اليوم 231 للحرب: الكرملين يتوقع وساطة تركية وأوكرانيا تستعيد 5 بلدات في خيرسون
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 231 للحرب، توقع الكرملين أن يعرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام نظيره الروسي فلاديمير بوتين اقتراحا ملموسا يتصل بوساطة حول النزاع في أوكرانيا خلال لقاء الرئيسين غدا الخميس في آستانا عاصمة كازاخستان.
وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف “الأتراك يطرحون وساطتهم. إذا كانت اتصالات (روسية أوكرانية) ستحصل، فستتم على الأراضي التركية. وأضاف أن “أردوغان قد يقترح رسميا أمرا ما”، متوقعا إجراء “مناقشة مفيدة ومثيرة للاهتمام”. ورجح يوشاكوف أن يطرح الجانب التركي أفكارا لتحقيق السلام في أوكرانيا.
وفي وقت سابق، حث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو روسيا وأوكرانيا على وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن.
من جهة ثانية، اتهمت روسيا جهاز استخبارات وزارة الدفاع الأوكرانية ورئيسه الجنرال كيريلو بودانوف بتدبير تفجير جسر القرم، وقال جهاز أمن الدولة الروسي اليوم إن السلطات أوقفت 5 روسيين و3 من أوكرانيا وأرمينيا على صلة بالتفجير، الذي وقع بواسطة شاحنة مفخخة السبت الماضي، وألحق أضرارا بجسر كيرتش الذي يربط البر الروسي بشبه جزيرة القرم التي انتزعتها من أوكرانيا عام 2014.
وذكر الجهاز الروسي في بيان أن التحقيقات أظهرت أن المتفجرات كانت داخل لفافات من البلاستيك المستخدم في أعمال البناء، ونقلت من أوديسا (جنوبي أوكرانيا) إلى بلغاريا في أغسطس ـــــ آب الماضي، مؤكدا أن الجهة التي دبرت الهجوم هي استخبارات وزارة الدفاع الأوكرانية ورئيسها، وذلك رغم عدم تبني كييف التفجير. واوضح تم إخفاء المتفجرات في 22 قطعة من اللفائف البلاستيكية بوزن إجمالي يصل إلى 22 طنا و700 كيلوغرام”، وأضاف أن الشحنة نُقلت في زورق انطلق من ميناء أوديسا الأوكراني إلى ميناء روسيه في بلغاريا، ومن ثم إلى ميناء بوتي في جورجيا، حيث شحنت بعد ذلك إلى أرمينيا ونقلت برا إلى روسيا.
وأشارت أجهزة الأمن الروسية إلى أن المتفجرات دخلت روسيا في الرابع من أكتوبر ـــــ تشرين الأول الجاري في شاحنة مسجلة في جورجيا، قبل أن تصل في السادس من الشهر نفسه ـــ أي قبل يومين من الانفجارـــ إلى كراسنودار الروسية المتاخمة لشبه جزيرة القرم. وحسب التحقيقات فإن عنصرا من كييف نسق نقل المتفجرات، وكان على اتصال بجميع الوسطاء.
وفي بيانات أخرى، أعلنت أجهزة الأمن الروسية إحباط محاولة هجوم في مقاطعة موسكو وأخرى في بريانسك بالقرب من أوكرانيا، متهمة الاستخبارات الأوكرانية بالتحضير لهذه الهجمات.
وأوضح جهاز الأمن الفدرالي الروسي أنه اعتقل رجلا أوكرانيا يشتبه في أنه نقل وحدتين من أنظمة صواريخ “إيغلا” المضادة للطائرات إلى روسيا عبر أراضي إستونيا لتنفيذ هجوم “إرهابي” في مقاطعة موسكو، كما اعتقلت السلطات شخصا آخر بتهمة التخطيط لهجوم بالمتفجرات على مركز لوجيستي في بريانسك.
ميدانيا، أعلنت أوكرانيا استعادة السيطرة على 5 بلدات في مقاطعة خيرسون (جنوبي البلاد)، حيث يواصل الجيش هجومه هناك رغم سلسلة من الضربات الصاروخية التي وجهتها روسيا لمدن عديدة في أنحاء أوكرانيا منذ وقالت الرئاسة الأوكرانية اليوم، إن القوات الأوكرانية “حررت” 5 بلدات أخرى بمنطقة بيريسلاف في مقاطعة خيرسون: نوفوفاسيليفكا، ونوفوغريغوريفكا، ونوفا كاميانكا، وتريفونيفكا، وشيرفوني.
وفي مدينة خيرسون التي تسيطر عليها القوات الروسية وهي مركز هذه المقاطعة التي ضمتها روسيا الآونة الأخيرة ومعها 3 مقاطعات أوكرانية أخرى سُمع دوي 5 انفجارات في ساعة مبكرة صباح اليوم، وفقا لما أوردته وسائل إعلام روسية. وأضافت المصادر نفسها أن أنظمة الدفاع الجوي أطلقت في المدينة، حسب معلومات غير رسمية.
وذكر نائب رئيس الإدارة العسكرية المدنية لمنطقة خيرسون، كيريل ستريموأوسوف، أن “القوات المسلحة الأوكرانية أطلقت النار على 16 شخصا في بلدة فيليكايا ألكسندروفكا”.
واشار، في حديث لوكالة “تاس” الروسية، إلى أن “لدى سلطات منطقة خيرسون معلومات عن إعدام 16 شخصا رميا بالرصاص، حيث قال شهود عيان من البلدة إن النازيين أخرجوا الرجال والنساء ببساطة دون تمييز، ووضعوهم بموازاة أحد الجدران وأطلقوا النار عليهم مثل المعاقبين”، مضيفاً أن “الناس رأوا ذلك بأعينهم”.
من جهته، قال إيفان فيدوروف عمدة مدينة مليتوبول المنفي إن انفجارا قويا وقع في المدينة التي تسيطر عليها القوات الروسية جنوب مقاطعة زاباروجيا.
وقالت وكالة الإعلام الروسية إن عبوة ناسفة انفجرت بالقرب من السوق المركزي في مليتوبول، ولم تقع إصابات.
وأعلن حاكم مقاطعة دونيتسك (شرق أوكرانيا) سقوط 7 قتلى وإصابة 8 آخرين جراء قصف روسي على سوق مزدحمة في بلدة أفديفكا (جنوبي المقاطعة) اليوم الأربعاء.
في المقابل، أعلنت السلطات الانفصالية الموالية لروسيا في المقاطعة نفسها مقتل مدني وإصابة 5 آخرين جراء قصف أوكراني على الأحياء السكنية في مدينة دونيتسك ومناطق أخرى من المقاطعة.
وأشارت السلطات الانفصالية إلى أن القوات الأوكرانية قصفت الأحياء السكنية خلال 24 ساعة الماضية، وأطلقت نحو 150 قذيفة ألحقت أضرارا بعدد من المباني السكنية ومنشآت البنية التحتية.
كما اتهم الانفصاليون القوات المسلحة الأوكرانية بإطلاق صواريخ أميركية لقصف أحياء دونيتسك، وأكدوا أن أنظمة الدفاع الجوية الروسية تصدت لها.
على صعيد آخر، قال فالنتين ريزنيشينكو حاكم مقاطعة دنيبرو (شرقي أوكرانيا) إن القوات الروسية قصفت بصواريخ عدة مدينة نيكوبول فجرا، مما أدى إلى إصابات في صفوف المدنيين وأضرار في المنازل.
الى ذلك، أفاد وزير الدفاع الاوكراني أوليكسي ريزنيكوف بأن بلاده تسلمت منظومة دفاع جوي ألمانية، وتوقع تسلم منظومة “ناسامز” الأميركية قريبا.
ورأى ريزنيكوف أن “عهدا جديدا للدفاع الجوي بدأ في أوكرانيا”، موضحا أن صواريخ “إيريس-تي” (Iris-T) الألمانية التي وصلت هي أول وحدة من المنظومة الدفاعية المضادة للطائرات ترسلها برلين إلى بلاده.
وأكدت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت وصول المنظومة “إيريس تي” إلى كييف، وقالت إن برلين سترسل 3 وحدات أخرى العام المقبل.
من جهة ثانية، اجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم في بروكسل، وأعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أن الأولوية في مناقشات الأعضاء هي تزويد كييف بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي لحمايتها من الهجمات الروسية “العشوائية”.
ورأى ستولتنبرغ أن روسيا تنفذ أكبر تصعيد لها منذ بداية حربها على أوكرانيا، لافتا إلى أن تقوية دفاعات الحلف رسالة إلى موسكو، كما دعا رئيس بيلاروسيا إلى التوقف عن دعم روسيا في هذه الحرب.
من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الرئيس جو بايدن سيبقى إلى جانب أوكرانيا “مهما كلف الأمر”، مؤكدا أن واشنطن ستلبي احتياجات كييف من السلاح الذي يضمن حماية أراضيها.
وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي بأن بلاده تعجّل بإرسال أنظمة صواريخ “ناسامز” المتطورة للدفاع الجوي إلى أوكرانيا في أعقاب الضربات الصاروخية الروسية للمدن الأوكرانية.
ووافقت الولايات المتحدة إجمالا على إرسال 8 أنظمة ناسامز إلى أوكرانيا، ويتوقع تسليم اثنين منها قريبا، و6 خلال إطار زمني أطول.
من جهة اخرى، قال مصدر مطلع في موسكو، لوكالة “نوفوستي”، أن “المراقبين من دول مجموعة السبع سيصبحون أهدافا عسكرية مشروعة، إذا تم إرسالهم إلى أوكرانيا”، مبيناً أن “دول مجموعة السبع تشارك بشكل فعلي في النزاع الحالي في أوكرانيا لأنها تزود نظام كييف بالأسلحة وبالمعلومات الاستخبارية وتساعدها في التوجيه القتالي وفي تدريب العسكريين الأوكرانيين. وإذا استجابت هذه الدول بشكل إيجابي لطلب الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي بإرسال مراقبين إلى أوكرانيا، فسيؤدي ذلك إلى اعتبارهم وبشكل نهائي كجانب في النزاع”.
وفي المواقف، أكد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، في تصريح على مواقع التواصل الإجتماعي، على “فصل محطة زابوروجيا للطاقة النووية عن شبكة الكهرباء للمرة الثانية في غضون 5 أيام، ويتم توفير الكهرباء الآن من خلال تشغيل مولدات الديزل الاحتياطية وهو ما يثير قلقا بالغا”.
من جانبه ذكر رئيس الإدارة العسكرية المدنية في إنرغودار ألكسندر فولغا، في وقت سابق اليوم الأربعاء، أن “إمدادات الكهرباء من أوكرانيا، والتي تضمن تشغيل محطة الطاقة النووية في زابوروجيه، قد توقفت، وتم استخدام مصادر التوليد الاحتياطية”. كما صرح رئيس حركة “نحن مع روسيا” فلاديمير روغوف بأنه “تمت استعادة إمدادات الطاقة الطارئة في المحطة من مولدات الديزل في أقل من ساعة”.
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى أنه “يوجد بعض الجهات تعمل على تدمير البنية التحتية للطاقة للمنافسين”، لافتًا إلى أنّ “استهداف “نورد ستريم”، كان عملًا إرهابيًا عمليًا، هدفه حرمان قارة بأكملها من الطاقة”، كما رأى أنّ “القوى التي تسعى لقطع العلاقات بين روسيا وأوروبا هي التي تقف وراء تخريب خط نورد ستريم”.
وأكّد بوتين، أنّ “خط “نورد ستريم 2” لا يزال قادرا على العمل بالرغم من الضرر الذي أصابه”، لافتًا إلى أنّه “يمكننا استئناف ضخ الغاز إلى أوروبا عبر “نورد ستريم 2” إذا أراد الأوروبيون، والكرة في ملعب أوروبا لاتخاذ قرار ما إذا كانت تريد استئناف واردات الغاز “، مشددًا على أنّ “إصلاح خط “نورد ستريم” ممكن لكن بشرط استمرار جدواه الاقتصادية وضمان أمنه”.
من جهته، ندد مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، على “أننا بحاجة إلى أن نوضح أنه في حال أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي التكتيكي، فإنه يوقع بذلك على مذكرة انتحاره”، موضحًا أنّه “لا يمكننا أن نسمح باستخدام السلاح النووي”، لافتًا إلى “أنني أعتقد أن هذا ما قد يتطلبه الأمر لردعه، إذ وقع تحت ضغط ظروف قاسية”. وأكّد، في مقابلة مع محطة “إل بي سي نيوز” الإذاعية البريطانية، “انني لا أعتقد أنه لا يمكننا الوصول إليه، وهو يعرف ذلك”، مشيرًا إلى اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في بغداد في عام 2020، “عندما قررنا أن شخصاً ما يمثل تهديداً للولايات المتحدة”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول بالناتو، تأكيده أن “أي استخدام روسي للسلاح النووي سيغير مسار الصراع وعواقبه ستكون غير مسبوقة على موسكو”.