السودان: عودة المحادثات في جدة والاشتباكات تتواصل
السؤال الآن ــــ وكالات
مع استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم برا وجوا، اليوم تفاقمت أعمال العنف المستشرية وانتشار الفوضى في السودان من بؤس السكان الذين يعانون من نقص الغذاء والدواء.
وقد أدى النزاع بين الطرفين، الذي دخل الآن أسبوعه الثامن، لمقتل مئات المدنيين دفع 400 ألف للفرار عبر الحدود ونزوح أكثر من 1.2 مليون خارج العاصمة ومدن أخرى.
وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اليوم “الثقة في منبر جدة” بما يقود لسلام مستدام.
وبحسب بيان لمجلس السيادة شدد البرهان خلال الاتصال على ضرورة التزام قوات الدعم السريع بالخروج من المستشفيات والمراكز الخدمية ومنازل المواطنين وإجلاء الجرحى وفتح مسارات تقديم المساعدات الإنسانية “حتى يحقق منبر جدة نجاحه”.
هذا وأكدت مصادر متابعة عودة المحادثات غير المباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع برعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وتركزت أجندة المفاوضات على الترتيبات الإنسانية ووقف إطلاق النار.
وقالت المصادر أن “كل وفد انخرط في اجتماعات منفصلة مع مسهلي عملية الحوار”، مضيفة أنه “لم يتم طرح أجندة جديدة في جولة المحادثات الحالية“.
وفي مطلع الأسبوع الجاري، دعت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للاتفاق على وقف إطلاق نار جديد وتنفيذه بشكل فعال بهدف وقف دائم للعمليات العسكرية.
وكان الوسيطان السعودي والأميركي قد أعلنا الخميس الماضي، تعليق مفاوضات وقف إطلاق النار في مدينة جدة بسبب ما وصفاها بالانتهاكات الجسيمة والمستمرة من الطرفين لتعهدات وقف إطلاق النار بالبلاد.
واشتبك الطرفان الليلة الماضية في شوارع مدينة أم درمان حول قاعدة سلاح المهندسين الرئيسية التابعة للجيش. وتمكن الجيش، الذي يبدو أنه يفضل الضربات الجوية عن القتال على الأرض، من الحفاظ على أماكن تمركزه حول القاعدة لكنه لم يتمكن من دحر قوات الدعم السريع التي تسيطر على معظم أنحاء المدينة.
وقالت جواهر محمد (45 عاما) “نحن سكان منطقة بانت في أم درمان، أصبحنا منطقة الحرب، اشتباكات عنيفة وقصف حولنا لأن منزلنا بالقرب من سلاح المهندسين”. وأضافت “نخاف من الموت ونخشى أن نترك منزلنا فتتم سرقته“.
وتقول لجان المقاومة في الأحياء إن اللصوص وبعضهم من سكان الخرطوم ينتمون لقوات الدعم السريع. وينهب اللصوص أحياء الخرطوم ويسرقون السيارات ويكسرون الخزائن ويحتلون المنازل.
وتكابد جماعات الإغاثة من أجل تقديم مساعدات واسعة لسكان الخرطوم الذين يواجهون نقصا في الكهرباء والمياه، فضلا عن تضاؤل الإمدادات في المتاجر والصيدليات. وتنظم لجان المقاومة في الأحياء مثل هذه المساعدة لكنها تعاني مع اشتداد حدة القتال.
وقال ناشط طلب عدم نشر اسمه “لم نتمكن من توزيع الأدوية بسبب القصف الجوي والمدفعي“.
وتجاوز القتال حدود الخرطوم إلى منطقة دارفور غربي البلاد، حيث تأسست قوات الدعم السريع ولا تزال تحافظ على قاعدة نفوذها هناك. كما ضرب القتال مدينة الأبيض، وهي طريق رئيسي بين الخرطوم ودارفور.