أية كذبة هذه؟

أية كذبة هذه؟

حسین عابديني

منذ قرابة 3 عقود، والعالم مشغول بالبرنامج النووي الايراني والضبابية والغموض الذي رافق ويرافق هذا البرنامج الى جانب إن اللف والدوران وعدم الوضوح والکذب والخداع قد طغى على جولات التفاوض الدولي مع هذا النظام بخصوص هذا البرنامج.

 عدم الجدية وإفتقار الشفافية في الاسلوب الذي إتبعه ويتبعه النظام الايراني في مفاوضاته بشأن برنامجه النووي مع مجموعة 5+1، صار من الامور والمسائل الواضحة بالنسبة للعالم، والاهم من ذلك إن هناك تقارير إستخبارية متباينة أکدت وتٶکد على حرص النظام الايراني على سرية برنامجه وإخفاء جانبه العسکري بشکل خاص عن العالم، ومن دون شك فإن تکرار أساليب الکذب والخداع منذ عام 2002، عندما کشفت منظمة مجاهدي خلق معلومات عن جونب سرية للبرنامج النووي الايراني، ولحد يومنا هذا، هو الذي يدفع العالم للتشکيك بنوايا هذا النظام إذ جريا على القاعدة المعروفة: من ووزع نفسه مواضع التهم فلا يلومن من أساء به الظن. لکن مع ملاحظة إن مايجري مع النظام قد تجاوز حدود التشکيك لأن هناك أدلة وقرائن تٶکد بأن هذا النظام يسير ببرنامجه بإتجاه  يتعدى الاستخدام السلمي للطاقة الذرية بکثير.

قبل فترة قصيرة، أعلنت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا في بيان مشترك، أن إيران تواصل تركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة لتخصيب اليورانيوم، وأن مخزونها من اليورانيوم المخصب أكثر من 21 ضعف الحد المسموح به. وأعربت الدول الأوروبية الثلاث عن “قلقها البالغ إزاء أنشطة إيران الأخيرة فيما يخص تخصيب اليورانيوم”، ودعت البلدان الثلاثة إيران الى “الوفاء بالتزاماتها وفق خطة العمل الشاملة المشتركة والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”. ويبدو إن النظام الايراني الذي يمر بمرحلة صعبة وحرجة حيث تعصف به الازمة الخانقة وتجعل خياراته المتاحة قليلة جدا، يسعى بکل الطرق الى عدم قطع”شعرة معاوية” مع الدول الغربية في المفاوضات لعلمه بأن ذلك سيرتد سلبا عليه، ومن هنا کانت التصريحات الاخيرة لخامنئي خلال زيارة تفقدية لمعرض “منجزات الصناعة النووية”، والتي سعى من خلالها طمأنة الغرب بنوايا نظامه الحميدة!

خامنئي بحسب مانقلته عنه وسائل الاعلام قوله  إن طهران لا تسعى إلى حيازة سلاح نووي نظرا لأن مبادئها تمنعها من ذلك. وأضاف بأن”حجة السلاح النووي كذبة وهم (الغرب) يعرفون ذلك”! بيد إن هذا الرد من جانب أعلى سلطة في النظام والذي في يده الحل والربط في المسائل الحساسة والاستثنائية، يکتنفه الغموض والضبابية أيضا، إذ هل يمکن التخلي عن الحقائق والادلة الملموسة وإستعاضتها بهکذا طمأنة ملغزة؟ ثم إن عزف خامنئي على وتر”التحريم” الذي زعمه بشأن إنتاج نظامه للقنبلة الذرية، لن يجدي نفعا وحتى لايمکن أن يمنح له أي إعتبار، ذلك إن العالم قد شبع من أطنان التصريحات المکدسة للقادة والمسٶولين الايرانيين بشأن إن برنامجهم من أجل الاستخدام السلمي وهي ليس لم تساهم بتبديد أو تقليل الشكوك الدولية بشأن نوايا النظام بل وحتى زادت منها، خصوصا وإن ماکان قد فعله ويفعله النظام الايراني على أرض الواقع فيما يتعلق ببرنامجه النووي يتناقض مع تلك التصريحات.

Visited 4 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عابديني

سياسي ومعارض إيراني