الانتخابات النصفية الاميركية … والسباق الى البيت الابيض
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
تمكن الحزب الديموقراطي تمكن من الحد من الأضرار أفضل مما كان متوقعا في انتخابات منتصف الولاية وحرم الرئيس السابق دونالد ترمب من تشكيل موجة حمراء جمهورية في الكونغرس كان يراهن عليها للعودة مجدداً إلى البيت الأبيض.
ولم يتضح بعد من سيسيطر على مجلس الشيوخ الأميركي بينما اقترب الجمهوريون من نيل الأغلبية في مجلس النواب يوم الأربعاء، بعد يوم من تحقيق الديمقراطيين أداء أفضل من المتوقع وتجنبهم “موجة حمراء” من الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي. فيما لم تحسم بعد سباقات مجلس الشيوخ في ولايتي نيفادا وأريزونا، حيث يحاول شاغلوا المقاعد الديمقراطيون صد منافسيهم الجمهوريين، مع وجود آلاف الأصوات غير المحسوبة التي قد يستغرق فرزها أياما.
فقد ارتفعت مقاعد الجمهوريين في مجلس النواب اليوم الخميس إلى 209 مقابل 191 للديمقراطيين، بحسب أحدث النتائج. فيما يتوجب على حائز الأغلبية أن يحصل على 218 مقعداً، من أصل 435
أما في مجلس الشيوخ فالمنافسة شرسة، في ظل تقارب الأرقام. إذ حصد الحزب الجمهوري في أحدث النتائج 49 مقعداً، مقابل 48 للديمقراطيين.
لكن التشكيلة النهائية معلقة الآن على 3 مقاعد: أريزونا ونيفادا وجورجيا، قد يتطلب فرز الأصوات فيها أياما عدة. إلا أن معسكر الرئيس الديموقراطي جو بايدن البالغ من العمر 79 عاما انتزع من الجمهوريين المقعد الذي كان موضع التنافس الأشدّ في هذه الانتخابات.
فقد فاز في بنسلفانيا الديموقراطي جون فيترمان بعد أمسية سادها توتر شديد وعملية شاقة لفرز الأصوات، ما أعطى أملا لبايدن بالاحتفاظ بالسيطرة على الشيوخ حيث كان الجمهوريون يتمتعون حتى الآن بتقدم طفيف في استطلاعات الرأي. وكانت صناديق الاقتراع في الانتخابات النصفية أغلقت صباح أمس الأربعاء في عموم الولايات.
فيما لا يرجح أن تظهر النتائج النهائية قريباً، حيث يترقب ملايين الأميركيين من سيفوز بأغلبية مقاعد الكونغرس بشقيه (النواب والشيوخ)، ومنصب الحاكم في 36 ولاية، بعد أن صوتوا لاختيار 35 مقعداً في مجلس الشيوخ، وجميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435.
يذكر أنه بعد حملة محتدمة بين الحزبين الأزرق والأحمر، تمحورت حول التضخم وارتفاع الأسعار فضلا عن الوقود، والاجهاض وغيرها من المسائل، كان الجمهوريون واثقين من حرمان بايدن من غالبيته في الكونغرس لا سيما وأن شعبيته تتراجع.
لكن الحزب الديموقراطي تمكن إلى حد ما من الحد من خسائره، أفضل مما كان متوقعاً وحرم الرئيس السابق دونالد ترمب من تشكيل “حركة مد واسعة” في الكونغرس. يشار إلى أنه غالباً ما تشكل انتخابات منتصف الولاية التي تنظم بعد سنتين من الانتخابات الرئاسية،” تصويتا عقابيا” للإدارة القائمة.
ويبدو أن النتائج الأولية للانتخابات النصفية الأميركية وضعت الرئيس السابق دونالد ترمب، بصفته شخصية مهيمنة في الحزب الجمهوري على المحك، بعدما اعتبر عدد من مستشاريه أنها تضر بمستقبله السياسي.
ففي إشارة إلى تراجع مكانته ربما داخل الحزب، شجعه بعض حلفائه القدامى على تأجيل إعلان كان قد خطط له الأسبوع المقبل بعد عدم تحقق أي “موجة حمراء” عارمة في الانتخابات، على الرغم من فوز الحزب الجمهوري حتى الآن بالعدد الأكبر من المقاعد في مجلس النواب.
وكشف أحد المطلعين على المناقشات، أن ترمب كان يستطلع آراء المستشارين لكنه لم يتخذ قراره، بحسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست”.
وفي هذا السياق، قال جيسون ميلر، مستشار ومتحدث باسم ترمب، إن “كل شيء يدور حول هيرشل.. سوف أنصحه بتأجيل إعلانه إلى ما بعد جولة الإعادة”. وأضاف “لست وحدي عندما أقول إنه من الأفضل حاليا أن تنصب تحركات الرئيس السابق على الدفع نحو انتخاب هيرشل والكر”.
كذلك، أكد خمسة مستشارين على اتصال منتظم مع ترمب أنهم يأملون في أن ينتظر حتى ما بعد جولة الإعادة.
وكشف شخصان حاضرا مع ترمب في Mar-a-Lago ليل الثلاثاء أنه في حالة معنوية جيدة، لكن أحدهما قال إنه قضى بعض الوقت أمس الأربعاء في حالة من الغضب بشأن خسارة مرشحه المؤيد، محمد أوز، في سباق مجلس الشيوخ في بنسلفانيا.
وكان ترمب حريصاً على القفز إلى سباق 2024، لدرجة أنه أطلق معركة أخيرة بين مساعديه وزعماء جمهوريين لمنعه من الإعلان عن ترشيحه ليلة الاثنين، عشية الانتخابات.
فقد بدأ الرئيس السابق يوم الاثنين، صراعاً داخل الحزب الجمهوري بعد أن هدد بإلغاء انتخابات التجديد النصفي بإعلانه عن ترشحه لانتخابات الرئاسة لعام 2024 عشية التصويت، حيث قال لأشخاص مقربين منه إنه قد يعلن ترشيحه في تجمع حاشد مقرر ليلة الاثنين في أوهايو، وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على المناقشات تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لوصف المحادثات السرية، بحسب الصحيفة.
لكن بدلاً من ذلك، قال ترمب إنه سيصدر إعلاناً يوم الثلاثاء المقبل وسط تكهنات بأنه قد يكشف عن خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة للعودة إلى البيت الأبيض.