17 قتيلا في ضربة جنوب الخرطوم .. وتصاعد حدة الاشتباكات
السؤال الآن ــــ وكالات
تواصلت الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم بين طرفي النزاع الجيش والدعم السريع. وتأزم المشهد اليوم مع تصاعد حدة الاشتباكات والقصف وأعلنت قوات الدعم السريع في السودان إسقاط طائرة حربية من طراز “ميغ” تابعة لقوات الجيش جنوب الخرطوم.
ولم يذكر بيان للدعم السريع تفاصيل بشأن مصير طاقم الطائرة، لكنه اتهم طيران الجيش باستهداف أحياء سكنية جنوب العاصمة ما أسفر عن سقوط وإصابة العشرات.
وأكدت مصادر بالجيش السوداني أن مقاتلة تابعة للجيش من طراز سوخوي 25 سقطت في جنوب الخرطوم جراء عطل فني. وأشارت المصادر إلى نجاة طاقم الطائرة.
وفيما يتواصل القصف نفت مصادر الحكومة السودانية أي معلومات عن هدنة جديدة مع الدعم السريع. ويأتي نفي الحكومة السودانية بعد ورود أنباء عن احتمالية اتفاق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على هدنة خلال الأيام المقبلة.
وشهد جنوب الخرطوم قصفا استهدف المدينة الرياضية وأرض المعسكرات، كما تعرض وسط أم درمان في السودان لقصف جوي من قبل الطيران الحربي التابع للجيش، بينما تصدت له مضادات أرضية لقوات الدعم السريع، وفقا لوكالة فرانس برس التي تحدثت عن مقتل ثلاثة أشخاص وأضرار في المنازل.
وتحدث شهود عيان عن تصاعد أعمدة الدخان في جنوب الخرطوم إثر اشتعال مستودعات وقود جراء الاشتباكات. وأفادت رويترز نقلا عن السلطات الصحية السودانية بمقتل 17 شخص في ضربة جوية جنوب الخرطوم.
وفي وقت سابق اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش بقصف أحياء مأهولة بالسكان قُتل على أثرها أكثر من 20 مدنيا. كما قالت، الجمعة، إن طائرات تابعة للجيش السوداني قصفت أحد مقراتها ما أسفر عن مقتل وإصابة 26 “أسيرا”.
وبحسب الدعم السريع، قصف طيران الجيش السوداني أحياء سكنية في الخرطوم وأم درمان مما تسبب في مقتل 20 مدنيا، “وأحدث دمارا كبيرا في منازل المواطنين والممتلكات العامة والخاصة”، بحسب البيان.
وفي وقت سابق من الجمعة، قال شهود عيان في الخرطوم إن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني شن غارات جوية استهدفت نقاط تمركز قوات الدعم السريع بجنوب الخرطوم وأجزاء متفرقة من مدينة أم درمان، وإن قوات الدعم ردت بإطلاق المضادات الأرضية.
وقرب مدينة الأبيض مركز ولاية شمال كردفان، دارت اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، وأفاد شهود عن شنّ قوات الدعم هجوما على مركز للشرطة في ولاية جنوب كردفان، ترافق مع قصف مدفعي.
وتسبّب النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان بنزوح أكثر من مليون طفل خلال شهرين، رُبعهم تقريبا في إقليم دارفور حيث تتزايد المخاوف بشأن وقوع انتهاكات إنسانية جسيمة تترافق مع انقطاع في الاتصالات. وسط مخاوف من حدوث كوارث إنسانية بسبب نزوح عدد كبير من المدنيين إلى مناطق الحدود خصوصا مع مصر وتشاد.
من جهته، قال مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إن قوات الدعم السريع صارت تتعامل في البلاد وكأنها كيان خاص، مشيرا في التصريح ذاته إلى وجود ما أسماه “الأطماع الخارجية في الثروات السودانية”.
في السياق ذاته، قال مراسل الجزيرة إن عشرات من الجرحى السودانيين، بينهم نساء وأطفال، وصلوا من إقليم دارفور إلى الحدود التشادية بسبب المعارك الدائرة هناك. وتزداد معاناة هؤلاء بسبب نقص المستلزمات الأساسية للحياة في منطقة “أدري” التشادية.
ووصفت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان كلمنتين نكويتا سلامي الوضع في هذا البلد بالسيئ. وحذرت سلامي من أن الوضع قد يصبح كارثيا، وأضافت أن الوضع في دارفور حرج للغاية.
وفي سياق مواز، شهد معبر اشكيت الحدودي مع مصر تراجعا كبيرا في أعداد المسافرين السودانيين إلى الأراضي المصرية بسبب الإجراءات الجديدة التي ألغت بموجبها السلطات المصرية قرار السماح بدخول النساء والأطفال وكبار السن دون تأشيرة.
ويقول العالقون على الحدود لذين يزيد عددهم على 15 ألف شخص إن “بطء” إجراءات منح التأشيرات من القنصلية المصرية بوادي حلفا أسهم في تفاقم معاناتهم، في ظل غياب المنظمات الإنسانية عن المنطقة.