الصيد الثمين
شبلي المصري
كل اللبنانيين التواقين للتخلص من هذه العصابة التي تحكمهم ودمرت حياتهم ومستقبلهم، بدأوا يترقبون ظهور شعاع الضوء في آخر النفق، بعدما تمكن القضاء الأوروبي من وضع يده على الكثير من المعطيات والأدلة، التي تدين المنظم المالي وحافظ الأسرار المالية لهذه الماڤيا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
أمر ممتاز وواعد ولكن، وكما كان رأيي دائما، إن رياض سلامة ليس إلا موظفاً قيِّماً على أموال وأسرار الخزنة، نهب ما نهب دون شك، ولكن الناهبين الكبار ما زالوا طليقي اليدين والقدمين. وقد عبر الحاكم بطريقة التلميح هو بنفسه عن ذلك في مقابلته الأخيرة مع قناة “الحدث”، عندما قال: “يروحوا لعند السياسيين ما زالن بيعرفو أنو المشكلة هونيك، هنّي بيجو لعندي لأن ما عندي زعران وما عندي سلاح ؟ ” .
حتى لا ندخل في الجدل حول هذه النقطة، فلنتفق كما سبق وقلت إن رياض سلامة هو واحد من السارقين، حجم السرقة التي يتم الحديث عنها في القضاء هي 300 مليون دولار، وليكن ضميرنا مرتاحا ونبتعد عن الجدل أيضا، فلنقل إن الحجم هو ضعف أو ثلاثة أضعاف هذا المبلغ!
طيب.. أين راحت الـ 100 أو 120 مليار؟
ومن هم السارقون الكبار؟
هنا لا بد من الاعتراف بشجاعة، السارقون الكبار هم من لم – وأخشى أن أقول- ولن يطالهم أو يطالبهم القضاء الأوروبي، وبالطبع القضاء اللبناني !!!!
لماذا؟
المعلومات المسربة من هنا وهناك تفيد بأن القضاء الأوروبي يحيط بالمعلومات بالتفصيل عن سرقات وأموال كل واحد من هؤلاء، وأن التحقيقات المتلاحقة، مع سلامة وخير الدين وغيرهما، قد وثقت الكثير من هذه المعلومات وبالأسماء!
طيب لماذا الآن لم يتكلم القضاء الأوروبي علنا عن أي شيء من مكنونات معلوماته الثمينه عن أي أحد من هؤلاء؟
أفراد العصابة الكبار يحيطون أنفسهم بالصمت المطبق عن مذكرة توقيف رياض سلامة، القضاء اعلن بأنه لن يسلمه إلى الأنتربول، هل هذه الدلالة كافية كي يشعر التواقون لمعرفة كامل الحقيقة بالقلق؟
من يتحدث عن ضرورة استكمال التحقيق مع رياض سلامة في الخارج يدلّون على أنفسهم، لأنهم ليسوا قلقين من النتائج،
وماذا عن الباقين؟
هنا مربط الفرس، هل يتحول الصيد الثمين إلى بالون اختبار أو فقاعة صابون ما تلبث أن تفقع في الجو، تمهيدا لتمرير تهريبات واتفاقات سياسية مشبوهة تقودها فرنسا، لغاية في نفس ماكرون.. والماكرون الآخرون؟
مسكين أنت يا لبنان.. ويا أيها اللبنانيون إذا ما أفضت هذه الآمال بالصيد الثمين إلى نهاية حزينة لمسرحية فاشلة، ويصبح الصيد الثمين مجرد أكلة “صيّادية” وتنتهي…
Visited 4 times, 1 visit(s) today