لبنان: الدولار يجن .. والشارع يشتعل
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
قفز سعر الدولار في لبنان الى ما يقارب الــ 140 الف ليرة، وسجل زيادة قياسية، وسط توقعات بان يستمر هذا الارتفاع على الرغم من تدخل حاكم مصرف لبنان معلنا عن سعر جديد لصيرفة بــ 90 الف ليرة، حيث انخفض على الاثر سعر الدولار حوالي 30 ليرة، وغدا سيكون يوم آخر في لعبة الدولار الذي يرتفع وينخفض دون اي مسوغ، وتتحكم مافيات الحكم واتباعها في سوقه القطع دون تفسيرات منطقية سوى الاتجار بالدولار وتحقيق ارباح بالعملة الاجنبية وضرب العملة الوطنية ضحية التضخم، والواضح ات تدخل حاكم مصرف لبنان برفع سعر صيرفة يعني ان فواتير خدمات الدولة كلها من كهرباء وهاتف خلوي وغيرها، سيسددها المواطن اعتبارا من اليوم على تسعيرة الـ90. مما يزيد من المأساة التي لم تترك للبنانيين سوى خيار الهجرة او الانتحار او الموت فقرا.
وقد سادت حالة من الجنون مختلف القطاعات الانتاجية واقفلت الصيدليات ومحطات البنزين وصدرت دعوات الى الاضراب والعصيان المدني المفتوح وغدا سيكون هناك تظاهرة بدعوة من المتقاعدين وهيئات بهدف مقاومة سياسات الذل بعد انعدام سبل العيش الكريم.
فصول الانهيار المخيف لليرة اللبنانية تسارعت جدا اليوم، بحيث تراجعت قيمتها امام الدولار بقرابة 30 الف ليرة في بضع ساعات فقط ، فلامست الـ139 الفا للدولار الواحد. وامام هذا الواقع المأسوي، تحرك الشارع من جديد وقطعت الطرقات في اكثر من منطقة من الشمال الى الجنوب مرورا بالعاصمة والبقاع.
من جانبه، حاول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة التحرك للجم هذا التدهور. فأعلن فيما المصارف على اضرابها إجراءَ عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الاوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقدا على سعر صيرفة. وحدد في تعميم، صيرفة، بـ90 ألف ليرة لبنانية مقابل كل دولار ابتداء من اليوم 21 آذار 2023.
في الموازاة، القطاعات رفعت العشرة، وهي لفظت انفاسها او تكاد. اليوم، اجتمع أصحاب المحطات وموزعو المحروقات معلنين: أعطينا مهلة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حتى التاسعة من صباح الغد قبل البدء في التسعير بالدولار أو على سعر الصرف. كما صدر عن مجلس نقابة صيادلة لبنان بيان جاء فيه “إزاء الانهيار الحاصل من دون أي مبالاة لدى المسؤولين، وبعد توقّف الشركات والمستودعات عن تسليم الادوية للصيدليات بشكل شبه كلّي منذ اكثر من اسبوعين، وبعد افراغ الصيدليات من الادوية، يدعو مجلس النقابة الصيدليات في لبنان الى الاقفال ابتداءً من اللحظة، الى ان يعاد تسلّم الادوية الى الصيدليات بالصيغة والالية أيًّا تكن والتي يتّفق عليها المعنيون”.
الى ذلك افيد ان المدير العام لأوجيرو عماد كريدية يتجه إلى تقديم استقالته ما لم يُحلّ موضوع دفع الرواتب وتمكين الهيئة من القيام بواجباتها تجاه المواطنين.
وبينما اسعار المحروقات والدواء والخبز، تحلّق، اعلن رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر ان لا بد من اضراب جامع شامل وغير منقوص، موضحا انه باشر اتصالاته مع المعنيين بهذا الموضوع لتحقيق هذه الغاية. وتأتي هذه الدعوة الى الاضراب بعد ان لمس الاتحاد العمالي العام عدم مبالاة من قبل المسؤولين لمعالجة الارتفاع المجنون للدولار واستتبعته ارتفاعات يومية في اسعار السلع والمواد الغذائية والمحروقات وغيرها، بينما لا نجد اي تدبير للجم الدولار ولم نر اي اجتماع مالي نشعر من خلاله ان هناك من يهتم لامور الناس واول خطوة يجب اتخاذها هي اعادة احياء المؤسسات الدستورية ومنها انتخاب رئيس جديد للجمهورية الباب الاول نحو تحقيق الانفراج.
في الغضون، كشف رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان “أن جميع النواب الذين حضروا جلسة اللجنة اليوم تمنوا أن يتم الاتصال برئيس المجلس النيابي، للطلب منه أن تتحول جلسة اللجان المشتركة غدا لطرح معالجة فورية ومواكبة لما يحصل ومن أجل ذلك الطلب من رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان ووزير المالية وجمعية المصارف أن يحضروا إلى المجلس النيابي حتى تسألهم اللجان المشتركة وتطالبهم بالمعالجة الفورية، وقد تم التواصل مع رئيس المجلس الذي كان مؤيدا للطرح. وأعلن عدوان أن “جلسة اللجان النيابية غداً ستتحول إلى مساءلة الحكومة ومصرف لبنان والمصارف وتبيان ما يفعلون في ظل الانهيار الحاصل؟ ومطالبتهم باتخاذ التدابير الفورية للمعالجة”.
هذا وقطع عدد من المواطنين اللبنانيين مجموعة من الطرقات، اليوم في العاصمة بيروت وشمال لبنان وشرقه، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية والارتفاع الكبير لسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية.
وقطع محتجون الطريق عند تقاطع تعلبايا، شرقي لبنان، في الاتجاهين، وفي مدينة بعلبك جرى قطع الطريق عند المدخل الجنوبي للمدينة بالإطارات المشتعلة. وفي العاصمة بيروت، قطع عدد من المواطنين الطريق في منطقة كورنيش المزرعة، كما أقدم أصحاب المحال التجارية على إغلاق محلاتهم بالتزامن مع قطع الطريق.
كما أقدم مواطنون على قطع الطريق بالسيارات وحاويات النفايات، وطالبوا الشعب اللبناني بالنزول إلى الشارع، كما دعوا قائد الجيش إلى أن يقوم الجيش بوضع يده على البلد.
وفي شمال لبنان، قطع عدد من المواطنين الطريق عند مستديرة العبدة في عكار، كما قطعوا طريق البداوي شمال لبنان احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية.
ويعاني لبنان من أزمة مالية واقتصادية منذ أكتوبر ــــ تشرين الأول عام 2019 كانت لها تداعياتها على مختلف القطاعات، حيث تفاقم التدهور في الأوضاع المعيشية للبنانيين، وشهد التضخم ارتفاعا كبيرا وسط الانهيار المستمر في قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار الأميركي.
وقال سلامة في فبراير ــــ شباط إن لبنان لا يزال لديه نحو 10 مليارات دولار من احتياطيات النقد الأجنبي، وكان لدى البلاد أكثر من 30 مليار دولار من احتياطيات العملات الأجنبية عندما بدأت الأزمة.