دعوة للمساهمة في عدد مجلة الربيع الخاص بالقضية الفلسطينية
فلسطين.. صمود وسط الإعصار
بحسرة حارقة، تفتح مجلة “الربيع” عددها الثالث عشر لأحد أهم قضايا العصر التي تفرض نفسها بقوة وإصرار في العلاقات الدولية عموما، والمنطقة العربية على وجه الخصوص. قضية اجتثاث شعب أعزل من أرضه، وتقويض أسس دولته القائمة والواعدة- ساعتئذ- بالتقدم، والنماء، والتعايش بين كافة مكوناتها. تمت الجريمة على مرآى ومسمع من الضمير العالمي ومؤسساته، وبحماية من تواطؤات دولية متشابكة المصالح، تواطؤات معلنة وأخرى خفية. تمت الجريمة بغرض إيجاد موئل آمن في “أرض الميعاد“ !!؟؟ لشتات لمجموعات المرتزقة المستنفرة من كل فج عميق ..على حساب شعب آمن ومسالم. ولتستمرالمعاناة ،والاستعمار، والطرد، والتهجير، والاستيطان ،والاعتقال، والتعذيب والاستشهاد،والعنصرية، والتشويه المنهج للتاريخ والجغرافية … وليستمر – في نفس الآن- الصمود ، والتحدي وسط الإعصار المضاعف، ولتستمر المقاومة الممتدة في كل الأجيال المتعاقبة من شعب جبار صامد، واقف في وجه الاستعمار، والظلم، والقهر، والتشريد، والتنكيل، والتقتيل، والخيانة أيضا… إنها قضية استعصت وتستعصي على كافة أشكال الاقتلاع، والنسيان، والتجاوز. إنها قضية صمود وسط الاعصار – على حد تعبير فقيد الحركة التقدمية الأستاذ عبد الله إبراهيم-.
إنها القضية الفلسطينية
قضية صمود بطولي ممتد في الزمن، وراسخ في جذور الأرض ؛ صمود وسط الإعصار.. إعصارما فتئ يتحول كالحرباء، وفي كل محاولة يغير لونه.. غير أن الشمس الساطعة لأرض فلسطين وشعبها تأبى إلا أن تكشف حقيقة الحرباء.. شعب أبى ويأبى التنازل عن المقاومة دفاعا عن حقه في استرجاع دولته المستقلة، وحياته الكريمة؛ مهما تغيرت الصفقات المشؤومة، وتنوعت مساحيق المخططات الرامية إلى: اغتصاب مزيد من أراضيه، والإجهاز على حقوقه التاريخية المشروعة؛ واجتثاثه من جذوره الضاربة في أعماق التاريخ والممتدة في عروق الأرض. واقتلاع القضية من ملفات تصفية الاستعمار. وكلها صفقات دلت التجربة أنها تتكسر باستمرار على صخرة صمود شعب مصر على إنهاء الاحتلال الغاشم، ومناهضة الاستيطان السرطاني، وإيقاف العنصرية المقيتة.
لذلك ظلت القضية وستبقى صامدة في وجه كافة الصفقات وجميع المخططات الرامية إلى الاقتلاع، وتوسيع دوائر التطبيع الرسمي مع الكيان الغاصب. وسيبقى نهج التجذر قائما ممتدا عبر الأجيال، رغم تواطؤ المتواطئين حتى من أقرب الأقربين.
* إن مجلة “الربيع ” – التي يصدرها مركز محمد بنسعيد للدراسات والأبحاث – وهي تفتح اليوم ملف “القضية الفلسطينية بين الحال والمآل”، فإنها تأمل من السيدات والسادة الأساتذة الذين سيشرفوننا بكتاباتهم أن يدققوا تأملاتهم، ويوجهوا رؤاهم إلى تحليل الواقع بكل مستوياته، وتجلياته، وتداعياته على الحال والاستقبال؛ وإلى تقديم المخارج من الوضع؛ وفتح أفق الغد، لنشحن جميعا ومعا بطاريات الصمود والمقاومة. ولنسهم جميعا في حقن الدماء بالأمل في استرجاع فلسطين الحرة والمستقلة المحتضنة لكافة بناتها وأبنائها في الداخل والشتات .
* إن أملنا واسع في أن تتكرموا بالمساهمة معنا في مواد هذا العدد بمقال من 8 إلى 10 صفحات وعدد من الكلمات ما بين 3000 و4000 كلمة. لأننا نطمح أن تغطي مقالات هذا العدد الخاص مساحات واسعة من البلدان العربية- وهي المعنية في المقام الأول بهذه القضية – التي تعتبر جوهر الصراع العربي الاسرائيلي؛ وأن تغطي المساهمات مجالات مختلفة، وزوايا نظر متنوعة بما يسهم في صياغة عدد ممتاز ومتميز إن لم يكن عددا مرجعيا في الموضوع .
ونتمنى أن تسعفكم انشغالاتكم والتزاماتكم بإرسال مقالاتكم في غضون الأسبوعين المقبلين على الأكثر من تسلمكم هذا الالتماس الذي لانشك في تفاعلكم الكريم معه.
وفي انتظار تجاوبكم تقبلوا فائق عبارات التقدير والاحترام.
إمضاء عبد اللطيف اليوسفي، رئيس تحرير مجلة الربيع
- الرجاء التفضل بإرسال مقالكم إلى العنوان الإلكتروني التالي:
centre. bensaid@gmail.com
- للتواصل الرجاء الاتصال بالرقم : 0212661414296 أو 0212673269161
- العنوان البريدي: مركز محمد بنسعيد للدراسات والأبحاث، رقم 9 عمارة المارشال أمزيان، زاوية زنقة بغداد وزنقة أكادير، الدار البيضاء المغرب.