أخطر ما حصل عليه نتانياهو من ترامب.. وأي تغييرات في المنطقة؟!

أخطر ما حصل عليه نتانياهو من ترامب.. وأي تغييرات في المنطقة؟!

سمير سكاف

         يعكس لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مؤشرات خطيرة على وجود فلسطين السياسي، بأي شكل من الأشكال، وليس فقط تحت مسمى “دولة فلسطين“!

وإذا كان الرئيس ترامب بتصريحاته الأخيرة قد أشار بوضوح إلى ترانسفير أهل غزة وإلى نوع من “تأميم” و”تدويل” للقطاع، إلا أنه يبدو وأنه قد وافق على تصويت الكنيست الإسرائيلي في 18 و19 تموز/يوليو الماضي الذي رفض مبدأ إقامة دولة فلسطين.

واعتبر الكنيست يومها، وبأغلبية ساحقة، أن إقامة الدولة الفلسطينية يعني “مكافأة للإرهاب”! مما يشكل “خطراً وجودياً” على دولة إسرائيل، ومما يمكن أن يحول فلسطين إلى “قاعدة إرهابية إسلامية متطرفة” بعد سيطرة حماس عليها!

نتانياهو سينتظر انتهاء صفقة تبادل الأسرى مع حماس، وعودة أسرى إسرائيل الباقين أحياء أو أموات قبل العودة إلى النار، وقبل محاولة إخراج أهل غزة بالقوة من أرضهم.

وبشكل موازٍ يتمّ استكمال قضم أراضي الضفة وزيادة عدد المستوطنات في داخلها، بهدف رفع عدد المستوطنين في داخلها (تقديرياً) من 750.000 إلى مليون مستوطن كمرحلة أولى، وبهدف ترحيل فلسطينيي الضفة إلى أراضٍ جديدة في وقت لاحق.

قد يكون الأسهل بالنسبة لترامب ونتانياهو ترانسفير الشعب الفلسطيني، أهل غزة أولاً، إلى مصر والأردن. ولكن أيضاً، وخاصةً، إلى سوريا… ولبنان! على الرغم من الحديث عن نية نقل قسم منهم إلى السعودية والخليج وإندونيسيا، وحتى إلى بعض الدول الأوروبية

إن المستغرب هو غياب ردود الفعل الدولية “الجدية” على هذه الأفكار والمواقف والتصريحات، التي قد تكون تحولت إلى خطط، وغياب أي مواجهة صريحة و”فاعلة” لها أممية، أوروبية أو عربية!

فالاتحاد الأوروبي “لم يبدِ قلقه” جراءها! علماً أن فرنسا كانت تنوي استضافة مؤتمر دولي لحل الدولتين. وكانت تحضر لورشة عمل مع المملكة العربية السعودية في هذا الخصوص! في حين أن العالم العربي، كما الإسلامي، يبدو بحالة عجز عن المواجهة!

حصل بنيامين نتانياهو أ على ما شاء، وأكثر، بلقائه صديقه ترامب، الذي وصفه أنه “أكبر صديق لإسرائيل”. وهو كان حصل قبلها من جديد، وكبداية، على 1.500 قذيفة من زنة 2.000 رطل، أي حوإلى الطن، والتي من المرجح أنها مخصصة للاستعمال في غزة وفي لبنان.

ويمكن، مع حصول نتانياهو على ضوء ترامب الأخضر أن نشهد تشدداً إضافياً في مواقف نتانياهو تجاه غزة والضفة ولبنان وعودة للحرب في نقاط عدة، مع احتمال تمديد جديد للفترة الانتقالية لوقف إطلاق النار في لبنان إلى ما بعد 18 شباط/فبراير الجاري، ومن دون نية إسرائيل بالانسحاب الكامل، وبخاصة من التلال الخمس المطلة على معظم القرى الحدودية في الجنوب.

ملف إيران طُرح بالتأكيد على طاولة اللقاء بين ترامب ونتانياهو. ترامب كان ألغى الاتفاق النووي مع إيران خلال ولايته السابقة بناءاً على مطلب نتانياهو وتقارير الموساد. والأهم هو أن إسرائيل تريد استغلال ولاية ترامب لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، التي تحاربها مخابراتياً وديبلوماسياً منذ 22 عاماً.

وهذا يعني إمكانية توجيه إسرائيل، بمساعدة أميركية، ضربة عسكرية جادة لهذه المنشآت النووية بهدف تدميرها! كما فعلت في السابق مع المفاعل النووي في أوسيراك في العراق في العام 1981!

هذا في حين أن ترامب يسعى أيضاً لتقليص نفوذ إيران ومن خلفها روسيا في المنطقة. ومن غير المستبعد محاولة زعزعة نظام الحرس الثوري الإيراني لصالح الإصلاحيين، خاصة خلال فترة خلافة المرشد الأعلى علي خامنيئي، عندما يحين الوقت.

كل المؤشرات تنذر أن حماوة المواجهات العسكرية هي أقرب للأجواء الإقليمية من برد الشتاء الجاري، بانتظار ربيع قد يتحول إلى ساخن جداً!

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

مناضل وناشط سياسي