا، أصحاب المتاجر في هذه المحافظات من الانضمام للاحتجاجات والإضراب.
في الوقت نفسه، أفادت منظمة “هنغاو” المعنية بحقوق الإنسان أن قوات الأمن اعتقلت عرفان عبدي البالغ من العمر 25 عامًا من باعة مدينة سقز في الأول من أكتوبر الجاري.
واستمرت الاشتباكات بين المحتجين والأجهزة الأمنية في سنندج، فيما حذرت منظمة “العفو الدولية” والعديد من منظمات حقوق الإنسان غير الحكومية الأخرى من قمع واسع النطاق للمتظاهرين، في مركز محافظة كردستان، خلال الانتفاضة التي عمت البلاد ضد النظام الإيراني.
من جهة اخرى، وجّه القضاء الإيراني اتهامات إلى أكثر من 100 شخص على خلفية الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر الماضي، وفق ما أفاد موقع “ميزان أونلاين” التابع للسلطة القضائية، اليوم الأربعاء.
ونقل الموقع عن مسؤولين قضائيين إنه تم توجيه الاتهام لـ60 شخصاً في طهران و65 شخصا آخرين في محافظة هرمزكان (جنوبا) موقوفون لضلوعهم في ما سمّاه “أعمال شغب” وقعت مؤخراً، في إشارة إلى احتجاجات تشهدها إيران منذ وفاة أميني (22 عاما) في 16 سبتمبر، بعد توقيفها على يد شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس في إيران. يأتي هذا بينما أفادت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية اليوم الأربعاء بارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات في إيران إلى 201 شخص على الأقل بينهم 23 طفلاً، فيما تتواصل الاحتجاجات في مناطق متفرقة من البلاد.
وقالت المنظمة إن القتلى سقطوا في 18 محافظة، مشيرةً إلى أن غالبيتهم سقطوا في محافظات سيستان وبلوشستان وكردستان وأذربيجان الغربية.
وبحسب المنظمة قُتل 108 أشخاص على الأقل في الحملة الأمنية التي تشنها إيران منذ أكثر من ثلاثة أسابيع على التظاهرات في أنحاء البلاد، حسبما أعلنت “منظمة حقوق الإنسان في إيران” التي تتخذ من أوسلو مقراً لها. كما قتلت قوات الأمن الإيرانية 93 شخصاً آخرين على الأقل في مواجهات منفصلة في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرق)، على ما أضافت المنظمة في بيان.
وقالت المنظمة إنها سجلت لغاية الآن 28 وفاة في محافظة مازندران، و14 في كردستان، و12 في غيلان وأذربيجان الغربية، و11 في محافظة طهران. وأكدت أن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت العديد من الأطفال الذين كانوا يتظاهرون في الشارع وفي المدارس خلال الأسبوع الماضي.
وأوضحت المنظمة إن حصيلتها لا تشمل ست وفيات وقعت، وفق تقارير، خلال احتجاجات داخل سجن رشت المركزي بشمال إيران الأحد، مؤكدةً أنها تواصل التحقيق في القضية.
الى ذلك، وافقت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على معاقبة المسؤولين الإيرانيين الضالعين في قمع التظاهرات التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية، الأربعاء. وقالت المصادر نفسها إن الاتفاق السياسي الذي توصل إليه سفراء الدول في بروكسل يجب أن يؤكده وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم الاثنين في لوكسمبورغ.
وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على تويتر “طلبنا محاسبة المسؤولين عن قمع النساء. حان الوقت لمحاسبتهم. لا يمكن أن يبقى العنف الصادم الذي يتعرض له الشعب الإيراني من دون رد”.