إفريقيا أفقا للإبداع والفكر

إفريقيا أفقا للإبداع والفكر

باريس – المعطي قبال

   الموضوع المناسب في المكان المناسب. «إفريقيا بكل الحروف» في أحضان مدينة مراكش شيء طبيعي ولا أحد يجادل في هذا الاحتضان المتبادل والامتداد بين الثقافي والجغرافي. مراكش الإفريقية هي أيضا مراكش العربية-الإسلامية، اليهودية، الأمازيغية، الفرنسية، الإنجليزية… تعددية واختلاط وتصاهر بين هذه المكونات جميعها. ولم يغب هذا الثراء عن ذهن المنظمين لهذه التظاهرة.

   سبق وأن كانت مراكش ولاتزال ملتقى لمنتديات فكرية، فنية، سياسية غالبا ما تدور أغلبها في حلقات مغلقة، التظاهرة التي نحن بصددها اليوم تطمح، بمساهمة جمهور المدينة، وفاعليتها الثقافيين، إلى إنعاش الذاكرة الإفريقية التي تسكن مراكش، إلى مد الجسور بين المدينة والمدن وهذا ما ستتكفل به الندوات واللقاءات التي ستنظم بهذه المناسبة من 9 إلى 12 فبراير القادم. وقد حرص الكاتب والفنان ماحي بينين رفقة طاقم التنظيم والإنجاز العملي المكون من فاتيمانا واني سانيا، وحنان السعيدي، ويونس أجراي (الوكيل العام)، على توزيع التيمات بشكل يضمن مقاربة ومعالجة قضايا أساسية تهم الفكر التوجه الفلسفي الجديد في القارة الإفريقية وسيكون اشيل ميمبي أحد الفلاسفة الشباب الحاضرين في التظاهرة والذي أعاد قراءة المتن الفلسفي بنظرة لا مركزية ومتخلصة من الاستعمار.

   تيمة أخرى ستكون محط نقاش هو الإبداع التشكيلي. في هذا الباب سيتم نقاش الموديل المغربي والإفريقي على ضوء مقاييس الإبداعية، البيع، الإقتناء الخ.. سيناقش أيضا موضوع الإبداع الأدبي وتجارب بعض الكتاب الذين سيحاورون الجمهور ويوقعون مؤلفاتهم. هناك ايضا قضايا ومشاكل النشر في القارة الإفريقية وما يصاحبها من مشكل التوزيع وحقوق الترجمة. يجب التغلب على مثل هذه العوائق وترسيم سياسة جديدة وجريئة تقوم على مد الجسور بين الناشرين لنهج سياسة تقارب يستفيد منها بالدرجة الأولى الكتاب الأفارقة والمغاربة. يعاني الجميع من سياسة مركزية النشر التي تدفع بكاتب سينغالي أو مغربي إلى النظر إلى الناشر الفرنسي مثل غاليمار أو منشورات سوي أنه لوحة النجاة التي قد توصله إلى الشهرة والنجاح. لذا ينظر بعض الكتاب باستهزاء إلى الناشر المحلي! يجب المراجعة لهذه الصورة النمطية.

   تيمة أخرى هي المجتمع المدني ودور المرأة في تغيير المجتمع. وستكون هذه القيمة بالكاد رهانا لطرح قضايا المرأة المغربية- الإفريقية وعوائق انطلاقتها. ستكون الأيام الثلاث المخصصة للنسخة الأولى من هذا اللقاء زاخرة بـ «بهجة العرفان» ( نيتشه)، بالإبداع الشعري، الفني، وبجمالية الروح كما تغدقها سماء مراكش. وسيكون لشعار «نحن فن إفريقيا» حمولته الرمزية القوية.   

ولنا عودة مفصلة للموضوع قادما.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".