شباب ينتحر.. والدولة لا تسأل!

شباب ينتحر.. والدولة لا تسأل!

السؤال الآن ــــ متابعات

انتحر شاب من جنوب لبنان يدعى موسى الشامي بإطلاق النار على نفسه بسبب الوضع المعيشي الصعب الذي وصل إليه.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية اليوم بأنه عُثر على جثة الشاب وهو من مواليد 1991، ويتحدر من بلدة جرجوع، قرب منزله في بلدة دير الزهراني، وكانت مصابة بطلق ناري.

وانتشر تسجيل صوتي يوصي فيه موسى صديقه بالاهتمام بزوجته وولديه، بعد أن أفصح له عن نيته في الانتحار. ولم تعلّق القوى الأمنية على الحادثة أو تحسم سبب الوفاة.

وضجّت المنصات الرقميّة برسالة من موسى إلى صديقه “علّوش” يتحدّث فيها بصوت حزين ومتقطّع، ويرجوه الاعتناء بعائلته، لا سيما طفلته جوري، ويخبره أنه لم يعد قادرًا على التحمّل وسط الأوضاع المعيشية المتردية. وقال موسى لصديقه “لم أجد شخصًا غيرك أراسله، أنت أكثر من أعرفهم صاحب القلب القوي ويعرف كيف يتصرف، أنا موجود الآن أمام المبنى وسأقدم على الانتحار، اهدأ واعتن بنفسك وبدعاء وجواد وجوري، هم أمانة في عنقك”.

وأكد موسى لصديقه أنه لم يعد يتحمّل، وأن الأعباء أصبحت أكبر من طاقته، طالبا من الجميع مسامحته، وعدم التحدث عنه بسوء، مجددا طلبه الاعتناء بعائلته بعد وفاته.

وأفادت جمعية المودعين اللبنانيين (غير حكومية) في تغريدة على تويتر بأن الشامي “أقدم على الانتحار تاركا رسالة صوتية لأحد أصدقائه للاعتناء بأطفاله، حيث ذكر أن سبب الانتحار هو الوضع المعيشي، وأنه لم يعد يستطيع تأمين قوت أولاده”.

وباتت حادثة الانتحار مدار حديث رواد الشبكات الإلكترونية الذين رأوا أنها تعكس حجم اليأس الذي يعصف باللبنانيين. وحمّل المدوّنون مسؤولية اليأس والعذاب اللذين يرافقان الشباب اللبناني إلى الطبقة الحاكمة التي تعجز عن انتشال البلاد من أوضاعها المالية، في حين عبر آخرون عن أن فكرة الانتحار هي عامل نفسي ويجب نشر الوعي بين جميع الفئات العمرية.

ومنذ الأزمة المالية عام 2019 التي تعصف بالبلاد، ارتفع منسوب حالات الانتحار في لبنان بسبب الضائقة المالية الناتجة عن تدهور الوضع المعيشي.

وقد شهدت الأيّام والأسابيع المنصرمة ارتفاعاً ملحوظاً في حوادث الانتحار المسجّلة رسمياً ما أعطى انطباعاً بارتفاع هذه الحوادث مقارنة بالفترة السّابقة.

غير أنّ مراجعة حوادث الانتحار بالأرقام تفيد عكس ذلك حسب الدولية للمعلومات، إذ تراجعت حوادث الانتحار خلال العام 2022 مقارنة بالعام 2021، وفقاً لما هو مبيّن في الجدول أدناه.

ووصل متوسّط حوادث الانتحار سنويّاً خلال الأعوام 2013- 2022 إلى 143 حادثة، والعدد الأكبر سجّل في العام 2019 إذ بلغ 172 حادثة، أمّا العدد الأدنى فهو 111 حاد

 

ثة سجّلت في العام 2013. هذا، ولو إعتمدنا العام 2011 كقاعدة إنطلاق لتبين لنا أن معدّل إرتفاع عدد حوادث الإنتحار المسجّلة رسمياً بـ 32% خلال التسع سنوات الاخيرة (2014- 2022)ّ.

<

p style=”text-align: justify;”>الرسم المرفق يبيّن عدد حوادث الانتحار خلال الأعوام 2013- 2022:

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة