أحكام إعدام بحق 4 متظاهرين .. وخامنئي يعتبر الاحتجاجات خيانة
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
أصدر القضاء الإيراني أحكاما بالإعدام بحق 4 متظاهرين اعتقلوا في أصفهان بتهمة “صلتهم بمقتل 3 من عملاء النظام”، فيما يعرف بـ”قضية بيت أصفهان”.
وأفادت وكالة أنباء “ميزان” التابعة للقضاء الإيراني، اليوم، بإصدار أحكام الإعدام بحق صالح ميرهاشمي بلطاقي، وماجد كاظمي شيخ شباني، وسعيد يعقوبي كردسفلي، في هذه القضية، بتهمة “الحرابة”.
كما حكم على أمير نصر آزاداني، لاعب فريق تراكتورسازي تبريز السابق، بالسجن 26 سنة بصفته المتهم الرابع في قضية “بيت أصفهان”، ومن المحتمل أن يقضي 16 سنة منها بموجب قانون “توحيد العقوبات”.
وحكم على سهيل جهانكيري الذي قدمه القضاء بأنه خامس متهم في القضية المعروفة باسم “بيت أصفهان” بالسجن عامين، وبراءة جابر ميرهاشمي “المتهم السادس”. وزعم القضاء الإيراني أن المتظاهرين الذين اعتقلوا في هذه القضية، يوم 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، “قتلوا بالرصاص” 3 من رجال الأمن، هم: محسن جراغي، ومحسن حميدي، ومحمد كريمي.
يذكر أن الأحكام الصادرة في هذه القضية أولية ويمكن استئنافها أمام المحكمة العليا.
وفي وقت سابق، أعلن 8 نواب من البرلمان الألماني، و3 نواب من برلمانات الولايات في هذا البلد، في بيان، أنهم سيتبنون سياسيا قضايا 10 متظاهرين اتهموا بـ”البغي” فيما عرف بقضية “بيت أصفهان” وهناك احتمال لإصدار أحكام بالإعدام ضدهم.
يشار إلى أن النظام الإيراني أعدم حتى الآن 4 محتجين معتقلين بعد محاكمتهم في محاكم قصيرة دون حضور محام مختار، الأمر الذي واجه إدانة من قبل النشطاء والمنظمات الحقوقية والحكومات الأجنبية.
من جهته، أعلن الناشط السياسي الإيراني، أبوالفضل قدياني، أن النيابة العامة استدعته، يوم السبت، من خلال اتصال هاتفي، للمثول أمامها اليوم. وقال إنه لن ينفذ أمر النيابة العامة إلا إذا تم استدعاؤه “رسميا”.
وأكد هذا الناشط السياسي مجددا أن “المحاكم، والنيابة العامة، والمحاكم الثورية، غير قانونية وفقا للمواد 159، و172، و173 في الدستور الإيراني”. وأكد أن الجهاز القضائي الإيراني يفتقر إلى “الاستقلال”، ويشرف عليه المرشد الإيراني، علي خامنئي وقواته القمعية.
وسبق لقدياني مرات عديدة أن وجّه انتقادات لاذعة للنظام والمرشد علي خامنئي. علما بأن هذا الناشط السياسي تم اعتقاله وسجنه عدة مرات وكان أحد النشطاء المقربين من مير حسين موسوي، زعيم الحركة الخضراء الإيرانية ومرشح الانتخابات الرئاسية عام 2009.
وقبل أيام، وصف قدياني، المقيم في طهران، في تصريحات مماثلة، المرشد الإيراني علي خامنئي، بأنه “العدو الأكبر للشعب الإيراني” والمثال الأبرز لـ”الإفساد في الأرض والحرابة”، وقال: “تأكدوا أن هذا النظام سيرحل”.
وكانت مناطق مختلفة من طهران وكذلك مدن إيرانية أخرى، بما في ذلك قزوين، وأصفهان، ومشهد، وسنندج، وبندر عباس، وجوهردشت كرج، وأراك، شهدت مساء الأحد، تجمعات شعبية تلبيةً للدعوات إحياء الذكرى الثالثة لإسقاط الطائرة الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري.
وفي اليومين الماضيين، قام المحتجون بوضع العديد من الرسومات على الجدران في الشوارع العامة للتعبير عن اشمئزازهم من عمليات الإعدام، مع رسالة مفادها أن “النظام لا يستطيع قمع الانتفاضة الشعبية بالإعدامات”.
وأعلن الإيرانيون يوم امس الأحد خلال مسيرات حاشدة في عشرات المدن حول العالم دعمهم للانتفاضة الشعبية في إيران، بالإضافة إلى إحياء ذكرى ضحايا إسقاط الطائرة الأوكرانية. وأقيمت التجمعات، في دول مختلفة من بينها تركيا، وإسبانيا، وألمانيا، وبريطانيا، وجمهورية التشيك، وفرنسا، وكندا، وإيطاليا، والنمسا، والسويد، وقبرص، وبلجيكا، وسويسرا، وهولندا، وأميركا، ونيوزيلندا، وأستراليا.
واليوم اعترف المرشد الإيراني علي خامنئي بمعاناة الإيرانيين من أزمة معيشية لكنه اعتبر الاحتجاجات “خيانة” يجب التعامل معها “بشكل جاد”.
جاءت تصريحات خامنئي لدى استقباله عددا من أهالي مدينة قم بمناسبة احتجاجات المدينة ضد نظام الشاه في التاسع من يناير عام 1979.
وقال خامنئي إنه “خلال أعمال الشغب الأخيرة، كان الجزء الأكثر أهمية هو الهجمة الإعلامية ضدنا”. وقال “لدينا مشاكل اقتصادية ومعيشية لدى الناس، لكن هل يمكن حل المشكلة بحرق حاويات القمامة؟ وهل ستحل المشاكل بالنزول للشارع وأعمال الشغب؟”.
وفي تكرار للاتهامات التي توجهها إيران للغرب بدعم الاحتجاجات، قال خامنئي: “أيادي العدو الأجنبي ظهرت خلال أعمال الشغب الأخيرة.. لقد تدخل الأميركيون والأوروبيون، وكل دولة أوروبية كانت متورطة في هذا الأمر بطريقة أو بأخرى.. وبشكل غير سري”.
وتابع: “الجزء الأكثر أهمية في هذا العمل هو الإعلام. لقد رأيتم ما حصل في الفضاء الافتراضي ورأيتم وسائل إعلام أجنبية، من الغربية والعربية والعبرية وما شابه”.
كما قال إن “بعض الأشخاص خرجوا إلى الشوارع وهم يهتفون ويتجمعون، ويكسرون زجاجاً في مكان ما ويشعلون النار في حاويات القمامة وما إلى ذلك، وهم لا يستهدفون نقاط ضعف البلد، من الضعف الإداري إلى الضعف الاقتصادي ونقاط الضعف الأخرى، بل العكس هو الصحيح. هؤلاء الأشخاص الذين أثاروا أعمال الشغب، لم يكن هدفهم القضاء على نقاط الضعف في البلاد، بل كان هدفهم تدمير نقاط القوة في البلاد.. لقد أرادوا إيقاف نقاط القوة”.
وختم خامنئي قائلاً: “حسنا، هذه خيانة بالطبع.. والمؤسسات المسؤولة يجب أن تتعامل بشكل جاد وعادل مع الخيانة”.
<
p style=”text-align: justify;”>