زلزال تركيا: اكثر من 24 الف قتيل .. اردوغان سيعاقب السارقين ولا غذاء في المساعدات لسوريا

زلزال تركيا: اكثر من 24 الف قتيل .. اردوغان سيعاقب السارقين ولا غذاء في المساعدات لسوريا

 السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

أكثر من 24 ألف قتيل واكثر من 82 ألف مصاب. هي حصيلة كارثة زلزال تركيا في يومه الخامس وهي مرشحة للارتفاع مع تراجع الآمال في الوصول إلى أحياء تحت الأنقاض، لا سيما في سوريا، حيث قالت منظمة الهجرة أن المساعدات التي دخلت إلى شمال سوريا تتضمن مصابيح وأغطية ولا يوجد بها أغذية.

واليوم قالت منظمة الخوذ البيضاء إن فرص العالقين تحت الأنقاض في سوريا بالبقاء أحياء نادرة جدا بعد 108 ساعات على الزلزال، وأكدت في مؤتمر صحفي أنها ستواصل عمليات البحث والإنقاذ بحثاً عن ناجين.

وأعلن نائب الرئيس التركي، مساء الخميس، ارتفاع عدد قتلى الزلزال في بلاده إلى نحو 19,390، بينما وصل عدد المصابين إلى أكثر من 77 ألفاً. فيما وصل عدد القتلى في عموم سوريا جراء الزلزال المدمر إلى أكثر من 4000، وإصابة أكثر من 5500. وأكد نائب الرئيس التركي أن أعمال البحث والإنقاذ اكتملت في ولايتي كليس وشانلي أورفا، مضيفاً: “وإلى حد كبير اكتملت في ولايات ديار بكر وأضنة وعثمانية“.

ويرتفع عدد القتلى نتيجة الزلزال بوتيرة سريعة مع مرور الوقت وتواصل جهود البحث والإنقاذ في عدد من المدن التركية والسورية.

وانتشلت فرق الإنقاذ المزيد من الناجين من تحت المباني المنهارة، الخميس، في تركيا، بينما لم تتمكن فرق الإنقاذ في شمال غرب سوريا من العثور على أي ناج.

وبدأت الآمال تتلاشى في العثور على المزيد من الأشخاص على قيد الحياة بعد الزلزال الكارثي وسلسلة الهزات الارتدادية التي ضربت تركيا وسوريا. وكان الزلزال الذي يعد من أكثر الزلازل دموية في العالم منذ أكثر من عقد، دمر آلاف البنايات، ودفن أسرا بأكملها تحت الركام، وشرّد مئات الآالاف.

وأعلن كل من رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية ومسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توجههم إلى سوريا.

وكتبت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولجاريك على “تويتر”: “وصلت الليلة إلى حلب في سوريا وقلبي مثقل. المجتمعات التي تكافح بعد سنوات من المعارك العنيفة أصابها الشلل الآن بسبب الزلزال. مع تطور هذا الحدث المأساوي، يجب الاستجابة للوضع اليائس للسكان”.

قبيل ذلك، كتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على “تويتر”: “أنا في طريقي إلى سوريا حيث تدعم منظمة الصحة العالمية الخدمات الصحية الأساسية في المناطق التي ضربها الزلزال الأخير، استنادا إلى عملنا في البلاد منذ وقت طويل“.

تزامنا، أعلنت الأمم المتحدة أن مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق المساعدات الطارئة مارتن غريفيث سيتوجه إلى تركيا وسوريا نهاية الأسبوع.

ويزور غريفيث، غدا السبت، غازي عنتاب في جنوب تركيا، وحلب في شمال غرب سوريا، الأحد، حسب ما قال المتحدث باسمه لوكالة “فرانس برس”. وسيلتقي خلال زيارته أيضا السلطات في العاصمة السورية دمشق.

وامس دخلت أول قافلة مساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال سوريا في اليوم الرابع من عمليات الإنقاذ بعد الزلزال.

وتتوارد مشاهد كثيرة من تركيا، لكن أكثرها حزناً وفرحاً في آنٍ واحدٍ كانت تلك التي يظهر فيها الأطفال لحظة إنقاذهم عند إخراجهم من تحت الأنقاض وهم على قيد الحياة، بعد ساعات طويلة تحت الركام، كما حدث في عدد من المدن المتضررة من الزلزال مثل أنطاكيا التي تُعرف بالتركية بـ”هاتاي”، ومرعش وأضنة وعينتاب وآدي يمان وديار بكر وغيرها من الواقعة جنوبي تركيا.

وأظهر مقطع فيديو يتمّ تداوله منذ صباح اليوم الجمعة، إنقاذ طفلةٍ كانت عالقة تحت الأنقاض منذ فجر السادس من فبراير الجاري، حيث وقع الزلزال، وتمكّنت فرق الإنقاذ من إخراج الطفلة وهي قيد الحياة رغم أنها قضت 103 ساعات تحت الركام في مدينة أنطاكيا التي تعد ثاني المدن التركية تضرراً بالزلزال المميت الذي تلته أكثر من ألف هزّة ارتدادية منذ فجر الاثنين الماضي. وذكرت هيئة الكوارث والطوارئ التركية أن الطفلة كانت فاقدة للوعي، لكنها استعادت صحتها بعد تلقي الإسعافات الأولية، بحسب ما أشارت وسائل إعلامٍ تركية محلّية ومراسلين لوسائل إعلامٍ دولية يتواجدون في المدينة لتغطية تداعيات الزلزال الذي ضرب سوريا أيضاً وألحق أضراراً بشرية ومادية كبيرة في أجزاءٍ من شمال وسط وغربي البلاد.

وفي مدينتي مرعش وعينتاب كان المشهد مماثلاً، فقد تمكنت فرق الإنقاذ في المدينة الأولى من إخراج رجل من تحت الأنقاض بعدما علق لمدّة 104 ساعات، في حين تمكّنت في المدينة الثانية من إنقاذ رجلٍ يبلغ من العمر 66 عاماً علق تحت الأنقاض 103 ساعات.

وكان الرجل الستيني على تواصل مع عائلته بعد ساعاتٍ من حصول الزلزال بوساطة هاتفه وهو ما يعني أن الاتصالات لعبت دوراً كبيراً في تحديد أماكن العالقين تحت الأنقاض.

وقالت صحافي تركي من مدينة عينتاب لـ”العربية.نت” إن “الهواتف الذكية لعبت دوراً حاسماً في إنقاذ عالقين كثر تحت الأنقاض خاصة أن قطاع الاتصالات لم يتأثّر كثيراً بالزلزال على العكس تماماً من شبكات الكهرباء التي تضررت وانقطعت عن بعض المناطق”. وأضاف أن “شركات الاتصالات لم تتوقف خدماتها رغم الأضرار الجسمية وهذا ما ساعد في التواصل بين الناجين خارج بيوتهم وآخرين لم يتمكنوا من الخروج منها”.

وأظهرت مقاطع فيديو، مكالماتٍ هاتفية بين ناجين خارج بيوتهم وآخرين تحت الأنقاض كانوا يطلبون النجدة، الأمر الذي سهّل من وصول فرق الإنقاذ إليهم. كما أن آخرين استخدموا خاصية البث المباشر لطلب النجدة.

وألحق الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر، دماراً كبيرة في 10 مدنٍ تركية عدّها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مدناً “منكوبة” وأعلن فيها عن حالةٍ طوارئٍ تمتدّ لثلاثة أشهر.

وظهر اليوم الجمعة اعترف الرئيس التركي أن “الاستجابة للزلزال لم تكن بالسرعة التي نريدها”، لافتاً إلى أن “140 ألف شخص يشاركون في عمليات الإنقاذ”. كما أعلن أردوغان عن ارتفاع عدد قتلى الزلزال إلى 18991 شخصاً والمصابين بجروح إلى نحو 76 ألفاً. وقال أيضاً إن “الطقس البارد يصعّب من جهود الإنقاذ”.

كذلك تطرّق الرئيس التركي لعمليات السرقة التي تزامنت مع الزلزال والهزّات الارتدادية. وأشار إلى أن “كل من يستغل الظروف الحالية للنهب سيتعرّض للعقاب”، مضيفاً: “سجلنا حالات نهبٍ في الأماكن المتضررة”.

وتمكن فريق الدفاع المدني من إنقاذ شخص في ولاية هاتاي مكث تحت الأنقاض 98 ساعة، وذلك منذ وقوع الزلزال المدمر، ومركزه ولاية كهرمان مرعش.

وذكر مراسل الأناضول أن عناصر الإطفاء المشاركين في البحث والإنقاذ سمعوا صوت العالق تحت الركام في منطقة “دفنة”، ليسارعوا في إزالة الركام للوصول إليه ونقله إلى المستشفى.

وفي الولاية نفسها، نجح فريق إغاثة في إنقاذ شخص آخر في مدينة أنطاكيا بعد الاستعانة بأجهزة السمع والكاميرات الحرارية، وذلك بعد مكوثه 101 ساعة تحت الركام. كما أنقذ -في المنطقة ذاتها- فريق آخر نعيم بياسلي (32 عاما) من تحت الأنقاض بعد مضي 102 ساعة، ونقل إلى المستشفى.

وفي ولاية ديار بكر، تمكّن فريق من إنقاذ أم وابنها من تحت أنقاض منزلهم بعد 101 ساعة من وقوع الزلزال. وانتشل فريق الإغاثة المواطنة صباحات وارلي (32 عاما) وابنها سرحات (10 أعوام) من تحت الركام في منطقة باغلار. وعلى الفور نُقلت الأم وابنها إلى المستشفى لاستكمال العناية بهما. وأنقذت فرق أخرى الفتاة أيفير (15 عاما) بعد 99 ساعة وشقيقتها فاطمة (13 عاما) بعد 101 ساعة، من تحت الأنقاض بحي بهجلي أولر في كهرمان مرعش.

<

p style=”text-align: justify;”>وبعد 102 ساعة، نجحت فرق الإنقاذ في انتشال مصطفى سامي شاهين (33 عاما) حيا من تحت الأنقاض في منطقة ألبيستان بكهرمان مرعش، وسلمته لفرق الإسعاف. كما أنقذت الشابة زيشان قايا (28 عاما) من تحت الأنقاض في منطقة دول قدير أوغلو التابعة لكهرمان مرعش، بعد مضي 101 ساعة.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة