الانتخابات النصفية الاميركية: الجمهوريون يتقدمون في الكونغرس وصعوبة في الشيوخ
السؤال الآن ــــ وكالات
حقق كلا الحزبين الجمهوري والديموقراطي انتصارات في بعض أكثر السباقات تنافسية في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي التي أجريت أمس، حيث فاز العديد من الديموقراطيين الحاليين بمقاعد في مجلس النواب وحصل الجمهوريون على مقعد مفتوح في مجلس الشيوخ في ولاية أوهايو. ولا يزال مبكراً تحديد الفائزين في مقاعد يمكن أن تحدد السيطرة على الكونغرس.
ومع إقفال مراكز الاقتراع في الولايات كلها، أظهرت تقديرات لشبكة “أن بي سي نيوز” فوز الجمهوريين بـ 219 مقعداً بهامش خطأ 13 مقعدا، علماً أن الحزب يحتاج إلى 218 مقعداً للسيطرة على الغرفة.
ويترقّب ملايين الأميركيين نتائج انتخابات منتصف الولاية في استحقاق مفصلي يشمل تصويتاً.
على مستويات عدة، سيحدّد هامش المناورة للرئيس جو بايدن حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في العام 2024، والتي قد يخوضها الرئيس السابق دونالد ترامب.
ومن إنديانا وكنتاكي أغلقت أولى مراكز الاقتراع عند الساعة 18,00 (23,00 ت غ). لكن سيتعيّن الانتظار ساعات طويلة بل بضعة أيام لمعرفة لمن آلت الغالبية في الكونغرس.
وفتحت مراكز الاقتراع في الساحل الشرقي للبلاد أبوابها عند الساعة السادسة صباحاً (11,00 بتوقيت غرينتش)، من يوم الثلاثاء الأول الذي يحلّ بعد أول يوم اثنين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، وفقاً لتقليد الانتخابات التي تجري على المستوى الوطني في الولايات المتحدة. وأدلى أكثر من 40 مليون شخص بأصواتهم خلال التصويت المبكر في جميع أنحاء البلاد، في اقتراعٍ سيؤدي إلى تجديد مقاعد مجلس النواب بالكامل وثلث مقاعد مجلس الشيوخ إضافة إلى مجموعة من المناصب المحلية.
فاز العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بسهولة في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي. ومع إغلاق صناديق الاقتراع في ست ولايات، فإن النتائج الأولية لن تغيّر ميزان القوى في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون حالياً.
وتوقّعت شركة إديسون ريسيرش فوز السيناتور الجمهوري الحالي تيم سكوت في ساوث كارولينا وتود يونغ في إنديانا. كما توقّعت فوكس نيوز أن يفوز الجمهوري راند بول في كنتاكي وأن يفوز الديموقراطي بيتر ويلش في فيرمونت.
والجمهوريون الأوفر حظاً إلى حد بعيد في الفوز بالمقاعد الخمسة التي يحتاجونها للسيطرة على مجلس النواب، لكن السيطرة على مجلس الشيوخ قد تنحصر في سباقات محتدمة في بنسلفانيا ونيفادا وجورجيا وأريزونا.
وفي نتيجة رسمية بحسب “أن بي سي”، فاز الديموقراطي جون فيترمان في بنسلفانيا على الجمهوري محمد أوز. وثمة تنافس أيضاً على منصب الحاكم في 36 ولاية. ومن غير المحتمل ظهور النتيجة النهائية في أي وقت قريب.
انتخبت ولاية ماساشوستس الديموقراطية مورا هيلي التي تجاهر بمثليتها الجنسية حاكمة لها في انتخابات منتصف الولاية، لتصبح أول حاكمة مثلية بشكل علني في تاريخ الولايات المتحدة.
وهيلي البالغة 51 عاماً انتزعت المنصب من الجمهوريين بعدما تغلبت على منافسها جوف ديهل بسهولة، وفق ما أفادت شبكتا “أن بي سي” و”فوكس“. وأشادت منظمة “هيومان رايتس كامبين” التي تدافع عن حقوق المثليين في الولايات المتحدة بالفوز الذي أحرزته هيلي.
وقالت الرئيسة الموقتة للمنظمة جوني ماديسون في بيان “تبنت ماساتشوستس برنامجاً للمساواة والاندماج من خلال انتخاب نصيرة للمساواة“.
ويعيد انتصار هيلي منصب حاكمية الولاية إلى الديموقراطيين بعد ثماني سنوات من السيطرة الجمهورية بقيادة تشارلي بيكر الذي اختار عدم الترشح لولاية ثالثة.
وهيلي التي ستصبح أيضاً أول امرأة تشغل منصب حاكمة ولاية في ماساتشوستس يتوقّع مع إعلان النتائج النهائية أن تنزل هزيمة قاسية بمنافسها ديهل الذي دعمه الرئيس السابق دونالد ترامب.
وهذه النتيجة كانت متوقّعة حيث تقدمت هيلي، المدعية العامة لولاية ماساتشوستس منذ عام 2014، بشكل مريح في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات.
وتمثل انتخابات منتصف الولاية الحالية المرة الأولى التي يترشح فيها مثليون في جميع الولايات الأميركية الخمسين إضافة الى العاصمة واشنطن، مع تصاعد القوة الانتخابية لمجتمع الميم في الولايات المتحدة.
وتخوض الديموقراطية تينا كوتيك، وهي مثلية أيضاً، منافسة صعبة في أوريغون على منصب حاكم الولاية.
وينتمي نحو 90 بالمائة من المرشحين المثليين في هذه الانتخابات إلى الحزب الديموقراطي.
أظهرت توقعات شبكات إعلامية أن حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس الذي يعد مرشحاً محتملاً للرئاسة عام 2024 سيكون أحد الفائزين الأوائل في انتخابات منتصف الولاية في الولايات المتحدة.
وتوقعت شبكتا “آي بي سي” و”سي ان ان” الثلاثاء فوز ديسانتيس البالغ 44 عاماً على منافسه الديموقراطي تشارلي كريست ليستمر في منصبه حاكماً لفلوريدا لولاية ثانية.
وسطع نجم ديسانتيس في أوساط اليمين السياسي المحافظ في الآونة الأخيرة حتى بات ينظر إليه كمنافس جدي محتمل للرئيس السابق دونالد ترامب لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية عام 2024.
ولفت ديسانتيس الاهتمام على الصعيد الوطني لمعارضته التدابير الصارمة التي تهدف إلى كبح انتشار كوفيد-19، كما وتقدم الصفوف في انتقاد تزايد التسامح مع حقوق المثليين.
وفي وقت سابق هذا العام وقع حاكم فلوريدا أيضاً قانوناً يحظر الإجهاض بعد 15 أسبوعاً من الحمل، لينضم إلى حملة على مستوى البلاد من قبل المحافظين لتقييد حق الإجهاض.
وفي خطوة أخرى تتماشى مع السياسة المحافظة، أرسل ديسانتيس عشرات المهاجرين غير الشرعيين إلى منتجع جزيرة “مارثاز فاينيارد” للأثرياء في ماساتشوستس، ما دفع بالجمهوريين إلى رفع دعوى قضائية ضده.
ورغم أن ديسانتيس لم يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2024، إلا أنه أبقى خياراته مفتوحة برفضه الالتزام بإكمال فترة ولايته الثانية كحاكم.
وشغل كريست البالغ 66 عاماً منصب حاكم فلوريدا من عام 2007 حتى 2011 عن الحزب الجمهوري، لكنه انتقل لاحقاً إلى الحزب الديموقراطي وفاز في انتخابات مجلس النواب عن هذا الحزب، قبل أن يستقيل ويترشح لحاكمية الولاية.
أصبح الشاب ماكسويل فروست البالغ 25 عاماً أول عضو في الكونغرس الأميركي ينتمي الى الجيل “زد” مع فوزه بمقعد في مجلس النواب عن الحزب الديموقراطي.
وأعلنت الشبكات الإخبارية الأميركية فوز فروست على الجمهوري كالفين ويمبيش بعد فترة وجيزة من إغلاق صناديق الاقتراع.
وغرّد فروست على تويتر “لقد فزنا”، مضيفاً “صنعنا التاريخ لسكان فلوريدا وللجيل زد ولكل شخص يؤمن بأننا نستحق مستقبلاً أفضل“.والجيل “زد” يأتي بعد جيل الألفية، وهم مواليد الفترة ما بين منتصف التسعينات ومنتصف العقد الأول من الألفية الثانية ويتميز أفراده بقدراتهم في استخدام التكنولوجيا والتكيّف معها. وسينضم فروست الأميركي من أصل إفريقي الذي نشأ على يد أم بالتبني من أصل كوبي إلى غالبية من المشرعين من ذوي البشرة الأبيض والشعر الرمادي في مجلس النواب الأميركي حيث معدل الأعمار 58 عاماً.
وقال المرشح لوكالة فرانس برس في أورلاندو الشهر الماضي خلال الحملة الانتخابية “نحن بحاجة إلى هذا التمثيل في الكونغرس حتى يكون لدينا حكومة تشبه بلادنا وتشعر بما تعانيه هذه البلاد“.
وعمل فروست على سيارة أوبر خلال الحملة لتغطية نفقاته، وتحالف مع التقدميين في الحزب الديموقراطي، مركزاً في حملته على العدالة الاجتماعية ومكافحة التغير المناخي. وقال إنه سيستخدم منصبه في واشنطن للبحث عن حلول للعنف المسلح في الولايات المتحدة.
وكان فروست يبلغ 15 عاماً عام 2012 عندما أصيب بالصدمة جراء إطلاق نار جماعي في مدرسة “ساندي هوك” الابتدائية، ومثل العديد من زملائه قرر بعد ذلك الانخراط في النشاط المدني. وأصبح فروست في وقت لاحق ممثلاً لمنظمة “مارش فور آور لايفز”، وهي مجموعة طلابية قادت تظاهرة ضخمة عام 2018 ضد العنف المسلح.
وفي نيو هامبشر مرشحة أخرى أيضاً عن الجيل “زد” هي كارولين ليفيت البالغة 25 عاماً والتي تخوض السباق للوصول الى الكونغرس، لكنها تنتمي إلى المقلب الآخر، إذ تعتبر نفسها مؤيدة فخورة للرئيس السابق دونالد ترامب وتنادي بخفض الضرائب والتشدد عند الحدود. وحالياً الجمهوري ماديسون كوثورن الذي يبلغ 27 عاماً هو أصغر عضو في الكونغرس.
مكّن الديموقراطيون من الاحتفاظ بمقعد حاكم ولاية نيويورك التي تعد من معاقلهم لكن الانتخابات فيها شهدت منافسة حادة، حسب وسائل الإعلام الأميركية.
وفازت الحاكمة الديموقراطية المنتهية ولايتها كاثي هوشول التي حلّت محل أندرو كومو بعدما أدت فضيحة إلى إطاحته، على خصمها الجمهوري لي زيلدن، حسب قناتي “ايه بي سي” و”ان بي سي“.
وتفيد نتائج جزئية نشرتها صحيفة نيويورك تايمز أن الديموقراطية هوشول (64 عاماً) وهي من شمال ولاية نيويورك، فازت بـ55 بالمائة من الأصوات مقابل 45 بالمائة لمنافسها الجمهوري البالغ من العمر 42 عاماً ودعمه دونالد ترامب.
ولم يكن كثر يتصورون قبل انتخابات الثلثاء انتقال مدينة نيويورك والولاية اللتين تعتبران معقلين يساريين تقدميين، من سيطرة الديموقراطيين إلى الجمهوريين المحافظين.
من جهة أخرى، انتخبت ساره ساندرز المتحدثة السابقة باسم دونالد ترامب في البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز (40 عاماً)، حاكمة لأركنسو وهي بحد ذاتها ولاية جمهورية، حسب توقعات وسائل الإعلام الأميركية.
وكانت استطلاعات الرأي ترجّح فوزها في في هذه الولاية حيث كان والدها مايك هوكابي الشخصية المهمة في السياسة الأميركية حاكماً من 1996 إلى 2007.
وخلال حملتها الانتخابية انتقدت سارة ساندرز (40 عاماً) الرئيس جو بايدن وسياساته “اليسارية الراديكالية”، مشيرة إلى التضخم الجامح و”الحدود المفتوحة” و”ارتفاع جرائم العنف”. وقالت إنها مستعدة “للانضمام إلى تحالف المحافظين الأقوياء الذين يدافعون عن حريتنا“.
وعندما كانت متحدثة باسم البيت الأبيض سئلت باستمرار عن هجمات ترامب على وسائل الإعلام.
وهي أم لثلاثة أولاد وتحدثت مرات عدة أمام الصحافيين، عن عائلتها وإيمانها.
وعندما غادرت منصبها صيف 2019، أشاد دونالد ترامب مطولاً بالروح الكفاحية لهذا “المحاربة” وأكد أنها ستكون “رائعة” في منصب حاكم أركنسو.
انتخب الجمهوري جي دي فانس الذي يدعمه الرئيس السابق دونالد ترامب عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو حسب تقديرات وسائل الإعلام الأميركية، في أول خيبة أمل كبيرة للرئيس الديموقراطي جو بايدن.
وفاز هذا العسكري السابق مؤلف كتاب لقي نجاحاً كبيراً عن الطبقة الوسطى البيضاء، على الديموقراطي تيم راين، بمقعد كان يشغله جمهوري وترك شاغراً، كما ذكرت قناتا التلفزيون الأميركيتان “أن ي سي” و”إيه بي سي“.
تعطّلت 20% من ماكينات التصويت في أنحاء من ولاية أريزونا أمس الثلثاء، وقد سارعت الطواقم الانتخابية لطمأنة الناخبين في مقاطعة أصبحت منطلقاً لمزاعم حصول تزوير في انتخابات العام 2020.
وقال مسؤولون في مقاطعة ماريكوبا التي تقع مدينة فينيكس ضمن نطاقها إن أقلية من مراكز الاقتراع البالغ عددها 223 مركزاً واجهت صعوبات.
وأوضح رئيس مجلس المراقبين في مقاطعة ماريكوبا بيل غيتس أن “نحو 20% من المراكز تواجه مشاكل” تقنية، مؤكداً أن الماكينات المعطّلة لن تؤثر على نزاهة الانتخابات.
وأشار إلى أن البطاقات التي تعذّر مسحها إلكترونياً ستوضع في “صندوق آمن” ستُحفظ فيه حتى وقت لاحق من المساء حيث سيتم نقلها إلى هنا في مركز المقاطعة لمسحها“.
وعمد مراقبون ملثّمون بعضهم مسلّحون إلى حراسة صناديق التصويت المبكر في مسعى يقولون إنه يرمي إلى منع حصول تزوير، إلا أن قراراً قضائياً أمرهم بالبقاء بعيداً من هذه الصناديق.
واعتبر ناخبون جمهوريون أن تعطّل ماكينات انتخابية الثلثاء يشكّل دليلاً على عملية تزوير قائمة. وقال أحد الناخبين طالباً عدم كشف هويته “الأمر يحدث من جديد“.
ولفت دونالد نيوتن البالغ 82 عاماً إلى أنه يخشى تكرار التزوير الذي يشتبه بأنه حصل في انتخابات 2020 الرئاسية. وقال “هذه الماكينة كان يفترض أن تُختبر” وأن تكون جاهزة منذ الأسبوع الماضي.
<
p style=”text-align: justify;”>