“العفو” تتهم “الدعم” بجرائم خطيرة .. وحميدتي يعلن عن لجنة تحقيق
السؤال الآن ــــ وكالات
اتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع وبعض الميليشيات المتحالفة معها باقتراف جرائم خطيرة، من قتل وأعمال عنف جنسي وحرق منازل، في غرب دارفور، وقالت إن المدنيين هناك باتوا في “خطر محدق”.
وقالت إنها تشعر بالقلق إزاء التقارير التي “تفيد بوقوع عمليات قتل موجهة ذات دوافع عرقية، وأعمال عنف جنسي، وحرق منازل على نطاق واسع، ونزوح جماعي لسكان غرب دارفور من غير العرب ولا سيما في مدينة الجنينة وحولها على أيدي قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها”.
وأضافت أن هذا العنف المتصاعد يحمل أوجه تشابه مثيرة للقلق مع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في دارفور منذ 2003. وطالبت قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها بالسماح بمرور آمن للمدنيين الفارين من النزاع.
ووفق المنظمة فإن “تقارير موثوقة تشير إلى أن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قتلت أو أصابت الكثيرين في غرب دارفور.“
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى أن يدعم بشكل عاجل الاستجابة الإنسانية في السودان، مشيرة إل أن ملايين السودانيين، داخل البلاد وخارجها، يعتمدون على هذه الاستجابة. وحثت أطراف النزاع في السودان على الامتثال للقانون الإنساني الدولي ووقف الانتهاكات ضد المدنيين فورا.
وذكّرت المنظمة بحادثة إلقاء القبض على خميس أبكر، والي غرب دارفور في 14 الشهر الجاري وقتله على يد مقاتلي قوات الدعم السريع، وذلك بعد ساعات فقط من اتهامه علنا لقوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية في الجنينة.
سُمِع إطلاق نار متقطع بأسلحة خفيفة في العاصمة السودانية الخرطوم، قبل ساعات من انتهاء هدنة معلنة بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد هدوء حذر ساد الجبهات في اليوم الأخير من الهدنة.
من جهته، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اليوم مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم حميدتي، التهدئة في البلاد ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري واللجوء إلى حل سياسي.
جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين منفصلين أجراهما ابن فرحان مع البرهان وحميدتي، وفق بيانين للخارجية السعودية، قبل ساعات من نهاية هدنة إنسانية لمدة 3 أيام في السودان، يتوقع مراقبون تمديدها بمناسبة عيد الأضحى الموافق 28 يونيو/حزيران الجاري.
ووفق البيانين، فقد جرى خلال الاتصال بحث مستجدات الأوضاع في السودان، حيث أكد وزير الخارجية أهمية التزام جميع الأطراف السودانية باستعادة مجريات العمل الإنساني، وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية.
من جهة ثانية، قال حاكم إقليم دارفور رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي إن ظروف الحرب أدت إلى تفجر الأوضاع في أجزاء واسعة من الإقليم. وفي مقطع فيديو نشرته الحركة على صفحتها في فيسبوك، أضاف مناوي أن استهداف واغتيال القادة السياسيين والإدارات الأهلية ربما يقود إلى حرب أهلية تشبه ما حدث في رواندا.
ومع استمرار المعارك خلال الأيام الماضية في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، اتسعت رقعة المعارك في مناطق عدة من إقليم دارفور. واندلع قتال قبلي بين قبيلتي الهبانية والسلامات في منطقة النضيف جنوبي مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، مُوقعا عشرات القتلى والجرحى بين طرفي النزاع.
من جهته، أبدى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في تسجيل صوتي اعتذاره للشعب عن الأذى البدني والنفسي والاقتصادي الذي تسببت فيه هذه الحرب التي قال إنها “مفروضة علينا”.
وأكد على أهمية معالجة أسباب وجذور الحرب التي يجب أن تكون عبر الحل الشامل للأزمة الوطنية التي يواجهها السودان منذ الاستقلال، وقال إن هذه الحرب ستكون حدا فاصلا لعهد الوصاية والظلم وعدم الاعتراف بالآخر، مشيرا إلى أنه “لا مجال للانقلابات العسكرية مثلما يريد البرهان وعصابته”، فالسلطة تكون للشعب. وأضاف حميدتي: “شكلنا لجنة تحقيق داخلية ستتوجه فورا لمدينة الجنينة لتقصي الحقائق حول حادثة مقتل والي غرب دارفور، ومستعدون للتعاون مع أي لجنة تحقيق مستقلة”. وتابع حميدتي: “لدينا معلومات عن تسليح مخابرات الجيش لأطراف في ولاية غرب دارفور لإشعال الفتنة”. وقال: “نملك أدلة كافية على عمليات تجنيد من قبل الجيش لأبناء القبائل في دارفور لإشعال حرب قبلية في الإقليم”.