إيران: أهالي زهدان في الشوارع والشعب يسخر من نظام عاجز عن تأمين الغاز
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
أفاد تقرير نشرته صحيفة “بوليتيكو” بأنها حصلت على مسودات تظهر أن الاتحاد الأوروبي يدرس عقوبات جديدة ضد النظام الإيراني. وتشمل هذه العقوبات ما يقرب من 40 فردًا ومؤسسة، بما في ذلك وزير الرياضة والشباب والعديد من قادة الحرس الثوري الإيراني.
ووفقا للتقرير، فإن هناك 27 وثيقة للاتحاد الأوروبي تمكنت “بوليتيكو” من الوصول إليها، ويطلق عليها اسم “حزم الأدلة”، حسبما ذكر الموقع يوم أمس الخميس. وهذه الحزم هي في الأصل تقارير تم تقديمها كأساس للعقوبات المقترحة. وبحسب هذه الوثائق، هناك 17 شخصًا يفكر الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات عليهم. ومن بين هؤلاء حكام محافظات، وعضو برلماني، ووزير، ومسؤول رفيع المستوى في هيئة الإذاعة والتلفزيون. وتشمل هذه العقوبات أيضًا المسؤولين الحاليين والسابقين في الحرس الثوري الإيراني الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في قمع الاحتجاجات على مستوى البلاد.
وبحسب هذا التقرير، فإن حمید سجادي، وزير الرياضة والشباب في حكومة إبراهيم رئيسي، هو أحد الذين وردت أسماؤهم في الوثائق على أنه “مسؤول عن الضغط على الرياضيين للتكتم على قمع الاحتجاجات“. ومن بين المؤسسات العشرين التي قد يفرض عليها عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي، تم ذكر منظمة تنظيم الاتصالات الإذاعية في إيران، والتي تلعب دورًا في قطع الإنترنت أثناء الاحتجاجات.
أزمة غاز والشعب يسخر
من جهة ثانية، تستمر أزمة نقص الغاز في إيران وإعلان السلطات قطع الإمدادات عن المنازل في بعض مناطق البلاد، قام العديد من المواطنين المحتجين على عجز النظام عن توفير الغاز، بالسخرية من تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين كانوا قد توقعوا “شتاء قارسا” لأوروبا عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وسبق أن حذر وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، المواطنين من قطع الغاز عنهم إذا استهلكوا “خارج النمط”، و”عليهم أن لا يشكوا من هذه المسألة لاحقًا”. وأوضح أوجي: “من واجبنا توصيل الغاز إلى الناس [لكن] لا ينبغي أن نقول نحن نستهلك الغاز وندفع ثمنه. نعم، سنأخذ ثمنه، لكن أينما كان هناك استخدام خارج نمط الاستهلاك سنحذر أولًا ثم سنقطعه، فلا تشتكوا بعد ذلك”.
وزعم أوجي أن درجة الحرارة في منزله تتراوح بين 21 و22 درجة، وبمجرد دخوله إلى المنزل، “سرعان ما يرتدي ملابس وجوارب دافئة”.
في الأيام القليلة الماضية، تم قطع الغاز عن الصناعات وعن 840 مؤسسة حكومية وعامة في مختلف المحافظات. وتزامنا مع ارتفاع استهلاك الغاز في فصل الشتاء، بدأ المسؤولون يهددون بالتعامل مع “العملاء ذوي الاستهلاك العالي”.
ولا تعترف السلطات الإيرانية بفشلها في إدارة البلاد ويسعى المسؤولون إلى ربط أزمة الطاقة بـ”برودة الطقس غير المسبوق”، ومزاعم بارتفاع الاستهلاك من قبل الناس.
علي اكبري
من جهته، قال علي رضا أكبري، نائب وزير الدفاع الإيراني السابق، المحكوم عليه بالإعدام بتهمة التجسس، في تسجيل صوتي مسرب من داخل السجن، إن اعترافاته القسرية كانت نتيجة 3500 ساعة من التعذيب والعقاقير المخدرة وأساليب فسيولوجية ونفسية أخرى، واضاف: “سلبوا مني إرادتي. لقد دفعوني إلى حافة الجنون.. غرسوا في داخلي ما يريدون وأجبروني على الإدلاء باعترافات كاذبة وفاسدة بقوة السلاح والتهديد بالقتل”.
وأكد أكبري أن عناصر الأمن وعدوه بالحرية مقابل الاعترافات القسرية، وقالوا إنه إذا قاوم سيرسلونه إلى زنازين سجن إيفين المحصنة، حيث “يستخدمون السياط في تلك الزنازين”. وذكر نائب وزير الدفاع السابق أنه بعد الاعترافات القسرية، عامله عناصر الأمن “بطريقة قاسية” واقتادوه إلى زنازين إيفين الانفرادية.
وأكد في تسجيل الصوتي أنه لا يوجد دليل ضده وأن وزارة المخابرات تدعي أنه أخذ معلومات من شمخاني وقدمها إلى بريطانيا، مشيرا إلى أن “وزارة المخابرات تدعي أنني قابلت سكرتير مجلس الأمن القومي، علي شمخاني، خلال عامي 2017 أو 2018، وأعطيته زجاجة عطر وقميصًا كهدية، وأعطاني شمخاني معلومات سرية عن البلاد وأنا بدوري سلمتها لدولة أجنبية (بريطانيا).
وأضاف أكبري أنه قال للقاضي إنه إذا كان هذا الادعاء صحيحًا، فلماذا لا يستدعي علي شمخاني وحسن روحاني، فأجاب: “ليست لدي الصلاحية لاستدعائهم ، لكنني سأدمرك”. ويؤكد في هذا التسجيل الصوتي: “يريدون الانتقام من حكومة حسن روحاني، بتدميري”.
يشار إلى أن أكبري يحمل أيضًا الجنسية البريطانية، وقد غرد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي ردًا على الحكم الصادر بحق أكبري: “حكم الإعدام يأتي بدوافع سياسية من قبل نظام بربري يتجاهل تمامًا الحق في الحياة”.
وفي الأيام الثلاثة الماضية، بعد إثارة قضية علي رضا أكبري، أثيرت مرة أخرى شائعات عن إقالة شمخاني أو استقالته.
وفي غضون ذلك، قدم مصدر مقرب من الحرس الثوري الإيراني ملفات ووثائق إلى “إيران إنترناشيونال” تظهر أن حكم الإعدام الصادر بحق أكبري بتهمة “التجسس”، جاء إثر خلافات داخل الحرس الثوري وجهاز الأمن الإيراني لإزاحة شمخاني من دائرة السلطة.
اهالي زهدان
واليوم قام أهالي زاهدان، جنوب شرقي إيران، بمظاهرات حاشدة بعد انتهاء صلاة الجمعة، حيث ردد المحتجون البلوش هتافات تدعو بالموت لخامنئي، وتعتبر الحرس الثوري والباسيج عدوا للشعب الإيراني.
وخلال المظاهرة هتف المحتجون: “أيها الباسيج وأيها الحرس الثوري، أنتما أعداؤنا”. وردد المحتجون أيضا في شوارع زاهدان هتافات مثل: “الموت لولاية الفقيه والموت للديكتاتور خامنئي”.
كما رددوا هتاف: “لا للملكية ولا للمرشد، نريد ديمقراطية وعدالة”.
يشار إلى أنه بعد الجمعة الدامية في زاهدان، منذ 15 أسبوعا، يخرج المواطنون السنة في المدينة بعد انتهاء كل صلاة جمعة هاتفين ضد النظام وسلطاته وقواته الأمنية ومنها الحرس الثوري والباسيج.
ونزل أهالي زاهدان، يوم الجمعة الماضي، إلى الشوارع، ورددوا هتافات ضد خامنئي رغم الأجواء الأمنية والعسكرية السائدة في هذه المدينة واعتقال العشرات من المواطنين في الأيام السابقة.
<
p style=”text-align: justify;”>