العراقيون في الشارع احتجاجا على ارتفاع سعر الدولار وتهريبه للخارج
السؤال الآن ــــ وكالات
تظاهر العراقيون اليوم أمام البنك المركزي في العاصمة بغداد احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار للشهر الثالث على التوالي، ووصفت وسائل الإعلام التظاهرات بـ “الحاشدة”، مشيرة إلى أنها انطلقت وسط إجراءات أمنية مشددة.
وذكرت أن المئات من محافظات الوسط والجنوب وصلوا إلى العاصمة العراقية للمشاركة في الاحتجاجات. فيما طالب المحتجون الجهات الحكومية بالتدخل العاجل للحد من هذا الارتفاع.
وهتف المتظاهرون الذين اكتظ بهم شارع الرشيد وساحة الرصافي في محيط البنك المركزي العراقي بشعارات تطالب إدارة البنك المركزي العراقي بالعمل على ضبط سعر صرف الدولار عند مستويات لا تنعكس سلبا على أسعار السلع الغذائية التي سجلت ارتفاعا كبيرا خلال الأشهر الماضية.
وقال المحتجون إن استمرار انخفاض قيمة الدينار أمام الدولار ترك المواطن أمام أعباء إضافية وأحدث إرباكا في السوق المحلية وحالة من الركود.
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد أثار الجدل بإعادة تكليف علي محسن العلاق في منصب محافظ البنك المركزي، بعد أكثر من عامين على إقالته من المنصب ذاته، بسبب “الإخفاقات المالية”، التي حدثت بعهده في الفترة السابقة. وكان العلاق قد شغل المنصب لنحو ست سنوات، بين عامي 2014 و2020. وعقب تعيينه تعهد “بسقف زمني لإعادة سعر الصرف إلى وضعه الطبيعي”.
أتى قرار السوداني بإعادة تكليف العلاق استباقا لتظاهرات دعا إليها ناشطون عراقيون، أمام البنك المركزي العراقي، للتنديد بأزمة تراجع قيمة الدينار أمام الدولار، والتي بلغت ذروتها عند 1660 دينارا للدولار، وهو رقم لم يسبق تسجيله في العراق منذ نحو 19 عاماً.
وتعود الأزمة إلى ديسمبر/كانون الأول 2020، حين أعلنت حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي تغيير سعر صرف الدولار من 1117 دينارا للدولار الواحد، إلى 1450 دينارا، وذلك بسبب تراجع أسعار النفط العالمية. ومطلع 2022، وفي ظل معاودة ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية؛ رفضت الحكومة دعوات لإعادة سعر الدينار إلى ما كان عليه، ومع بداية العام الحالي، أعلن البنك المركزي أن ارتفاع سعر الصرف الأخير ناجم عن إجراءات هدفها حماية القطاع المصرفي. وفي 21 يناير/كانون الثاني الجاري، أعلنت وزارة الداخلية اعتقال من وصفتهم بالمتلاعبين بأسعار صرف الدولار ومن يعملون على تهريبه وإرباك السوق.
ويرجح متعاملون في سوق العملات الأجنبية بالعراق أن تستمر موجة التذبذب في استقرار سوق العملات الأجنبية حتى استكمال تطبيق الإجراءات الحكومية على حركة الدولار الأميركي، ومنع تهريبه إلى خارج البلاد، وتشديد الرقابة على عمليات الاستيراد من الخارج.
<
p style=”text-align: justify;”>